الرئيس الأميركي باراك اوباما

الرئيس الأميركي باراك اوباما
Photo Credit: Chris Kleponis / Reuters

من الصحافة الكنديّة: استراتيجيّة اوباما الفاشلة في سوريا

استراتيجيّة  اوباما الفاشلة في سوريّا، عنوان تعليق كتبه كونراد ياكابوسكي في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

تقول الصحيفة إنّه بعد دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الخريف الماضي الحرب في سوريّا إلى جانب الرئيس بشّار الأسد، رفض الرئيس اوباما الدعوات لتكثيف المساعدات لمعارضي الرئيس السوري، ودَعَمَ بدل ذلك محادثات السلام التي جرت تحت إشراف الأمم المتّحدة.

"لسنا بصدد وضع سوريا في حرب بالوكالة بين الولايات المتّحدة وروسيّا" قال الرئيس اوباما في تشرين الأوّل اكتوبر الماضي.

"إنّها حرب روسيا وايران والأسد ضدّ الأغلبيّة الساحقة من الشعب السوري وليست مباراة في الشطرنج بين دول عظمى" قال اوباما.

والمستنقع الذي توقّع الرئيس اوباما أن يغرق فيه بوتين تحوّل إلى نصر تكتيكي وبروباغندا  بالنسبة للرئيس الروسي، و قلب موازين الحرب في سوريّا لصالح الرئيس الأسد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين © REUTERS/Alexander Zemlianichenko

كلّ ذلك رغم التحرّكات الأميركيّة لزيادة تدفّق الأسلحة إلى المتمرّدين الذين يقاومون الأسد والمدعومين من وكالة الاستخبارات الأميركيّة سي آي أي.

والصراع في سوريّا كان ولا يزال حربا روسيّة اميركيّة بالوكالة تذكّرنا بالحرب الباردة تقول الصحيفة.

والرئيس اوباما سعى طوال ولايته الرئاسيّة لتجنيب الولايات المتّحدة الانجرار في المزيد من الصراعات الخارجيّة التي تستنزف معنويّات بلاده ومواردها دون أن تزيد أمنها.

ولكنّ هاجس تجنّب اخطاء الماضي قد يقود أحيانا لارتكاب اخطاء اكبر منها.

وهذه هي الحال في سوريّا حيث امتدّت الحرب الأهليّة كالسرطان وأصبحت لعبة شطرنج جيوسياسيّة تطرح تحدّيات كبيرة للغرب والأمن العالمي ومستقبل الشرق الأوسط.

وتتابع ذي غلوب اند ميل فتقول إنّها ستبقى أوّلا وقبل كلّ شيء ازمة إنسانيّة، وسوف يؤدّي  نطاق الموت والمعاناة فيها إلى تشويه إرث الرئيس اوباما.

وقد سمحت المفاوضات "لوقف الأعمال العدائيّة" لإدارة الرئيس اوباما بالقول إنّها بذلت جهودا لوقف إراقة الدماء.

ولكنّ القوّات الروسيّة وقوّات الرئيس الأسد خرقت وقف النار كما كان متوقّعا ورفضت حتّى إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى المدنيّين المحاصرين.

مدنيّون سوريّون يهربون من القتال الدائر في حلب
مدنيّون سوريّون يهربون من القتال الدائر في حلب © Reuters / Rodi Said

ولم تبد أيّة شفقة حيال الأطفال والنساء، وقصفت المستشفيات وكذّبت دون خجل بشأن الأهداف التي تقوم بضربها،  لتجعل الامم المتّحدة عرضة للسخرية.

وتتابع الصحيفة فتشير إلى وجود لاعبين سيّئين على كلا جانبي الحرب السوريّة.

ولكنّ احدا منهم لم يقترب ممّا ارتكبه الرئيس الأسد وحلفاؤه من عنف وقتل.

والرئيس اوباما تراجع عن ضرب قوّات الأسد عام 2014 ، وقرّرت إدارته شنّ غارات على مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلاميّة" رغم ما قاله اوباما من أنّ التنظيم لا يشكّل تهديدا وجوديّا لأمن الولايات المتّحدة. والرئيس بوتين قرّر أن يلعب لعبة الشطرنج.

وفي وقت تستعدّ قوّات الأسد لشنّ هجوم على مناطق تقع تحت سيطرة متمرّدين غير إرهابيّين في حلب، عرضت الإدارة الأميركيّة صفقة الشهر الماضي على الرئيس بوتين.

وبموجب الصفقة التي تمّ تسريب شروطها، يتقاسم الأميركيّون والروس معلومات استخباراتيّة حول تنظيم "الدولة الإسلاميّة" واهداف إرهابيّة أخرى.

ويتخلّى الرئيس الأسد بالمقابل عن قصف المتمرّدين غير الإرهابيّين والمدنيّين بالبراميل المتفجّرة.

والرئيس اوباما نفسه اعترف بأنّه ليس على ثقة أنّ بالإمكان الوثوقَ بالرئيس بوتين.

وبالتالي يصعب معرفة ما يحقّقه الاتّفاق بالنسبة لواشنطن ما عدا وقف الانتقادات لموقفها السلبي.

وتتحدّث الصحيفة عن شكاوى من قبل مستشارين في الخارجيّة الأميركيّة ومن بعض المروّجين لحرب العراق بمن فيهم هيلاري كلنتون، من انهيار النظام الأمني الأميركي في اوروبا والشرق الأوسط.

وترى من الأجدر بإدارة الرئيس اوباما أن تستمع إلى هذه الشكاوى.

وحتّى لو كانت روسيّا قد وافقت على الخطّة الأخيرة، إلاّ أنّها تعزّز قبضة الرئيس الأسد على السلطة وتتيح لروسيّا وايران توسيع دائرة نفوذهما في المنطقة.

والجغرافيا السياسيّة لعبة شطرنج، أحببنا ذلك ام لا.  والرئيس اوباما قام بخطوة خاطئة تجاه سوريّا منذ البداية قادته إلى حرب بالوكالة ظنّ نفسه أذكى من أن يتورّط فيها تقول ذي غلوب اند ميل في ختام تعليقها.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.