Photo Credit: RCI/ راديو كندا

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 14-08-2016

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.

لوجورنال دو مونتريال: تركيّا تحت سيطرة الإسلاميّين

تحت عنوان: " تركيا تحت سيطرة الإسلاميين " ، كتب المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال لويك تاسي يقول:

في أعقاب الانقلاب الفاشل في الخامس عشر من الشهر الفائت، اصبحت الحكومة التركية أكثر ديكتاتورية وإسلامية مما مضى.

فبحجة الدفاع عن الديموقراطية، قام رجب طيب أردوغان بعملية تطهير واسعة في أوساط المعارضة شملت الجيش والشرطة والقضاة والأساتذة وموظفي القطاع العام والصحافيين، ولم تعد تركيا دولة ديموقراطية. وفي حال واصل أردوغان هذه السياسة فستقع تركيا في حضن الإسلاميين.

واليوم يلتقي أردوغان بفلاديمير بوتين ولا شك أن الأخير ينظر بقلق إلى صعود قوة أردوغان، أما حلف شمال الأطلسي فهو يتساءل أكثر فأكثر عما يجب فعله.

ويطرح لويك تاسي بعض التساؤلات:  لماذا تظاهر عدد ضخم من الأتراك دعما لأردوغان ؟

ويجيب: يوم الأحد الماضي تظاهر حوالي خمسة ملايين تركي بحجة دعم الديموقراطية، لكن لا قيمة مهمة لهذا العدد الضخم. ذلك أن أردوغان اعتقل أو طرد أكثر من ستين ألف شخص. وفي مثل هذه الظروف لا شك أن كثيرا من الأتراك يحاولون الظهور مظهر الموالين له بعد أن  تم إسكات المعارضة وغالبية وسائل الإعلام باتت خاضعة له أو تم إقفالها، والذين ينتقدون الحكومة يتعرضون لخطر الاعتقال.

الرئيس التركي رجب طيّب اردوغان وإلى جانبه زوجته، يحيّي الجموع في اسطنبول في 07-08-2016
الرئيس التركي رجب طيّب اردوغان وإلى جانبه زوجته، يحيّي الجموع في اسطنبول في 07-08-2016 © AP/Emrah Gurel

ما هدف أردوغان من لقائه بوتين؟

يجيب لويك تاسي:

يسعى أردوغان إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية من هذا اللقاء فالعلاقات الثنائية كانت تدهورت في أعقاب إسقاط الجيش التركي طائرة عسكرية روسية وسيحاول أردوغان إعادة إحياء عدة مشاريع روسية في تركيا منها بناء خط أنابيب  ومحطات لتوليد الطاقة النووية، كما يسعى إلى الضغط على أوباما المستاء من تطور الوضع الداخلي في تركيا والتقارب التركي من "الدولة الإسلامية" أي، بوضوح، يمكن لتركيا تهديد واشنطن بالانتقال إلى  المعسكر الروسي.

هل يمكن لتركيا الخروج من الحلف الأطلسي؟

إن أجندة أردوغان الإسلامية تشكل تهديدا لمعظم دول العالم، وأسوأ من ذلك، فبإمكان أردوغان وضع يده على السلاح النووي الذي يخزنه الحلف الأطلسي في تركيا.

ما هي الفوائد التي قد تجنيها روسيا من تقاربها من تركيا؟

يجيب لويك تاسي : يسعى بوتين إلى دعم تركيا لإضعاف الحلف الأطلسي إضافة إلى أن خط أنابيب الغاز التركية تتحاشى المرور في أوكرانيا وهو أمر مهم. لكن صعود الإسلاميين يشكل أيضا خطرا على روسيا إضافة إلى أن تركيا شريك لا يمكن الوثوق به كثيرا وهو حتى خطِر.

ويخلص لويك تاسي مقاله في لو جورنال دو مونتريال بالقول: على المدى الطويل قد تتمكن تركيا الجديدة الديكتاتورية والإسلامية من دفع الأميركيين والروس على التعاون بصورة أفضل في المنطقة.

الرئيس الأميركي باراك اوباما
الرئيس الأميركي باراك اوباما © PC/AP/Jacquelyn Martin

ذي غلوب اند ميل: استراتيجيّة اوباما الفاشلة في سوريّا

استراتيجيّة  اوباما الفاشلة في سوريّا، عنوان تعليق كتبه كونراد ياكابوسكي في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

تقول الصحيفة إنّه بعد دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الخريف الماضي الحرب في سوريّا إلى جانب الرئيس بشّار الأسد، رفض الرئيس اوباما الدعوات لتكثيف المساعدات لمعارضي الرئيس السوري، ودَعَمَ بدل ذلك محادثات السلام التي جرت تحت إشراف الأمم المتّحدة.

"لسنا بصدد وضع سوريا في حرب بالوكالة بين الولايات المتّحدة وروسيّا" قال الرئيس اوباما في تشرين الأوّل اكتوبر الماضي.

"إنّها حرب روسيا وايران والأسد ضدّ الأغلبيّة الساحقة من الشعب السوري وليست مباراة في الشطرنج بين دول عظمى" قال اوباما.

والمستنقع الذي توقّع الرئيس اوباما أن يغرق فيه بوتين تحوّل إلى نصر تكتيكي وبروباغندا  بالنسبة للرئيس الروسي، و قلب موازين الحرب في سوريّا لصالح الرئيس الأسد.

كلّ ذلك رغم التحرّكات الأميركيّة لزيادة تدفّق الأسلحة إلى المتمرّدين الذين يقاومون الأسد والمدعومين من وكالة الاستخبارات الأميركيّة سي آي أي.

والصراع في سوريّا كان ولا يزال حربا روسيّة اميركيّة بالوكالة تذكّرنا بالحرب الباردة تقول الصحيفة.

والرئيس اوباما سعى طوال ولايته الرئاسيّة لتجنيب الولايات المتّحدة الانجرار في المزيد من الصراعات الخارجيّة التي تستنزف معنويّات بلاده ومواردها دون أن تزيد أمنها.

ولكنّ هاجس تجنّب اخطاء الماضي قد يقود أحيانا لارتكاب اخطاء اكبر منها.

وهذه هي الحال في سوريّا حيث امتدّت الحرب الأهليّة كالسرطان وأصبحت لعبة شطرنج جيوسياسيّة تطرح تحدّيات كبيرة للغرب والأمن العالمي ومستقبل الشرق الأوسط.

وتتابع ذي غلوب اند ميل فتقول إنّها ستبقى أوّلا وقبل كلّ شيء ازمة إنسانيّة، وسوف يؤدّي  نطاق الموت والمعاناة فيها إلى تشويه إرث الرئيس اوباما.

وقد سمحت المفاوضات "لوقف الأعمال العدائيّة" لإدارة الرئيس اوباما بالقول إنّها بذلت جهودا لوقف إراقة الدماء.

ولكنّ القوّات الروسيّة وقوّات الرئيس الأسد خرقت وقف النار كما كان متوقّعا ورفضت حتّى إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى المدنيّين المحاصرين.

ولم تبدَ أيّة شفقة حيال الأطفال والنساء، وقصفت المستشفيات وكذّبت دون خجل بشأن الأهداف التي تقوم بضربها،  لتجعل الامم المتّحدة عرضة للسخرية.

وتتابع الصحيفة فتشير إلى وجود لاعبين سيّئين على كلا جانبي الحرب السوريّة.

ولكنّ احدا منهم لم يقترب ممّا ارتكبه الرئيس الأسد وحلفاؤه من عنف وقتل.

والرئيس اوباما تراجع عن ضرب قوّات الأسد عام 2014 ، وقرّرت إدارته شنّ غارات على مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلاميّة" رغم ما قاله اوباما من أنّ التنظيم لا يشكّل تهديدا وجوديّا لأمن الولايات المتّحدة. والرئيس بوتين قرّر أن يلعب لعبة الشطرنج.

وفي وقت تستعدّ قوّات الأسد لشنّ هجوم على مناطق تقع تحت سيطرة متمرّدين غير إرهابيّين في حلب، عرضت الإدارة الأميركيّة صفقة الشهر الماضي على الرئيس بوتين.

جنود سوريّون وسط الدمار في مدينة حلب
جنود سوريّون وسط الدمار في مدينة حلب © Rodi Said / Reuters

وبموجب الصفقة التي تمّ تسريب شروطها، يتقاسم الأميركيّون والروس معلومات استخباراتيّة حول تنظيم "الدولة الإسلاميّة" واهداف إرهابيّة أخرى.

ويتخلّى الرئيس الأسد بالمقابل عن قصف المتمرّدين غير الإرهابيّين والمدنيّين بالبراميل المتفجّرة.

والرئيس اوباما نفسه اعترف بأنّه ليس على ثقة أنّ بالإمكان الوثوقَ بالرئيس بوتين.

وبالتالي يصعب معرفة ما يحقّقه الاتّفاق بالنسبة لواشنطن ما عدا وقف الانتقادات لموقفها السلبي.

وتتحدّث الصحيفة عن شكاوى من قبل مستشارين في الخارجيّة الأميركيّة ومن بعض المروّجين لحرب العراق بمن فيهم هيلاري كلنتون، من انهيار النظام الأمني الأميركي في اوروبا والشرق الأوسط.

وترى من الأجدر بإدارة الرئيس اوباما أن تستمع إلى هذه الشكاوى.

وحتّى لو كانت روسيّا قد وافقت على الخطّة الأخيرة، إلاّ أنّها تعزّز قبضة الرئيس الأسد على السلطة وتتيح لروسيّا وايران توسيع دائرة نفوذهما في المنطقة.

والجغرافيا السياسيّة لعبة شطرنج، أحببنا ذلك ام لا.  والرئيس اوباما قام بخطوة خاطئة تجاه سوريّا منذ البداية قادته إلى حرب بالوكالة ظنّ نفسه أذكى من أن يتورّط فيها تقول ذي غلوب اند ميل في ختام تعليقها.

مناصرون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفعون صورة ضخمة له خلال تجمع لمؤيديه في أوساط الجالية التركية في مدينة كولونيا الألمانية في 31 تموز (يوليو) الفائت
مناصرون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرفعون صورة ضخمة له خلال تجمع لمؤيديه في أوساط الجالية التركية في مدينة كولونيا الألمانية في 31 تموز (يوليو) الفائت © Reuters / Thilo Schmuelgen

الانقلاب المضاد في تركيا مستمر والديمقراطية التركية تتلقى الضربات

هل كان مجرد صدفة أن يتواجد أكاديمي يُدعى هنري باركي (Henri Barkey)، هو مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز وُودرو ويلسون الدولي للعلماء (Woodrow Wilson International Center for Scholars) في واشنطن، على جزيرة بويوكادا التركية قرب اسطنبول للمشاركة في مؤتمر حول الشرق الأوسط في الخامس عشر من تموز (يوليو) الفائت، أي في اليوم نفسه الذي وقعت فيه المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا؟ تتساءل "ذي غلوب آند ميل" الواسعة الانتشار في كندا في مقال افتتاحي.

الجواب حسب صحيفة مقربة من الحكومة التركية هو: لا، لم يكن ذلك مجرد صدفة. فتواجد هذه الأكاديمي الأميركي كان جزءاً من المؤامرة الكبرى للإطاحة بحكومة أنقرة، حسب الصحيفة التركية، وهي مؤامرة لا تتوقف قائمة الضالعين فيها عن النمو، وآخر الإضافات عليها كان مركز وُودرو ويلسون المُموَّل من الحكومة الأميركية، تقول الصحيفة الكندية في مقالها الذي يحمل عنوان "الانقلاب المضاد في تركيا مستمر والديمقراطية التركية تتلقى الضربات".

الجو العام في تركيا مشحون حالياً لدرجة أن صور باركي وزملائه الأكاديميين ملأت الصفحة الأولى من واحدة على الأقل من الصحف الواسعة الانتشار في هذا البلد وقد صُوّروا بأنهم عقول مدبرة شريرة للمحاولة الانقلابية، تضيف "ذي غلوب آند ميل".

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بتصفية حسابات في أعقاب الانقلاب الفاشل على حكمه، كما أنه يقوم بإلقاء شباك أوسع من الشك، تتابع الصحيفة.

وتذكّر "ذي غلوب آند ميل" بأن أردوغان ألقى كلمة في مسجد الفاتح في اسطنبول بعد يوميْن على المحاولة الانقلابية وعد فيها بـ"مواصلة تطهير كل مؤسسات الدولة من الفيروس الذي، وللأسف، انتشر مثل السرطان في الدولة برمتها". الرئيس التركي يقوم إذاً بعملية جراحية رئيسية، تقول الصحيفة.

كل موظف في القطاع العام التركي يبدو حالياً في وضع ضعيف. فقد طُلب من كافة عمداء الجامعات التنحي من مناصبهم ريثما تنتهي التحقيقات التي على ضوء نتائجها يُنظر في احتمال إعادتهم إلى الخدمة. كما تم تسريح الكثيرين من القضاة وضباط الشرطة والمدرّسين، تضيف "ذي غلوب آند ميل".

وفي غضون ذلك وضعت السلطات التركية يدها على وسائل إعلام عديدة، وقامت بتجريد رئيس فريق البحث في إحدى أكبر شركات العمولة في البلاد من رخصته المهنية ووجهت إليه اتهامات جنائية على خلفية تقرير أعدته شركته حول تأثير المحاولة الانقلابية على الاقتصاد التركي، كما لو أن أي تعليق عن احتمال دخول البلاد في حالة من عدم الاستقرار هو غير مقبول، تضيف الصحيفة الكندية.

لقد أدت المحاولة الانقلابية الفاشلة إلى عشرات آلاف حالات التوقيف والتسريح والتهميش التي طالت معارضين فعليين وآخرين تخيلت السلطات أنهم معارضون لها. وهذا أمر مقلق، عدا عن أنه يتنافى مع الديمقراطية الليبرالية. وفوق كل ذلك ترتفع أصوات بين مناصري أردوغان منادية بإعادة حكم الإعدام، تضيف الصحيفة.

نظام أردوغان وصل إلى السلطة بالطرق الديمقراطية، لكن إذا لم يقم بعكس اتجاهه ستصبح تركيا قريباً غير قادرة على الاستمرار في وصف نفسها بأنها ديمقراطية، تختم "ذي غلوب آند ميل".

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.