مسألة توقيف بعض المهاجرين واللاجئين واعتقالهم بموجب قوانين الهجرة واللجوء، تثير إشكالية في كندا ، ليس من حيث حق الحكومة في اعتقالهم، إنما من حيث واجب الحكومة بضمان سلامتهم بصحة جسدية ونفسية مقبولة وبالتالي عدم سجنهم مع مجرمين وتسريع عملية تقييم الخطر المحتمل الذي قد يشكلونه على المجتمع الكندي.
وفي سعي لتصحيح الخطأ، أعلن وزير الأمن الداخلي الكندي رالف غوديل اليوم تخصيص مبلغ مئة وثمانية وثلاثين مليون دولار لتحسين ظروف اعتقالهم وأكد في مؤتمر صحافي عقده اليوم على واجب الحكومة الكندية لتحسين ظروف توقيفهم قائلا:
"ما من شك أبدا أن من واجبنا أن نكون قادرين على احتجاز الأشخاص الذين يجب أن يحتجزوا بموجب قوانين الهجرة، بكل أمان، وفي الوقت نفسه، علينا واجب أن نؤمن لهم الصحة والراحة"
ما أهمية هذا القرار؟ يجيب المحامي المتخصص بشؤون الهجرة واللجوء، ستيفان أنفيلد في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية:
"برأيي أن ما أعلنه الوزير اليوم يشكل خبرا رائعا إذ ليس من الطبيعي أن يعتقل أشخاص من المهاجرين أو المعترف بهم كلاجئين على يد جهاز خفر الحدود الكندي في سجون تابعة للمقاطعات مع مجرمين وبعضهم يعاني من اضطرابات عقلية ومن الصعب جدا عليهم الحصول على خدمات صحية ونفسية مناسبة للتمكن من تقييم الخطر الذي يمكن أن يشكلوه للمجتمع الكندي في حال خروجهم ما أدى مثلا إلى استمرار احتجاز لاجئ عراقي منذ ثلاث سنوات لكون اللجنة المولجة بإطلاق سراحه لم تحصل على تقرير نفساني لتقييم الخطر الذي يمكن أن يشكله في حال إطلاق سراحه.
وعن سؤال عن الأسباب الموجبة لاعتقال بعض اللاجئين أو المهاجرين، يجيب المحامي ستيفان أنفيلد:
"هناك عدة أسباب تؤدي إلى اعتقال مهاجرين أو لاجئين منها الخوف من احتمال هربهم أو مشكلة عدم التأكد من هويتهم أو لكونهم يشكلون خطرا على سلامة المجتمع الكندي ويتم اعتقالهم عادة إما للتحقيق معهم بشأن منع الدخول إلى الأراضي الكندية أو لاحتمال ترحيلهم. ومن الصعب أحيانا التعامل مع بعض الدول لمعرفة هويتهم الحقيقية وحصولهم على جواز سفر لترحيلهم عن كندا، ما يستغرق أحيانا وقتا طويلا يقضيه الموقوف في الاعتقال الذي قد يستغرق عدة سنوات".
ويؤكد المحامي ستيفان أنفيلد في ختام حديثه إلى راديو كندا أن ثمة تجارب ناجحة لإطلاق سراح معتقلين من المهاجرين واللاجئين تحت شروط صارمة يمكن أن تشكل بديلا عن الاعتقال في السجون.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.