كتبت البروفيسورة نانسي بوشار في صفحة الرأي في "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال مقالاً بعنوان "التعلم على العيش معاً: هل فشلنا؟"
وتدرّس بوشار في كلية العلوم الإنسانية في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) حيث تقوم أيضاً بإدارة مجموعة الأبحاث حول التربية الأخلاقية وأخلاقيات التربية.
تستهل بوشار مقالها بالقول إن وزير التربية في حكومة مقاطعة كيبيك، سيباستيان بْرُو، قال في رسالته الموجهة إلى المدرّسين أوائل الشهر الفائت بمناسبة انتهاء العام الدراسي إن مهمة المُعلّم، لا بل قدره، جعلُ الأولاد يصبحون راشدين، لم يكتسبوا المعارف ويطوروا المهارات فحسب بل أن يكونوا قد اكتشفوا أيضاً أهمية الروابط الاجتماعية واحترام الآخرين في مجتمعنا.
لا يسعنا سوى أن نفرح لوجود هذه الرؤيا في حقل التربية لدى الوزير الجديد لأن مستقبل مجتمعنا مرتبط بها، تقول البروفيسورة بوشار.
هناك حصة في دوام الطالب، ومنذ سبع سنوات، مخصصة لتطوير العلاقات الاجتماعية المتناغمة، وهي مادة "الأخلاقيات والثقافة الدينية" التي تُدرّس في كافة مستويات المرحلتيْن الابتدائية والثانوية منذ عام 2008 وتهدف في النهاية إلى تعليم الطلاب على العيش معاً في مجتمع متنوع، تقول بوشار مضيفة أن هذا البرنامج التأهيلي على العيش المشترك يحتاج لبعض التعديلات.
هل يساهم تدريس هذه المادة في التدرب على العيش معاً وعلى الاعتراف بهذا الخير المشترك الذي تمثله الكرامة الإنسانية، وهو ما يجعلنا نرفض التعصب والتزمت وكل ما لا يُحتمل؟ وماذا عن تدريس هذه المادة؟ تتساءل الكاتبة.

لا بد من إعداد حصيلة تقول البروفيسورة بوشار. فعلى سبيل المثال نحو من نصف مدارس مقاطعة كيبيك تقلص بشكل ملموس وقت الدراسة المخصص للثقافة الدينية، وفي مونتريال ترتفع هذه النسبة إلى الثلثيْن. ويبدو أيضاً أن بعض المدارس تدرج هذه المادة في جدولها الزمني بصورة رسمية لكنها في الواقع تستبدلها بمادة أخرى.
أما المعلمون الذين يقومون بتدريس الثقافة الدينية في صفوف المرحلة الثانوية فكافة المعطيات تحمل على الاعتقاد أنهم بشكل خاص مدرّسو مواد أخرى ولم يتابعوا دورات تأهيل لتدريس الأخلاقيات والثقافة الدينية، تضيف بوشار.
إذا كان تعلم العيش معاً أولوية فالوقت قد حان، وأكثر من السابق، كي ننظر ملياً في الأمر لنضمن أننا لن نفشل في هذه المهمة التربوية الجوهرية. لذا من المهم التأكد أننا نضطلع بمسؤولية التربية على العيش معاً بالجدية اللازمة. والأحداث اليومية لا تنفك تذكرنا أنه لا يزال أمامنا عمل كثير من أجل العيش معاً بسلام، وأيضاً بألفة، تقول بوشار التي تشير أيضاً إلى الأهمية التي توليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لثقافة العيش معاً.
لا يمكن للمَدرسة لوحدها إنجاز المهمة بأكملها، فتربية الأولاد مسؤولية مشتركة، لكن على المَدرسة القيام بالدور الرئيسي في تأهيلهم للعيش مع الآخرين في المجتمع، تختم البروفيسورة نانسي بوشار.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.