الطفل السوري عمران(5 سنوات) في سيّارة إسعاف تنقله إلى المستشفى بعد إنقاذه من تحت أنقاض منزله الذي تعرّض للقصف في حلب

الطفل السوري عمران(5 سنوات) في سيّارة إسعاف تنقله إلى المستشفى بعد إنقاذه من تحت أنقاض منزله الذي تعرّض للقصف في حلب
Photo Credit: Mahmoud Raslan/Aleppo Media Center

سوريّا: صورة الطفل عمران تختصر المأساة

أثارت صورة الطفل السوري عمران دنش الذي أُخرج من بين الأنقاض بعد تعرّض منزله للقصف في حلب، ردود فعل كثيرة حول العالم.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة صورة الطفل ابن الخمس سنوات وهو يُنقل بسيّارة إسعاف، ليصبح عمران رمزا للمعاناة التي تسبّب بها الصراع الدائر في سوريّا منذ خمس سنوات.

يقول فرانسوا اوديه مدير المرصد الكندي حول الأزمات والمساعدات الإنسانيّة في حديث لتلفزيون راديو كندا إنّه تأثّر كما الكثيرون برؤية صورة الطفل الصغير لا سيّما أنّه شخصيّا أب لطفلين ويضيف:

خلافا لصورة الطفل ايلان كردي القتيل على الشاطئ، فإنّ صورة عمران تعطينا بعض التفاؤل رغم كلّ شيء لأنّه أُنقذ من الموت رغم أنّنا لا نعرف ما سيكون مستقبله، وتعطينا الانطباع بأنّه ينبغي إنقاذ آلاف الأطفال الذين يتعرّضون للقصف ويواجهون خطر الموت  في سوريّا.

ورغم حجم المأساة، ينبغي عدم الاستسلام للقدريّة يقول فرانسوا اوديه ويؤكّد على أهميّة وصول المساعدات الإنسانيّة إلى المناطق المحاصرة وعلى أهميّة احترام الهدنة من قبل مختلف الأطراف المتنازعة.

ويؤكّد ردّا على سؤال على أهميّة الاحتفاظ بالأمل رغم كلّ شيء ويتابع قائلا:

ينعقد في التاسع عشر من أيلول سبتمبر المقبل  مؤتمر القمّة الدولي حول اللاجئين. وقصّة صورة الطفل ايلان كردي دخلت في المعادلة لدفع الحكومات للتفاوض وإيجاد مساحة حوار بشأن اللاجئين.

ويأمل  فرانسوا اوديه في أن تفتح صورة الطفل عمران دنش صفحة جديدة للدخول في مفاوضات سلام لحلّ الأزمة في سوريّا رغم أنّه يشكّك في ذلك.

مبنى دمّره القصف في حلب
مبنى دمّره القصف في حلب © Abdalrhman Ismail/Reuters

ويستبعد أن يساهم نشر صورة الطفل عمران في زيادة حجم المساعدات للمنظّمات الإنسانيّة ويشير إلى أنّ أكثر ما تحتاجه سوريّا هو تأمين وصول هذه المساعدات ويضيف:

هنالك 13،5 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانيّة طارئة والعدد يرتفع كلّ أسبوع. وإيصال المساعدات هو للأسف المشكلة الرئيسيّة ومن المهمّ أن تدفع هذه الصورة المؤثّرة دول الغرب والدول العربيّة إلى الجلوس معا للبحث عن حلّ سلمي للأزمة في سوريّا يقول فرانسوا اوديه مدير المرصد حول الأزمات والمساعدات الإنسانيّة.

ويتحدّث الخبير في شؤون الشرق الأوسط من جامعة اوتاوا توماس جونو عن الأزمة في سوريّا ويشير إلى صورة الطفل عمران قائلا:

لا يمكن للصورة أن تشكّل نقطة تحوّل في الأزمة رغم أنّها قويّة وتمثّل خير تمثيل الازمة الإنسانيّة التي نشهدها حاليّا في سوريّا.

وقد تترك الصورة بعض التأثير على المدى القصير كما حصل على سبيل المثال بعد نشر صورة الطفل القتيل على الشاطئ ايلان كردي التي تركت مضاعفات على ملفّ استقبال اللاجئين السوريّين في كندا.

ولكنّ أيّا من الصورتين لن تغيّر شيئا في ديناميّة الصراع كما يقول توماس جونو ويضيف ردّا على سؤال حول استمرار الصراع فيقول:

إن اردنا التبسيط، يمكن للحرب الأهليّة أن تنتهي بطريقتين: إمّا بحلّ عسكري او بحلّ سياسي.

والحلّ العسكري يعني انتصار أحد الأطراف.  ويستحيل أن يسيطر أيّ طرف على البلاد بأكملها في الوقت الراهن.

والحلّ السياسي ما زال متعثّرا رغم محاولات عديدة في هذا السياق من بينها مفاوضات جنيف والاتّفاقات لوقف الأعمال العدائيّة واتّفاقات الهدنة للسماح بدخول المساعدات الإنسانيّة.

رفع الركام من أمام متجر دمّره القصف في حلب
رفع الركام من أمام متجر دمّره القصف في حلب © Abdalrhman Ismail / Reuters

وما من طرف يرى مصلحة في وقف النزاع وليست هنالك بوادر حلّ على المديين القريب والمتوسّط يقول البروفسور توماس جونو الخبير في شؤون الشرق الأوسط من جامعة اوتاوا.

ويتوقّع أن تستمرّ الحرب سنوات عديدة مع كلّ ما ينجم عنها من مضاعفات إنسانيّة خطيرة.

والحرب في سوريّا في غاية التعقيد والأطراف المشاركة فيها كثيرة يقول توماس جونو، من الرئيس أسد وحلفائه إلى المعارضة المنقسمة معارضات والتي يتقاتل أطرافها في ما بينهم أحيانا كثيرة كما يقول.

ويتابع مشيرا إلى أنّ  أطراف المعارضة تحاول كسر الحصار الذي فرضته قوّات الأسد مدعومة من إيران والمليشيات الشيعيّة العراقيّة على مدينة حلب منذ أشهر عديدة.

ويتحدّث عن نزوح كثيف من المدينة وعن أوضاع إنسانيّة صعبة بالنسبة للذين ما زالوا فيها.

ويشير إلى نقص في المواد الغذائيّة والأدوية في ظلّ الغارات الجويّة والقصف المستمرّ على حلب الذي يساهم في ارتفاع عدد الضحايا.

ويشير إلى أنّ الهدنة التي يتمّ التوصّل إليها لأسباب إنسانيّة لا تدوم طويلا ويضيف:

الاتّفاقات لوقف الأعمال العدائيّة لا تحصل على الإطلاق لأسباب إنسانيّة بل هي من باب البراغماتيّة والأنانيّة حيث تجد أطراف مثل نظام الرئيس الأسد وروسيّا مصلحة لإعادة نشر قوّاتها وإيصال الامدادات لها وما شابه.

ويختم توماس جونو الخبير في شؤون الشرق الأوسط من جامعة اوتاوا حديثه لتلفزيون راديو كندا فيستبعد إمكانيّة التوصّل إلى حلّ قبل عدّة سنوات ، مذكّرا بأنّ الحرب في لبنان استمرّت خمس عشرة سنة.

وبدأت بوادر الحلّ تظهر عندما أصبحت مختلف الاطراف منهكة وراحت تتفاوض للبحث عن حلول.

ووحدهم المواطنون السوريّون منهكون ولم تبلغ الأطراف المتحاربة بعد هذه المرحلة يقول البروفسور توماس جونو ختاما.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.