تناولت صحيفة ذي ناشونال بوست في تعليق بقلم جون باغلو الجدل حول زيّ السباحة البوركيني.
تقول الصحيفة إن الهجوم الذي استهدف مجلّة شارلي ابدو الفرنسيّة ومتجرا يهوديّا هو جريمة بشعة بدون شكّ أعقبتها حملات على الانترنت ومسيرات للدفاع عن حريّة التعبير.
وتتساءل الصحيفة عن حريّة التعبير وتضيف أنّه يستحيل ارتداء قميص في فرنسا يحمل شعار "قاطعوا اسرائيل" دون التعرّض لغرامة.
وإذ يمكن فهم الغضب الذي اجتاح فرنسا بعد الاعتداءين، إلاّ أنّه يصعب ربطه بالحق في رسم صور كاريكاتوريّة مهينة.
وتتابع ذي ناشونال بوست فتشير إلى الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة نيس وأوقع 85 قتيلا وما يزيد على 300 جريح.
وأفيد بأنّ السائق التونسي الذي نفّذ الهجوم كان يشرب الكحول ولم يكن ملتزما دينيّا وكان على تواصل مع رجال ونساء عبر مواقع التعارف على الانترنت. ورغم ذلك كانت الغلبة للحديث عن الإرهاب.
وثمّة البعض في فرنسا، بمن فيهم مسؤولو البلديّات، ممّن اتّخذوا من المرأة هدفا لهم وهو ليس بالأمر الجديد حسب قول الصحيفة.

وتتحدّث ذي ناشونال بوست عن قرار عدد من رؤساء البلديّات في مدن فرنسيّة صغيرة بحظر لباس السباحة البوركيني .
وتشير إلى تعرّض سيّدة مسلمة للإهانة لارتدائها الحجاب على شاطئ مدينة كان، حيث أوقفتها الشرطة وقالت لها إنّ لباسها "غير مناسب".
وهدّدت برشّ سيّدة أخرى ترتدي الحجاب بغاز الفلفل أمام أعين المارّة الذين سخروا منها.
وتتساءل الصحيفة كيف يمكن أن تؤول الحال في بلد الحريّة والمساواة والأخوّة إلى هذا الوضع، فرنسا التي خرجت منها شرعة حقوق الانسان والمواطن إبّان الثورة عام 1789.
و تمضي فتقول إن جسد المرأة غالبا ما يكون موقع صراع خلال الحروب.
والاعتداءات الجديدة على المرأة المسلمة لا علاقة لها بالعلمانيّة تقول الصحيفة، ومفهوم العلمانيّة ينطبق على مؤسّسات الدولة وليس على الشواطئ.
وإذ تثني الصحيفة على قيام بعض الفرنسيّات من غير المسلمات بشراء البوركيني، تعتبر أنّ الأمر يزيد الوضع تعقيدا.
فلا أحد يبادر إلى شراء زيّ راهبة بعد تعرّض راهبات للاعتداء او القتل.
والتركيز المفرط على حشمة المرأة المسلمة جائر تقول الصحيفة.
وقد رأينا كلّنا سيّدات مسلمات غارقات تحت عباءتهنّ السوداء بجوار رجال يرتدون البنطال القصير "شورت".
ولكن قبل أن نتسرّع في استخلاص النتائج، فلنفكّر بلباس البحر البيكيني الذي كان محظورا على الشواطئ في وقت من الأوقات.
وفي الحالتين، كانت المرأة خاضعة للأوامر بشأن ما يمكنها او ما لا يمكنها ارتداؤه.
وينبغي احترام فسحتها الخاصّة التي تغزوها أحكام ذكوريّة.
وإن كان البرقع والبوركيني رمزا للخضوع، ينبغي مسامحة النساء اللواتي أرغمن على خلعهما في فرنسا لأنّهنّ لم يرحّبن بخلعهما تحت وطأة القوّة إن جاز التعبير.
فما من خيارات حرّة لدى المرأة بل هنالك فقط إملاءات تعسّفيّة تقول ذي ناشونال بوست.
والدولة تعمّق الانقسام في محاولتها للإدماج وكأنّها تعطي موافقة رسميّة للعنصريّة وكراهية النساء.
ومرّة أخرى، نجح الإرهابيّون على ما يبدو تقول الصحيفة في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.