كندا: المشاركة في المهمّات الدوليّة إلى سابق عهدها

أعلنت الحكومة الكنديّة عزمها على استعادة دورها التقليدي  في مهمّات الأمم المتّحدة حول العالم

وجاء الإعلان بصورة رسميّة خلال مؤتمر صحافي  في قاعدة باغوتفيل العسكريّة في كيبيك ،شارك فيه كلّ من وزير الدفاع هارجيت سجّان ووزير الخارجيّة ستيفان ديون ووزيرة التنمية الدوليّة ماري كلود بيبو ووزير السلامة العامّة رالف غوديل.

وزير الخارجيّة ستيفان ديون أشار إلى أنّ كندا تستعيد مشاركتها التقليديّة في مهمّات السلام الدوليّة وأنّ قرارها يتماشى مع الواقع الراهن وأضاف:

نعلن اليوم عن برنامج جديد،  برنامج ترسيخ عمليّات السلام، الذي يتمحور حول تجنّب وقوع النزاعات وحول الحوار والوساطة وتعزيز السلام قال ديون.

وتابع يقول إنّ كندا سوف ترصد 450 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات للبرنامج المذكور وهي موازنة غير مسبوقة وأضاف:

يتيح ذلك أمامنا جمع كافّة الموارد على الأرض لتأمين حماية أفضل للمدنيّين  والتدخّل بسرعة لدى المجموعات المهدّدة مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجات الخاصّة للمجموعات الضعيفة بمن في ذلك النازحون واللاجئون والنساء والأطفال.

وأشار إلى أنّ هذه المشاركة تعزّز دور كندا على الساحة الدوليّة وأنّ التزام الحكومة الكنديّة في إطار برنامج ترسيخ السلام يساهم في تعزيز التنسيق بين السياسة الخارجيّة وسياسات الدفاع والتنمية والأمن الوطني وتابع قائلا:

يعيش نحو من مليار ونصف مليار شخص حول العالم  في أوضاع هشّة في ظلّ الصراعات القائمة وينبغي أن تكون كندا اليوم حاضرة أكثر من أيّ يوم مضى لتلبية احتياجاتهم.

واضاف مشيرا إلى أنّ كندا ستدعم جهود المجتمع الدولي لتحقيق السلام والعدالة على الساحة العالميّة وعلى الترويج لجهود  المساعدة الانسانيّة والتنمويّة وحماية المساواة بين الرجل والمرأة وحماية الحريّات الدينيّة وكافّة حقوق الانسان وفي طليعتها الحقّ الاساسي في الحياة  كما قال.

وتحدّث وزير الدفاع هارجيت سجّان فأشار إلى أنّ طبيعة الصراعات حول العالم تغيّرت وأضاف:

كانت عمليّات حفظ السلام تقوم في السابق على دعم سلام متّفق عليه بين الأعداء والفصل بينهم للمساعدة على حماية الاستقرار.

ولكنّ الأمر تغيّر اليوم للأسف و يجري دعم عمليّات السلام دون أن يكون هنالك سلام لنحفظه.

وتابع مشيرا إلى العنف المستشري في أكثر من مكان والذي يترك مضاعفاته على الفئات الضعيفة بصورة خاصّة بما في ذلك النساء والأطفال وأضاف:

ثمّة حاجة ملحّة لوضع حدّ لانتهاكات حقوق الانسان في العديد من المناطق الغارقة في الصراعات والتركيز على تخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيّين فيها.

وأكّد وزير الدفاع  الكندي على أهميّة الخوض في الأسباب التي أدّت إلى هذه الصراعات وأشار إلى الجولة التي قام بها إلى خمس دول إفريقيّة حيث بحث مع زعمائها في الدور الذي يمكن لكندا أن تلعبه في مهمّات السلام وأضاف:

اتاحت لنا الزيارة الفرصة للقاء كلّ الذين يقومون بالمهمّات الصعبة على الأرض، وأعني بذلك مختلف المنظّمات الدوليّة وقوّات حفظ السلام ودول الاتّحاد الافريقي والمساعدين الاجتماعيّين والمنظّمات غير الحكوميّة على غرار مؤسّسة الآغا خان والصليب الأحمر الدولي ومنظّمات كثيرة أخرى قال الوزير سجّان.

واشار إلى المساهمات الكنديّة  في مهمّات التأهيل العسكري وفي مهمّات دبلوماسيّة على الساحة الدوليّة.

وأوضح أنّ الحكومة ستجري المزيد من المباحثات مع الأمم المتّحدة لتنسيق المشاركة الكنديّة في مهمّات سلام دوليّة وتحديد مكانها.

وفي إشارة إلى جهود الحكومة الكنديّة لاستعادة دورها على الساحة الدوليّة نستمع إلى ما قاله وزير الدفاع هارجيت سجّان:

لطالما أكّد رئيس الحكومة أنّ كندا سوف تكون شريكا مسؤولا على الساحة العالميّة. وقد عزّزنا مساهمتنا في المهمّة الدوليّة في العراق، واتّخذنا دورا قياديّا في حلف الأطلسي وها نحن اليوم نعيد التزامنا بمهمّات السلام الدوليّة قال وزير الدفاع الكندي.

يبقى أن نشير أخيرا إلى أنّ الحكومة لم تكشف عن مكان المهمّات التي سوف يشارك فيها الجنود الكنديّون ولا عن زمانها.

استمعوا