نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
Photo Credit: PC / Kayhan Ozer

من الصحافة الكندية: “جو بايدن في تركيا لإعادة الحرارة للعلاقات الباردة”

كتب الأستاذ والباحث التركي في جامعة كالاتاساراي التركية تولغا بيلينيرTolga Bilener مقالا في صحيفة لو دوفوار تحت عنوان" جو بايدن في تركيا في محاولة للحد من الأضرار" جاء فيه: منذ أقل من عام، توقع مراقبون أن تكون تركيا وروسيا على قاب قوسين من حرب بين البلدين بسبب عمق الأزمة التي كانت تعصف بينهما.

وحاليا، يسعى المراقبون لمعرفة إلى أي حد ستصل أزمة الثقة بين الولايات المتحدة وتركيا في وقت تقترب فيه تركيا أكثر فأكثر من روسيا. الدبلوماسية التركية تتأرجح ولكي يتم الوصول إلى علاج لهذا الوضع المتأرجح وصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تركيا منذ يومين.

اللقاء كان حارا، لكنه لم يخف اللوم الذي عبرت عنه الحكومة التركية للحكومة الأميركية والغرب بشكل عام حيال محاولة الإنقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف شهر يوليو تموز الماضي.

ومنذ هذا التاريخ، كان جو بايدن المسؤول الغربي الوحيد من هذا المستوى الذي وصل إلى تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" والمرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي للتعبير عن دعم الولايات المتحدة والتنديد بالإنقلاب.

الحكومة التركية، من جهتها، كانت تأمل بدعم أكثر وضوحا من الغرب. وفي هذا المجال، عبّر جو بايدن عن أسفه لكونه لم يحضر في وقت أقرب وهو ما اعتبره المراقبون قليلا ومتأخرا نوعا ما لكسر الجليد بين الحليفين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سان بترسبورغ
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سان بترسبورغ © Reuters / Sergei Karpukhin

وعلى خلاف الدعم "الخجول" الذي عبر عنه الغرب لتركيا، كانت روسيا متضامنة مع الحكومة التركية بعد ساعات قلائل من وقوع العملية الانقلابية إذ اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ليل المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ليس هذا من باب الصدفة أن يعلن الرئيس التركي أردوغان في التاسع من الشهر الجاري بأن روسيا ستكون الدولة الأجنبية الأولى التي يقوم بزيارتها في أعقاب الإنقلاب الفاشل واضعا حدا فوريا للأزمة العميقة التي كانت تعصف بين البلدين.

يشار إلى أن العلاقات التركية-الروسية كانت قد تدهورت تدريجيا بسبب الخلافات العميقة حيال الأزمة السورية غير أن الأسوأ وقع في منتصف شهر نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي حين أسقط الطيران الحربي التركي مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا.

وما زاد في استفحال الأمور ما كان للأزمة من تداعيات سلبية على الاقتصاد التركي، غير أنه منذ القضاء على المحاولة الانقلابية تسود أجواء ربيعية العلاقات بين موسكو وأنقرة.

وفي أنقرة لم يتردد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في التأكيد على أهمية الملف السوري. ومع اليوم الأول للزيارة، شنت القوات المسلحة التركية هجوما جويا وبريا على الأراضي السورية وهي عملية أطلقت عليها "درع الفرات"

والهدف الذي أعلنته تركيا من هذه العملية دعم "الجيش السوري الحر" الذي وصفته "بالمعارضة المعتدلة" المدعومة من التحالف الدولي واسترداد مدينة جرابلس السورية من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح.

ويواصل كاتب المقال بالقول: بالنسبة لتركيا طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح من هذه المدينة الواقعة على الحدود السورية التركية هام جدا لعدة أسباب منها أن تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح يواصل استهداف تركيا بهجماته الانتحارية وآخرها هجوم غازي عنتاب في العشرين من الجاري خلال حفل زواج.

وبالنسبة لتركيا أيضا يتوجب أن تكون مدينة جرابلس تحت سيطرة "الجيش السوري الحر" وليس تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وهو حزب كردي سوري.

إن تركيا تعتبر هذا الحزب منظمة إرهابية كما هي الحال بالنسبة لحزب العمال الكردستاني وهي منظمة تصفها تركيا بالإرهابية بالإضافة لغالبية الدول الغربية ومنها كندا.

المشكلة أن الولايات المتحدة ترى في أكراد سوريا حليفا محليا فعالا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح.

إن الدعم الأميركي للموقف التركي حظي بتقدير تركيا بعد أن كانت الحكومة التركية قد ووجهت بانتقادات في الماضي على فتور حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح وأنها ستنتهج لاحقا نهجا أكثر وضوحا ضد هذا التنظيم ما يعني أن هذا الموقف قد يجلب مخاطر تعدد الهجمات الانتقامية من قبل هذه المجموعة الإرهابية على الأراضي التركية.

كما كانت مناسبة الزيارة فتح ملف الداعية الديني التركي اللاجئ للولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تطالب تركيا الولايات المتحدة بتسليمه إليها وكان جواب جو بايدن أن القرار يعود للمحاكم الفدرالية وليس للبيت الأبيض. إنه ملف سيواصل تعكير صفو العلاقات التركية الأميركية طالما ما زال قيد الدرس.

أخيرا، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتابع بدون شك زيارة بايدن لتركيا باهتمام كبير.  وليس من محض الصدفة أن تعلن الصحافة التركية عن احتمال زيارة الرئيس الروسي لتركيا في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري  لحضور مباراة كرة قدم حبية بين روسيا وتركيا.

وفي مختلف الأحوال، إن المباراة السياسية الكبرى التي تجري أمام نظرنا في الوقت الراهن تستحق دون شك أن نشاهدها ختم تولغا بيلينير مقاله في صحيفة لودوفوار.

(صحيفة لودوفوار/راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.