بيار إليوت ترودو وزوجته في الصين عام 1973

بيار إليوت ترودو وزوجته في الصين عام 1973
Photo Credit: وكالة كزينهوا

العلاقات الكندية الصينية: المصالح الاقتصادية قبل حقوق الإنسان؟

زيارة الصين وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية وثقافية معها اليوم باتت أمرا طبيعيا ولم تعد حدثا إعلاميا مثيرا كما كان الأمر في مطلع سبعينيات القرن الماضي.

ففي خضم الحرب الباردة في أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات، والمقاطعة الدولية للصين الشيوعية، قام رئيس الحكومة الكندية يومها، بيار إليوت ترودو، بزيارة رسمية إلى الصين وصفت بخطوة جريئة لإثبات استقلالية كندا عن السياسة الأميركية وحتى تحديا لها. وفتحت الزيارة حقبة جديدة أمام الصين كما يقول مراسل هيئة الإذاعة الكندية إيفن كوتي في بيكين:

" يومها لم تكن للصين أية نافذة على العالم من هنا كانت الحفاوة الرسمية والشعبية البالغة باستقبال ترودو وزوجته مارغاريت " ويضيف:

"دخل ترودو التاريخ لكونه أحد زعماء العالم القلائل الذين اعترفوا بالصين الشيوعية على الساحة الدولية وهي مبادرة شجعت عدة دول لمحاذاتها وأدت إلى دخول الصين منظمة الأمم المتحدة عام 1971".

زيارة بيار إليوت ترودو للصين عززت العلاقات الكندية الصينية التي كانت قائمة منذ العام 1942 وقبلها عبر السفارة البريطانية، لكنها اهتزت في أعقاب انتصار الشيوعيين في الحرب الأهلية وباتت كندا أمام خيارين: الخيار الأميركي بالمقاطعة أو الخيار البريطاني في الإبقاء على العلاقات، فاختارت المقاربة البريطانية وعينت قائما بالإعمال. وفي الثالث والعشرين من حزيران – يونيو عام 1950، أوعزت وزارة الخارجية للقائم بالأعمال ببدء التفاوض لتبادل السفراء. لكن الحرب الكورية انطلقت بعد يومين وشاركت فيها كندا ضد الصين، ما جعل استمرار العلاقات أمرا صعبا. وجاء تصويت كندا في الأمم المتحدة لمصلحة قرار يعتبر الصين دولة معتدية، ليوتر العلاقات ويدفع بالصين إلى طرد القائم بالأعمال الكندي.

وبعد مرور ثمانية عشر عاما على القطيعة، ووصول بيار ترودو إلى سدة رئاسة الحكومة الكندية، بدأت المفاوضات من جديد لإقامة علاقات دبلوماسية توجت بافتتاح السفارة الكندية في الصين عام 1970 وزيارة بيار إليوت ترودو التاريخية للصين، وتلتها زيارة رسمية مهمة قام بها الزعيم الصيني  دجاو زي يان إلى كندا وكان أول زعيم شيوعي يعطى الكلام في مجلس العموم الكندي.

واستمرت العلاقات والزيارات المتبادلة في عهد رئيس الحكومة الليبيرالية جان كريتيان بالرغم من مسألة حقوق الإنسان الشائكة وأحداث ساحة تياننمن الشهيرة ، والتقى بالزعماء الصينيين خمس عشرة مرة وباتت الصين أكبر ثاني دولة من حيث العلاقات التجارية .

لكن العلاقات تراجعت مع وصول المحافظين إلى السلطة بزعامة ستيفن هاربر الذي أثار حفيظة الحكومة الصينية بتركيزه على مسألة حقوق الإنسان واتهامه الصين بالتجسس التجاري، ومنح الدالاي لاما الجنسية الكندية الفخرية وانفتاحه على تايوان وعدم حضوره حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في بيكين.

اليوم، يقوم جوستان ترودو بزيارة رسمية إلى الصين، على خطى والده، لن تكون طبعا تاريخية على غرار زيارة والده، لكنها لا شك ستعيد الزخم إلى العلاقات الثنائية وتعيد وصل ما انقطع خلال حكم المحافظين، ويخشى المراقبون أن يكون كل ذلك على حساب حقوق الإنسان.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.