معد البرنامج ومقدمه غاو سياو سنغ

معد البرنامج ومقدمه غاو سياو سنغ
Photo Credit: أيتيي

مبدأ حرية التعبير واحد، أكان في الصين أو في كندا

كيف تطالب الصين باحترام حرية التعبير، بينما لا تحترمها في بلادك؟

السؤال مطروح اليوم في مختلف الأوساط الكندية والصينية، خلال أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى الصين، في أعقاب قيام شخصية تلفزيونية صينية رفيعة المستوى باتهام مؤسسة الترويج للسياحة في كندا بفرض رقابة على محتوى برنامج يتطرق لأوضاع حقوق الهنود من سكان كندا الأصليين قبيل زيارة ترودو إلى الصين.

وفي التفاصيل التي نشرتها صحيفة "ذي غلوب أند ميل" الواسعة الانتشار:

كان مدرجا يوم الجمعة الفائت بث حلقة من أحد البرامج الحوارية الأسبوعية عبر موقع آيتيي الصيني الإلكتروني تتضمن مقابلة مع أحد زعماء سكان كندا الأصليين وتتطرق إلى سجل حقوق الإنسان في كندا. لكن الحلقة تم سحبها بعد تدخل مسؤولين في مؤسسة الترويج للسياحة بطريقة "عنيفة جدا وتهديدهم باستعمال شتى الوسائل القانونية والدبلوماسية والسياسية ما لم يتم سحبها من البث"، بحسب مقدم البرنامج غاو سياو سنغ، وهو مغن وكاتب كلمات أغان ومخرج ومنتج صيني معروف جدا، وقد نشر الاتهام على شبكة وايبو، وهي شبكة تواصل اجتماعي صينية يتبعه فيها ثمانية وثلاثون مليون  شخص.

وسرعان ما انتشرت القضية في وسائل الإعلام الصينية الرسمية عشية وصول جوستان ترودو إلى الصين. والمسألة شديدة الحساسية لترودو الذي تعهد بأن تكون العلاقات مع السكان الأصليين في صلب اهتماماته.

بالمقابل، أكد المسؤول عن العلاقات مع الصين في مؤسسة الترويج للسياحة، وهي مؤسسة تابعة للحكومة وكانت عقدت اتفاق شراكة مع وكالة سفريات "كريبت" لتمويل إعداد أربع حلقات عن كندا، أكد "أننا، بعد مشاهدتنا عدة أشرطة فيديو، قدمنا بعض الاقتراحات لشركة الانتاج لإدخال بعض التعديلات". وأضاف ديريك غالبان: "نحن نسعى للترويج للسياحة في كندا وهمنا أن تركز كل البرامج على السياحة والتعديلات التي طلبناها لم تكن كبيرة".

لكن مقدم البرنامج أصر عبر الموقع الإلكتروني، أن مؤسسة الترويج السياحي طلبت "حذف كل ما يتعلق بحقوق السكان الأصليين الإنسانية، أي ما يقارب العشرين دقيقة من البرنامج الحواري الذي يستغرق خمسا وأربعين دقيقة".

وإضافة لملف حقوق السكان الأصليين، وقع خلاف آخر حول المحتوى المتعلق بالحركة الانفصالية في كيبيك، لكن مؤسسة الترويج رضخت وتراجعت في هذا الملف، أما في ما يتعلق بملف السكان الأصليينن  فالطرفان وصلا إلى طريق مسدود، كما يقول مقدم البرنامج الذي اعتبر أن حذف هذا الملف من البرنامج أمر "غير مقبول، إن بالنسبة له وإن بالنسبة إلى الحكومة الكندية التي تروج للحريات" وأضاف: "نحن نصر على بث هذا البرنامج وبخاصة لتأثرنا الشديد بما قاله أحد زعماء السكان الأصليين في المقابلة".

وفي التسلسل  الزمني:

في التاسع عشر من الشهر الجاري تم بث أول حلقة عن فانكوفر

في السابع والعشرين من الجاري أعلن غاو للمشتركين في موقعه الثمانية والثلاثين مليون شخص أنه مضطر لعدم بث الحلقة الثانية " لأن مؤسسة الترويج طالبته بحذف مقابلة مع أحد زعماء السكان الأصليين"

في الثامن والعشرين من الجاري نشر غاو نص الرسالة الإلكترونية التي تلقاها من مؤسسة السياحة الكندية

في التاسع والعشرين، نشرت مؤسسة السياحة بيانا تنفي فيه قيامها بالرقابة مع اعترافها بإسداء نصائح للبرنامج، وقد تلقت ستة آلاف تعليق حتى الآن.

وفي اتصال هاتفي من راديو كندا الدولي بمؤسسة الترويج السياحي، كررت المؤسسة موقفها وما كانت أعلنته من أنها طالبت ببعض التعديلات وأن همها الترويج للسياحة في كندا وأنها تتعامل مع وكالة السفريات كريبت والاتصال معها ورفضت الاجابة عن انعكاسات هذه القضية على الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الكندية للصين حاليا.

يبقى أن ما قاله معد البرنامج ومقدمه خير دليل على عمق الجدل المستمر والذي لا شك سيتفاعل. قال:

" كيف تسمح كندا لنفسها بهذا التصرف ، هي التي تتفاخر بصون الحريات والمساواة؟!

راديو كندا الدولي – ذي غلوب أند ميل - بحسب معلومات جمعتها  واي  وو من القسم الصيني في راديو كندا الدولي

استمعوا
فئة:السكان الأصليون، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.