توزّعت اهتمامات الصحف الكنديّة بين شؤون محليّة ودوليّة وقد اخترنا منها اليوم موضوعين: قضيّة الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار المعتقلة في طهران وعودة كندا للمشاركة في مهمّات السلام الدوليّة.
أطلقوا سراح هوما هودفار، عنوان تعليق كتبه الكساندر سيروا في صحيفة لابريس يتناول فيه مسألة الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار أستاذة علم الانثروبولوجيا المتقاعدة من جامعة كونكورديا في مونتريال والمعتقلة في سجن ايفين في ايران.
تقول الصحيفة إنّ الحكومة الكنديّة رفعت العقوبات الاقتصاديّة عن ايران مطلع السنة الحاليّة بهدف استئناف العلاقات الدبلوماسيّة مع هذا البلد الذي قرّر الخروج من عزلته الدوليّة ووقّع عام 2015 على اتّفاق تاريخي بشأن برنامجه النووي.
وكنّا نتمنّى رؤية بعض الحماس من قبل طهران إزاء انفتاح اوتاوا، لكنّ الحكومة الكنديّة تلقّت صفعة بدل ذلك تقول الصحيفة.
ففي شهر مارس آذار الفائت، وفي وقت كانت اوتاوا تؤكّد علنا عزمها على إعادة العلاقات مع نظام الملالي، عمد النظام الايراني إلى توقيف هوما هودفار مرّة أولى.
وفي حزيران يونيو الماضي، أُدخلت هودفار السجن لأسباب غامضة وغير مبرّرة.
وتنقل لابريس عن عائلة هوما هودفار أنّها دخلت المستشفى قبل أيّام وأنّ حالتها الصحيّة الهشّة أصلا، ازدادت سوءا بسبب ظروف اعتقالها في سجن ايفين التي تصفها العائلة بأنّها ظروف صعبة للغاية.
وتذكّر لابريس بأنّ العلاقات تدهورت بين كندا وايران في ظلّ حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر الذي قطع هذه العلاقات عام 2012 وأقفل السفارة الكنديّة في طهران وطرد الدبلوماسيّين الايرانيّين العاملين في اوتاوا.
وعمد وزير الخارجيّة الحالي ستيفان ديون بالمقابل إلى مدّ يده للسلطات الايرانيّة كما كام يُفترض أن يقوم به في تلك الفترة تقول لابريس.
وتنقل الصحيفة عن الوزير ديون قوله إنّنا"سنعيد علاقاتنا الدبلوماسيّة مع ايران المرحلة تلو الأخرى، بعيون مفتوحة، لأنّه لا تزال لدينا مخاوف جديّة بشأن حقوق الانسان في ايران ودور طهران في المنطقة".
وتتابع لابريس فتقول إنّ لعبة القوى في ايران معقّدة إلى حدّ كبير. والمحافظون الذين هم على ما يبدو وراء اعتقال هوما هودفار يريدون التشاجر مع منافسيهم المعتدلين بمن فيهم الرئيس حسن روحاني.
وأيّا يكن الأمر، فاعتقال هوما هودفار يبقى عملا بغيضا ويدلّ على أنّ العديد من أعضاء النظام هم متحايلون.
وتشير لابريس إلى أنّ كيبيك واوتاوا أعربتا عن قلقهما على مصير الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار البالغة من العمر خمسة وستين عاما.

وتضيف أنّ الحكومة الكنديّة متكتّمة بشأنها ولكنها تواصل جهودها مع الحلفاء ليصار إلى الافراج عنها.
وتختم لابريس فتشير إلى أنّ من مصلحة ايران أن تعيد علاقاتها مع كندا ويتعيّن على اوتاوا أن تفهم الإيرانيّين أنّ الاسراع في إعادة هذه العلاقات ولا سيّما على الصعيد التجاري، مرتبط بالمصير الذي يخطّطونه لهوما هودفار.
وننتقل إلى صحيفة ذي غلوب اند ميل وإلى تعليق بقلم المايجور جنرال الكندي المتقاعد تيري ليستون يتناول فيه عودة كندا للمشاركة في مهمّات السلام الدوليّة.
تقول الصحيفة إنّ العديد من الضبّاط الكنديّين المتقاعدين ينتقدون صراحة الأمم المتّحدة وفشلها وسوء إدارتها لمهمّات السلام.
ولديهم في الوقت عينه حنين إلى الماضي وإلى رئيس الحكومة الكنديّة الراحل لستر بي بيرسون الذي كان وراء فكرة إنشاء قوّات دوليّة لحفظ السلام.
والواقع أنّه ليست أمامنا خيارات عديدة سوى الأمم المتّحدة لضمان مستقبل من السلام، ولكنّه ينبغي التأقلم مع تهديدات واقعنا الراهن.
وتتوقّع الصحيفة أن يعلن وزير الدفاع الكندي هارجيت سجّان خلال قمّة لندن الدوليّة المقبلة حول مهمّات السلام عن مشاركة نحو من 600 جندي كندي و150 عنصرا من الشرطة في مهمّات دوليّة حول العالم.
ولكنّ الوزير سجّان لم يكشف بعد عن توقيت المهمّات ولا عن مكانها تقول ذي غلوب اند ميل.
وقد كرّرت آخر لجنة دوليّة رفيعة المستوى حول مهمّات السلام الحاجة لإنشاء قوّات قادرة على الانتشار بسرعة قياسا بالقدرات الوطنيّة والاقليميّة.
وتنتشر هذه القّوات تحت لواء مجلس الأمن وبإمكانها أن تكون دوليّة وغير دوليّة.

وينبغي أن تضمّ جنودا يمتلكون التأهيل والتجهيزات والشجاعة الكافية لمواجهة الارهابيّين والعصابات المسلّحة التي ترهب المدنيّين وتقتلهم.
وهذا يعني حسب الصحيفة الحاجة لإنقاذ مهمّات السلام في سيرا ليون ومالي والكونغو.
و تشير الصحيفة أيضا إلى موافقة مجلس الأمن على قوّة حماية إقليميّة في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.
ولكنّ العديد من دول عدم الانحياز ترفض هذا النوع من المهمّات القويّة بما فيها الدول التي توفّر أكبر عدد من قوّاتها، أي الهند وبنغلادش تقول ذي غلوب اند ميل.
وهي ترفض ذلك حرصا على جنودها وخوفا من أن يقعوا ضحيّة المليشيات المحليّة وهدفا لها.
وتتخوّف هذه الدول في الوقت عينه من أن تفقد الأمم المتّحدة صورة الحياد التي تميّزها ممّا يزيد من صعوبة العمل بالنسبة لها.
وترى أنه ينبغي أن تقوم قوّات طرف ثالث بهذه المهمّات القويّة خارج إطار مهمّات السلام الدوليّة.
وتتابع ذي غلوب اند ميل فتشير إلى أنّ وزير الدفاع الكندي هارجيت سجّان سيعرض في مؤتمر لندن نشر قوّات كنديّة في افريقيا بصورة فوريّة لتكون من الفرق المسمّاة أوّل المستجيبين.
وينبغي أن تكون كندا جاهزة لنشر الجنود كقّوات ردم لتحقيق الاستقرار في منطقة جديدة او للتدخّل بسرعة كقوّة احتياطيّة في أزمات شبيهة بما يجري في جنوب السودان.
وترى الصحيفة أنّ قوّة من 600 جندي لا تكفي وينبغي زيادة العدد إلى ألف جندي والتخطيط لتعزيز المهمّة من الجوّ في حال الأزمة.
وحلّ من هذا القبيل يدفع وزراء العالم على التأكيد بأنّ كندا "عادت بالفعل" تقول ذ ي غلوب اند ميل.
و أيّ شيء أقلّ من ذلك يكون مثير للسخرية تقول الصحيفة في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.