تناول اليوم مراسل راديو كندا (القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكندية) في الصين، إيفان كوتيه، محصلة الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى هذا البلد والتي دامت ثمانية أيام تخللتها مشاركته في قمة مجموعة العشرين في هانغتشو التي أنهت أعمالها أمس.
كان الهدف من الزيارة بناء علاقات مستدامة مع بكين. "مهمة مُنجَزة" برأي تقريباً كافة المراقبين، لكن على الصعيد الاقتصادي كان هناك بعض الخيبات لرئيس الحكومة الكندية، يقول كوتيه.
كانت القاعة تغص بالناس عندما خاطب ترودو غرفة التجارة الكندية في هونغ كونغ اليوم، مثلما كانت الحال في كل حدث من برنامج زيارته. كرر رئيس الحكومة الكندية أمام الحاضرين عناوينه الرئيسية: اقتصاد منفتح على العالم، قرارات حكومية تفيد الطبقة المتوسطة، وأهمية عرض البضائع الكندية على موقع "علي بابا" للتجارة الإلكترونية.
خطاب من هذا النوع تطرب له آذان أصحاب الأعمال، وهذا واضح، ويقدّر هؤلاء هذا النفس الجديد الذي يضخه رئيس الحكومة الليبرالية في كندا في العلاقات مع الصين، ويتذكر الكثيرون منهم أن العلاقات مع بكين كانت صعبة عندما كان المحافظون بقيادة ستيفن هاربر في السلطة في أوتاوا، يضيف كوتيه.
وينقل مراسل راديو كندا في الصين عن رئيس الحكومة الكندية قوله "عادة، في نهاية مهمة ما، هناك ميل للاحتفال بالنصر والتحدث عمّا تم إنجازه، وهذا بالتأكيد ما يمكنني القيام به اليوم". كما أن ترودو أكد أنه أثار ملف حقوق الإنسان في كافة لقاءاته مع قادة الحزب الشيوعي الصيني، لافتاً إلى أن العلاقات الجيدة مع الصين هي التي تتيح لأوتاوا التأثير عليها في هذا الملف.

ولكن فيما كان رئيس الحكومة يهنئ نفسه ويعرب عن سروره بتجديد أواصر الصداقة مع الصين وبالعقود التجارية الـ56 التي وقعها مع سلطاتها والتي تفوق قيمتها 1,2 مليار دولار، كان هناك من يستمع إليه عابس الوجه في آخر القاعة.
صاحب الأعمال الكندي غي كلوتييه، من مقاطعة كيبيك، يقيم في الصين منذ خمسة عشر عاماً، ونظرته إلى هذه الزيارة الرسمية مختلفة تماماً عن تلك التي قدّمها رئيس الحكومة الكندية.
وينقل مراسل راديو كندا عن كلوتييه قوله إن الزيارة لم تؤدّ إلى حل طويل الأمد بشأن صادرات كندا من حبوب الكانولا إلى الصين، في إشارة إلى تهديد بكين بوقف الاستيراد إذا لم تستجب أوتاوا لمطالبها بتخفيض نسبة الشوائب في شحنات الكانولا المصدَّرة. واستوردت الصين من كندا العام الماضي أربعة ملايين طن من حبوب الكانولا بقيمة ملياريْ دولار.
كما أن الزيارة لم تؤدّ إلى إفراج الصين عن المواطن الكندي كيفن غارّات المحتجز لديها منذ عاميْن ونيف بعد اتهامه بالتجسس على أسرار الدولة لصالح أجهزة الاستخبارات الكندية، وذلك بالرغم من نفي أوتاوا القاطع لوجود أي صلات له مع أجهزتها.
أما الصين فحققت مكاسب تفوق توقعاتها بكثير، برأي كلوتييه، وفي قطاعات رئيسية، ومن ضمن ذلك عقود هامة لشركات صينية، من بينها "بي واي دي" (BYD Auto Co) لصناعة الشاحنات والحافلات الكهربائية.
كما أن ترودو أعلن أن كندا ستنضم إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية (Asian Infrastructure Investment Bank) الذي يضم أكثر من خمسين دولة عضواً ويقع مقره الرئيسي في بكين. وهذا مكسب هام للصين لأن الولايات المتحدة الأميركية حثت حلفاءها، ومن بينهم كندا، على عدم الانضمام للمصرف المذكور.
"لقد أعيد بناء العلاقات مع بكين، وهذا يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكننا قد نرى مفاجآت في المستقبل"، يقول صاحب الأعمال الكندي غي كلوتييه لمراسل راديو كندا في الصين.
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.