توزّعت اهتمامات الصحف الكنديّة بين شؤون محليّة ودوليّة وقد اخترنا منها اليوم مشروع القانون سي 51 لمكافحة الإرهاب والتجارب النوويّة للتي تجريها كوريا الشماليّة.
صحيفة ذي غلوب اند ميل تناولت في افتتاحيّتها التعهّدات التي قطعتها الحكومة الليبراليّة برئاسة جوستان ترودو بتعديل مشروع القانون سي 51 المتعلّق بمكافحة الارهاب الذي اصدرته حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر.
تقول الصحيفة إنّ الحكومة الليبراليّة تعهّدت بإدخال تعديلات تضمن توازنا أفضل بين الأمن القومي من جهة والحقوق الحريّات من الجهة الأخرى.
وحدّدت الحكومة الليبراليّة بدقّة كيفيّة القيام بهذه التعديلات ولكنّها اليوم وبعد سنة على تولّيها السلطة بدأت بالكاد بتنفيذ تعهّداتها تقول ذي غلوب اند ميل.
وتشير إلى أنّ وزير السلامة العامّة رالف غوديل ووزيرة العدل جودي رايبولد ولسون أطلقا الأسبوع الماضي سلسلة مشاورات عامّة حول قضايا الأمن القومي.
ووضعا خطّة تعديل مشروع القانون سي 51 جانبا ريثما يتمّ الانتهاء من هذه المشاورات.

ولكنّ ذلك مختلف عمّا تعهّد به الليبراليّون في حملتهم الانتخابيّة تقول الصحيفة.
فالخطّة تضمّنت وضع ثماني نقاط لتعديل مشروع القانون وإطلاق مشاورات عامّة حولها فيما بعد.
والخطوات التي تعهّدت الحكومة باتّخاذها ولم تتّخذها بعد، تنصّ على أن تحترم كافّة أجهزة الاستخبارات الكنديّة الشرعة، ولا تحدّ من الاحتجاج المشروع.
كما تعهّدت بتضييق التعريفات الفضفاضة في مشروع القانون سي 51 على غرار "البروباغندا الارهابيّة"، والحدّ من سلطات مؤسّسات أمن الاتّصالات من خلال فرض مذكّرة من أجل مراقبة الكنديّين.
والحكومة الليبراليّة حقّقت اثنتين من النقاط الثمانية حتّى الآن: تحسين الرقابة البرلمانيّة على وكالات الاستخبارات الكنديّة والاعلان عن إنشاء "مكتب التواصل مع المجتمع وتنسيق مكافحة التطرّف" على ضوء حادثة الكندي ارون درايفر المعروف بهارون عبد الرّحمن الذي يُشتبه بأنّه كان يخطّط لعمل إرهابي والذي قُتِل في عمليّة نفّذتها الشرطة الفدراليّة في شهر آب أغسطس الماضي.
وتشير ذي غلوب اند ميل إلى أنّ الارهاب والأمن أمران معقّدان.
وما من أحد يعارض الدراسة التي يليها العمل. ولكنّ الليبراليّين لم يتعهّدوا بذلك في حملتهم الانتخابيّة. وكانت لديهم الأجوبة وليس الأسئلة و لم يعد الأمر كذلك بعد الآن تقول الصحيفة في ختام تعليقها.

في الشأن الدولي تناول الصحافي والمحلّل السياسي فرانسوا بروسو في تعليقه في صحيفة لودوفوار التجارب النوويّة التي تجريها كوريا الشماليّة وتساءل إن كان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون رجلا خطيرا بالنسبة لجيرانه وللعالم.
وتساءلت الصحيفة إن كانت التجربة النوويّة الخامسة هي للفت الأنظار أم أنّها شكل من أشكال الابتزاز، ورأت أنّ الخطر موجود ومن الصّعب قياسه كمّيّا.
وتتحدّث الصحيفة عن اهتمام اعلامي كبير في كلّ مرّة، في وقت تحقّق بيونغ يانغ التقدّم على طريق القدرة النوويّة الكاملة.
وكيم جونغ اون يستفيد من شلل المجتمع الدولي وعجزه عن وضع العصي في دواليب كوريا الشماليّة.
وتؤكّد لودوفوار أنّ بيونغ يانغ عازمة على حماية "الثورة المجيدة" في وجه الامبرياليّة بكلّ الوسائل.
وتضيف أنّ التجربة الجديدة جرت على قنبلة أقوى من سابقاتها، وهي مخيفة حتّى ولو أنّها متواضعة مقارنة بالعتاد الروسي والأميركي.
وترى الصحيفة أنّه من المهمّ مراقبة تطوّر قدرات هذا البلد النوويّة المقلقة.
ويجري الحديث في سيول وواشنطن عن 20 رأسا نوويّا وعن قاذفات صواريخ من كلّ الأشكال.
والعجز الغربي المتزايد أصبح واقعا بنيويّا في القرن الحادي والعشرين تقول لودوفوار وتتساءل عمّا يمكن أن يقوم به كلّ من الرئيس اوباما والأوروبيّين والحلفاء الغربيّين إزاء هذه التطوّرات.
وتضيف أنّ كوريا الجنوبيّة واليابان أصبحتا الهدف الأوّل المحتمل للتهديد من قبل كوريا الشماليّة.
وتندّد الدولتان بجنون كيم جونغ اون المدمّر وتدعوان بشكل ضعيف للتضامن الأميركي.
وقد تعمدان لأخذ مصيرهما النووي بأيديهما كما أوحى به المرشّح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب في إحدى مداخلاته تقول لودوفوار.
وتشير الصحيفة إلى أنّ الرئيس اوباما راكم الخيبات البروتوكوليّة خلال جولته الآسيويّة الأخيرة.
وتؤكّد أنّ كيم جونغ اون هو الزعيم الوحيد حاليّا الذي لا يخشى أحدا، وهو حليف بكين المزعج وغير المطيع.
وهو يدرك أنّ الصين ستحميه ضدّ أيّ انهيار محتمل للمنطقة العازلة بين الحدود الصينيّة وحدود كوريا الجنوبيّة الحليفة للولايات المتّحدة.
وتختم لودوفوار مؤكّدة أنّ بكين هي مرّة أخرى مفتاح الحلّ.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.