نهر يوكن في إقليم يوكن في الشمال الكندي الكبير تحت أشعّة الشمس خلال الشتاء

نهر يوكن في إقليم يوكن في الشمال الكندي الكبير تحت أشعّة الشمس خلال الشتاء
Photo Credit: Radio-Canada/Claudiane Samson

كندا: تحدّيات التغيير المناخي كبيرة

شكّل إعلان كلّ من الولايات المتّحدة والصين المصادقة على اتّفاق باريس حول التغييرات المناخيّة خبرا مفرحا لكوكبنا الأرضي ولسكّان الكوكب كتب يانيك فيلديو الصحافي ومحرّر الشؤون العلميّة في مدوّنته في راديو كندا.

وجاءت المصادقة قبل أيّام على هامش قمّة مجموعة العشرين في الصين يقول فيلديو.

والخبر من الأهميّة بمكان إن عرفنا أنّ الصين والولايات المتّحدة هما أكبر ملوّثين واكبر مصدرين لانبعاث الغازات المتسبّبة بالاحتباس الحراري.

وتشكّل نسبة الانبعاثات فيهما 18 بالمئة و20 بالمئة تباعا من حجم الانبعاثات العالميّة.

أضف إلى ذلك أنّها خطوة مهمّة على طريق دخول اتّفاق باريس حيّز التطبيق عندما تصادق عليه 55 دولة، تشكّل مجتمعة مصدرا لخمسين بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة.

وبمصادقة الدولتين، ارتفع عدد الدول المصادقة على الاتّفاق إلى 27 دولة، تشكّل انبعاثاتها 39 بالمئة من مجمل الانبعاثات حول العالم كما يقول الصحافي في راديو كندا يانيك فيلديو في مدوّنته.

ولم تصادق كندا بعد على الاتّفاق ولكنّ في نيّتها المصادقة عليه قبل نهاية العام الحالي.

وزيرة البيئة الكنديّة كاثرين ماكينا
وزيرة البيئة الكنديّة كاثرين ماكينا © Adrian Wyld/Canadian Press

ومن المتوقّع أن يصادق عليه أيضا الاتّحاد الأوروبي والهند والبرازيل وعدد من الدول الافريقيّة ما يجعل من الممكن المصادقة عليه بحلول نهاية السنة الحاليّة او مطلع العام الجديد.

ومن المتوقّع أن تتّضح الصورة أكثر في اعقاب اليوم العالمي حول المناخ الذي تنظّمه الأمم المتّحدة في نيويورك في الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر الجاري.

وكلّ هذه الأخبار جيّدة يقول الصحافي يانيك فيلديو ولكنّ اتّفاق باريس هو مجرّد إعلان نوايا حسنة وليس ملزما قضائيّا.

ويسعى لعدم تجاوز ارتفاع حرارة الأرض أكثر من درجتين وتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة خلال الفترة ما بين عامي 2030 و2050 من 40 إلى 70 بالمئة.

كما يهدف لخفض الانبعاثات بنسبة 95 بالمئة حتّى، لحصر ارتفاع حرارة الأرض بدرجة ونصف فقط بحلول العام 2050.

ويتساءل الصحافي في راديو كندا يانيك فيلديو ان كان من الممكن خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون في إنتاج الطاقة وإن كان ذلك ممكنا بسرعة.

فالوقود الأحفوري يمثّل أكثر من 85 بالمئة من الطاقة الأوليّة المنتجة والمستهلكة في العالم.

ويشكّل التحوّل نحو مجتمع خال من الكربون تحدّيا كبيرا لا سيّما على الصعيد التقني، لسحب ثاني اوكسيد الكاربون من الغلاف الجوّي للأرض.

وثمّة تحدّيات سياسيّة واقتصاديّة أيضا، وتحدّيات اجتماعيّة حتّى، خصوصا أنّ الكربون هو محرّك الاقتصاد وأنّ ثمّة تعلّقا بالوقود الأحفوري.

ويتابع الصحافي يانيك فيلديو فيذكّر بموقف كندا خلال قمّة المناخ في باريس، وكيف حرصت الحكومة الليبراليّة الجديدة برئاسة جوستان ترودو على التأكيد على موقفها المختلف عن موقف حكومة المحافظين السابقة التي لم تكن مهتمّة بما يكفي بأدائها في مجال مكافحة التغيير المناخي.

ويذكّر بالدور الذي لعبته وزيرة البيئة الكنديّة كاثرين ماكينا  التي شاركت في المؤتمر التحضيري  في باريس إلى جانب وزراء من 60 بلدا، في محاولة للحدّ من الخلافات بشأن خفض انبعاث الغازات الملوّثة التي تتسبّب بالاحتباس الحراري.

لكنّ الواقع ليس بهذه السهولة في كندا. ذلك أنّ منتجي النفط من الرمال الزفتيّة في مقاطعة البرتا يريدون مواصلة إنتاج النفط وتصديره.

خريطة لمسار مشروع انبوب انيرجي ايست لنقل النفط من البرتا إلى نيوبرنزويك
خريطة لمسار مشروع انبوب انيرجي ايست لنقل النفط من البرتا إلى نيوبرنزويك © Radio-Canada

ومشروع انبوب انيرجي ايست يثير الجدل في البلاد. ويهدف المشروع لنقل النفط المستخرج من الرمال الزفتيّة في البرتا في وسط الغرب الكندي نحو مصافي سانت جون في مقاطعة نيوبرنزويك في الشرق المطلّ على الأطلسي لتصديره فيما بعد إلى أبعد من الحدود الكنديّة.

ويلقى المشروع معارضة في كيبيك ولا سيّما من قبل دعاة البيئة الذين يتخوّفون من مضاعفاته البيئيّة المحتملة  وبصورة أخصّ على مجاري المياه في المقاطعة.

كما يواجه استخراج الغاز الصخري من وادي السان لوران معارضة هو الآخر بسبب مضاعفاته على البيئة.

ويشير الصحافي في راديو كندا يانيك فيلديو إلى أنّ  مشاريع تطوير الطاقة الأحفوريّة والانتقال نحو تقنيّات فقيرة بالكربون هي بحدّ ذاتها مشاريع متناقضة.

وثمّة هوّة عميقة تفصل أحيانا بين النوايا الحسنة و القرارات السياسيّة و الاقتصاديّة.

وينقل فيلديو عن تقرير نشرته مجلّة نيتشر Nature عام 2015 أنّ حصر ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين عام 2100، وهو هدف غير طموح، يحتّم إبقاء 80 بالمئة من الفحم الموجود في الأرض، و50 بالمئة من الغاز و30 بالمئة من النفط، وبصورة أخصّ، 75 بالمئة من نفط الرمال الزفتيّة.

والرمال الزفتيّة تلك موجودة في كندا يقول فيلديو في ختام مدوّنته.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:بيئة وحياة حيوانية
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.