تحت عنوان: " 11 أيلول: الإرث المرعب " كتب المحرر في صحيفة لا بريس ألكسندر سيروا يقول:
مع مرور خمس عشرة سنة على اعتداءات الحادي عشر من أيلول – سبتمبر، ما زال ما قاله الكاتب البريطاني مارتان أميس عام 2003 من أن " الحادي عشر من سبتمبر أورثنا كرة أرضية بات من الصعب التعرف عليها" صحيحا ومروعا أكثر فأكثر.
وعلى غرار أحجار الدومينو التي تتساقط وتجر بسقوطها عدة أحجار متتابعة، فسقوط مركز التجارة الدولي في نيويورك جر معه اهتزازات متتابعة لم تنتهِ بعد، وانعكاساته مستمرة.
أول حجر دومينو سقط يومها ، وبسرعة، الحرب في أفغانستان التي شاركت كندا فيها وقتل مئة وخمسون من جنودها.
ومن ثم تمكن الصقور المحيطون بجورج بوش في البيت الأبيض من بيع الأميركيين المشوشي الأفكار والضائعين فكرة غزو العراق، الدولة التي لم تكن لها أية مسؤولية في تفجيرات نيويورك.
ويتابع ألكسندر سيروا: لم تربح الولايات المتحدة أيا من تلك الحروب، وحرب العراق تحديدا، شكلت فشلا ذريعا للأميركيين، ويضيف: لقد وسع النزاع في العراق الشرخ بين السنة والشيعة وهذا الجرح المفتوح مضافا إليه فشل الأميركيين في إدارة ما بعد الحرب في أفغانستان، سهل ولادة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومعظم قيادات هذه المنظمة الإرهابية المتوحشة والمخيفة تعرفوا على بعضهم البعض في السجون الأميركية في العراق.
ويؤكد سيروا أن الإسلام المتطرف لم يولد في أعقاب الحادي عشر من أيلول فمنذ عدة عقود يقوم الأصوليون بغسل أدمغة أعداد كبيرة من المسلمين ، لكن الاعتداء على أرض أميركية بات مثالا يحتذى، ورأينا ذلك في باريس واسطنبول ونيس وبيروت خلال السنتين الماضيتين .
ويرى ألكسندر سيروا أن الذين نددوا بالإسلام ككل في أعقاب الحادي عشر لم يكونوا كثيرين لكن انعكاسات هذه الهجمات غير المسبوقة في الولايات المتحدة خلال الخمس عشرة سنة الماضية وتزايد عدد الأعمال الإرهابية على يد مجانين الله عزز نزعة التنديد تلك، التي يجب أن نتصدى لها.
والأمر طبعا ليس سهلا لأن الإرهابيين يقومون بما في وسعهم لزرع الخلاف داخل مجتمعاتنا ولأن أزمة اللاجئين غير المسبوقة تدفعنا في كثير من الأحيان إلى الخوف من الآخر وأن نحذر ممن لا نعرفه جيدا أو لا نعرفه أبدا. وأن نحلم ببناء جدران وإجراء امتحانات قيم وأن نعيد النظر في سخائنا. وباختصار، في إنسانيتنا.
ولكن ثمة درسا يجب أن نتعلمه من هجمات الحادي عشر وهو أننا لا نستطيع تخطي هذا النوع من المآسي إلا باعتمادنا مبدأ الأخوّة والتضامن والانفتاح، مع هدف محدد وهو منع حجارة الدومينو الأخرى من السقوط، يخلص ألكسندر سيروا مقاله في صحيفة لا بريس.
راديو كندا الدولي – صحيفة لا بريساستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.