المهرج غيوم فيرميت

المهرج غيوم فيرميت
Photo Credit: جانيك ترامبليه

إضاءة شمعة خيرمن لعن الظلام

لعل أكثر من يعاني من ظلم الحروب ومآسيها هم الأطفال العاجزون عن فهم ما يجري حولهم على أيدي الكبار، والذين يجدون أنفسهم بين ليلة وضحاها خارج المنازل التي عاشوا فيها وفي مخيمات لاجئين يواجهون الخوف والقلق والجوع والتشرد ومشاهد قتل وذبح ودمار  تسرق منهم طفولتهم.

ومن أجل هؤلاء الأطفال، كرس المهرج الانساني الكيبيكي غيوم فيرميت حياته. سلاحه؟ محبة الآخرين والعمل على زرع الفرح على وجوه وفي قلوب الأطفال اللاجئين عبر التهريج والضحك.

وفي حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية، يقول عن مهمته

"أدور العالم وبخاصة مخيمات اللاجئين والمياتم والمستشفيات ومناطق الحروب حيث أحاول نشر المحبة والأمل والسعادة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، من مثل تقديم عروض في مخيمات اللاجئين حيث يعيش الأطفال حياتهم اليومية في ظل العنف. وهذه العروض التي اقدمها هي لحظات ثمينة تعيد الطفولة للأولاد المتعطشين للاهتمام بهم ومحبتهم".

لماذا اختار هذه المهنة أو هذا الدور بالرغم من كونه أستاذا جامعيا ومستشارا نفسيا؟ يجيب:

"ثمة عدد كبير من الجمعيات التي تزورهم وتقدم لهم الخدمات الطبية والغذائية والملابس، ولكن ما أقدمه لهم مختلف. ويقال أن المهرج هو نوعا ما طبيب النفس والروح وأنا أهتم بالأطفال المتروكين وحدهم في مخيمات اللاجئين وأعطيهم الفرح عبر الألعاب وعروض  التهريج ".

ماذا يحفظ من آخر زيارة قام بها لمخيم اللاجئين السوريين في اليونان؟ يجيب

"ما أحفظه من زيارتي لمخيم لاجئين سوريين في اليونان هو أن هناك أزمة وحاجة مثيرة للقلق على مستوى العالم ويجب التحرك، لكن يتم الحديث عن هذه الأزمة وكأننا غير واعين لضخامتها فكل يوم كان يزورني أب أو أم للتعبير عن مأساتهم الإنسانية.

هل من السهل ممارسة التهريج أمام الحزن والمأساة؟

نعم فأنا ألبس هذه الشخصية والأطفال يحبون ذلك ويضيف:

"لكن المشكلة تأتي بعد انتهاء العرض ونزعي الأنف الأحمر واسترجاعي كل ما شاهدته بالتفصيل وعندها أشعر بفظاعة المعاناة وبأنه يجب فعل أي شيء وأحس بعجزي، وقد تعودت على هذا الشعور".

بالطبع أشعر بالخوف يقول غيوم فيرميت لكني أواصل المهمة الإنسانية ويضيف:

" لا ادعي بأني أغير العالم فذلك غير واقعي لكني أشعر بأني قادر على تغيير عالم بعض الأشخاص ، طفل أو أسرة وأن الفرح الذي يشعرون به ينتشر ويلازمهم لعدة سنوات وينقلونه إلى الآخرين وهذا بالنسبة لي لا ثمن له"، يخلص المهرج الكيبيكي غيوم فيرميت حديثه لهيئة الإذاعة الكندية.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.