احتفل "القائد الأعلى" كيم جونغ أون يوم الجمعة الفائت بالذكرى السنوية الثامنة والستين لولادة "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية"، وأحيى الذكرى بإجراء خامس وأقوى تجربة نووية لبلاده لغاية الآن، كتبت صحيفة "ذي غلوب آند ميل" الكندية في مقال بعنوان "بكين تمسك بمفتاح الأحجية الكورية الشمالية".
قد تكون التقارير عن البرنامج النووي الكوري الشمالي مبالغاً فيها بعض الشيء، لكن من المؤكد أنه يسجل تقدماً مروعاً، تقول الصحيفة الكندية الرصينة والواسعة الانتشار.
"بالكاد أن يكون السيد كيم سليم العقل بشكل كامل"، لكنه لعب بدهاء ضد جيرانه وأيضاً ضد قوة عظمى، ولكن بعيدة عنه، هي الولايات المتحدة الأميركية، تضيف الصحيفة.
الصين واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة هي جميعاً محقة في أن تكون منزعجة من كوريا الشمالية، وما من دولة أخرى تريد أن يَتم قبول السيد كيم في النادي النووي "المقبول به والمحترم"، ولا يُفترض حتى بدول العالم أن ترضى بذلك، ترى "ذي غلوب آند ميل".
روسيا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) نددوا جميعاً بالبرنامج النووي الكوري الشمالي.
ومن جهتها تقترح الولايات المتحدة فرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية، لكن العقوبات لم تثبت فعاليتها لغاية الآن. فسلالة كيم الحاكمة في بيونغ يانغ أثبتت قدرتها على التصدي بنجاح لعقوبات قاسية، ترى "ذي غلوب آند ميل".
وكوريا الشمالية تسير قدماً باتجاه امتلاك القدرة على مهاجمة مدن كبيرة في اليابان وكوريا الجنوبية والقواعد العسكرية الأميركية في اليابان وجزيرة غوام، تضيف الصحيفة.

الصين، القوة العظمى اقتصادياً وعسكرياً في شرق آسيا، هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لها علاقات جيدة، وإن عن بعد، مع كوريا الشمالية. ورغم كل القدرة على التحمل التي تملكها سلالة كيم في ظل عذابات سكان كوريا الشمالية، لا تزال بيونغ يانغ بحاجة للغذاء والطاقة من الصين، تقول الصحيفة الكندية.
وللصين وكوريا الشمالية حدود مشتركة، ولبكين القدرة على فتح هذه الحدود. لكن الحكومة الصينية، وهي نظام سلطوي، تقاوم بطبيعتها إفساح المجال أمام "نسخة شرق آسيوية عن انهيار ألمانيا الشرقية السابقة"، وهي مقارنة "محقة" أجراها مؤخراً البروفيسور أندرو نايثان من قسم العلوم السياسية في جامعة كولومبيا الأميركية، تقول "ذي غلوب آند ميل".
تفكيك ألمانيا الشرقية السابقة كان عملية صعبة بما فيه الكفاية، والقيام بالشيء نفسه مع كوريا الشمالية سيكون أمراً بالغ الصعوبة، فهي بلد يملك ترسانة نووية بالغة الخطورة، ومجتمعه افتقر بشكل كبير، وتحكمه سلالة "مصابة بالذهان"، تقول الصحيفة.
لو كانت السياسة الدولية أمراً عقلانياً لكان على مجموعة من الدول الملائمة – والأقل ملاءمة، مثل كندا – أن تستعد لخطة تهدف لتطبيع كوريا شمالية مستقبلية. لكن قول هذا الكلام أسهل بكثير من تطبيقه، تختم "ذي غلوب آند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.