قلة من الذين شاركوا في مؤتمر أعضاء مجلسيْ العموم والشيوخ في حزب المحافظين الذي أنهى أعماله أمس في هاليفاكس ترى أن الثنائية اللغوية ليست معياراً أساسياً في انتخاب زعيم جديد للحزب، يفيد تقرير لوكالة الصحافة الكندية بقلم ميلاني ماركي. وينتخب المحافظون زعيماً لهم في 27 أيار (مايو) 2017.
"بالنسبة لي، هذا أمر غير قابل للنقاش"، قالت ميشيل رمبل، عضو مجلس العموم عن إحدى دوائر مقاطعة ألبرتا، معقل المحافظين في غرب كندا.
والكثيرون من بين زملائها يوافقونها الرأي بأن خليفة ستيفن هاربر يجب أن يكون قادراً على التحدث بلغتيْ كندا الرسميتيْن، الإنكليزية والفرنسية.
واستقال هاربر من زعامة الحزب في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2015 إثر الإعلان عن فوز الحزب الليبرالي بقيادة جوستان ترودو في الانتخابات الفدرالية العامة التي جرت ذاك اليوم. وقاد هاربر المحافظين إلى الفوز في ثلاث انتخابات عامة متتالية، في 2006 و2008 و2011، فكان رئيس حكومة كندا زهاء عشر سنوات.
ولكن إذا ما التزم الجميع بكلامهم ورفضوا الاقتراع لمرشح لا يتحدث الفرنسية، سيتقلص عدد المرشحين الذين يمكن الاختيار من بينهم، يقول تقرير وكالة الصحافة الكندية.
فنصف المرشحين الرسميين أو المحتملين، وعددهم الإجمالي نحو من عشرة، لغتهم الفرنسية تقريبية. فإذا ما وضعنا جانباً النائب عن مقاطعة كيبيك ماكسيم برنييه والنائب عن مقاطعة أونتاريو مايكل تشونغ، وإلى حد ما النائب عن مقاطعة ساسكاتشيوان أندرو شير والنائب عن أونتاريو توني كليمنت، نجد أن سائر الراغبين بقيادة المحافظين يتحدثون الفرنسية بصعوبة.

إلّا أن كيلي ليتش وليزا رايت، وهما نائبتان عن أونتاريو، وديباك أوبهراي وبراد تروست، وهما على التوالي نائبان عن ألبرتا وساسكاتشيوان، يؤكدون جميعاً أنهم يواصلون دراسة الفرنسية.
"عليّ تحسين لغتي الفرنسية إذا أردتُ أن أكون الشخص الذي سيترشح (لزعامة حزب المحافظين) ليصبح رئيساً للحكومة (الفدرالية)"، قالت رايت التي أكدت أنها تخصص خمس عشرة ساعة في الأسبوع لدراسة لغة موليير.
لكن آخرين، مثل رجل الأعمال والصحافي والمحلل الاقتصادي كيفن أوليري المولود في مونتريال لأب إيرلندي وأم كندية من أصول لبنانية، لا يرون فائدة من تعلم الفرنسية.
ويتواجه المرشحون في ثلاث مناظرات ثنائية اللغة وفي واحدة بالفرنسية فقط ستجري في كيبيك، المقاطعة الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، أوائل العام المقبل. وإذا كان برنييه أكثر تأهيلاً من منافسيه للمناظرة بالفرنسية، فإن الأمر لا يقلق ليتش التي تعتقد أن لغتها الفرنسية تتحسن يوماً بعد يوم، على حد قولها.
من جهتها ترى رئيسة كرسي الأبحاث حول الفرنكوفونية والسياسات العامة في جامعة أوتاوا، البروفيسورة ليندا كاردينال، في هذه المثابرة على دراسة الفرنسية "قلقاً" لدى المرشحين لزعامة الحزب ورسالة فحواها أن من يريد قيادة "حزب سياسي كبير على امتداد كندا" عليه أن يكون "ثنائي اللغة"، أي أن يتقن لغتيْ كندا الرسميتيْن.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.