هل يختلف الليبراليّون كثيرا عن المحافظين بعد مضيّ سنة على تولّي الحكومة الليبراليّة برئاسة جوستان ترودو السلطة في كندا؟
هذا السؤال يطرحه الصحافي كيلي ماكبارلند في تعليقه في صحيفة ذي ناشونال بوست.
ويجري ماكبارلند مقارنة بين أداء الحزبين في العديد من المجالات فيشير إلى أنّ حزب المحافظين كان يتجنّب الاجتماعات مع رؤساء حكومات المقاطعات مع الاعتراف بأنّ لكلّ محافظة اجندة خاصّة بها وقلّما توافق المقاطعات على أمر ما.
والليبراليّون تعهّدوا بالتعاون مع المقاطعات لصياغة برنامج وطني لمكافحة التغيير المناخي ولكنّهم فشلوا لأنّ لكلّ مقاطعة اجندة خاصّة بها على هذا الصعيد.
ويعتبر المحافظون أنّ رؤساء وزراء المقاطعات يٌنتخبون لاتّخاذ القرارات لا لتحميل اوتاوا الملامة في حال الفشل.
وفي هذا السياق، تعهّد الليبراليّون بالسير جنبا إلى جنب مع المقاطعات
ولكنّهم يسعون لفرض برنامج وطني لمكافحة التغيير المناخي على المقاطعات التي تنحو من جهتها باللائمة على اوتاوا.
ووضع المحافظون سقفا متواضعا لتقليص الانبعاثات الملوّثة مخافة الفشل من تنفيذ تعهّدات طموحة.

وقطع الليبراليّون تعهّدات طموحة في مؤتمر باريس للتغيير المناخي ولكنّهم اليوم يتحدّثون عن تحقيق الأهداف التي وضعها قبلهم المحافظون.
وفي حين انسحبت كندا في ظلّ حكم المحافظين من بروتوكول كيوتو حول المناخ، لتعذّر تحقيق الأهداف التي وضعتها الحكومة الليبراليّة السابقة، صادق الليبراليّون الحاليّون على الاتّفاق الدولي حول المناخ رغم عدم وجود خطّة لديهم للوفاء بالتزاماتهم يقول الصحافي كيلي ماكبارلند في تعليقه في صحيفة ذي ناشونال بوست.
ورفض المحافظون تنفيذ إعلان الأمم المتّحدة حول حقوق السكّان الأصليّين بذريعة أنّ الصيغة غير الدقيقة للإعلان قد تتعارض مع القانون الكندي.
وأكّد رئيس الحكومة الليبراليّة جوستان ترودو أنّ الليبراليّين سيقرّون الاعلان.
ووصف زعيم الأمم الأوائل بيري بيلغارد موقف المحافظين بالمحزن.
وحاليّا، قالت وزيرة العدل في الحكومة الليبراليّة جودي ولسون رايبولد أمام جمعيّة الأمم الأوائل إنّه لن يتمّ إقرار الاعلان لأنّه سيكون غير قابل للتطبيق.
ووصف أنصار الليبراليّين هذا التعاطي بأنّه نزيه وامتنع زعيم الأمم الأوائل عن التعليق عليه.
ودوما في إطار المقارنة بين الليبراليّين والمحافظين، يقول كيلي ماكبارلند في تعليقه في صحيفة ذي ناشونال بوست إنّ حزب المحافظين ألغى استمارة الاحصاء الالزاميّة الطويلة وحذّرت وكالة الاحصاء الكنديّة من الأخطاء التي قد تقع مستقبلا في الأرقام.
وأدان المحافظون التدخّل في هذا المستودع الحيوي من قاعدة البيانات.
وفي ظلّ الحكم الليبرالي، استقال واين سميث رئيس وكالة الاحصاء بعد أن اشتكى من محاولة الليبراليّين لاعتماد المركزيّة في تكنولوجيا المعلوماتيّة، لأنّ ذلك ينال من استقلاليّة الوكالة. وسارع رئيس الحكومة جوستان ترودو إلى تعيين رئيس آخر خلفا لسميث.
وفي حين أمضى المحافظون الصيف في إنفاق الأموال في مختلف أنحاء كندا وتعرّضوا للإدانة لأنّهم ينفقون المال لشراء الأصوات، أنفق الليبراليّون في أوّل فصل صيف على وجودهم في السلطة القدر نفسه من المال و شعبيّة الزعيم الليبرالي جوستان ترودو هي حاليّا أعلى من أيّ يوم مضى تقول ذي ناشونال بوست.
وتعرّض المحافظون للانتقاد يوم قرّروا تعيين القاضي مارك نادون في محكمة كندا العليا، على اعتبار أنّ نادون لا يلبّي بدقّة المعايير المطلوبة لهذا المنصب.
وندّد رئيس الحكومة في حينه ستيفن هاربر بمحاولة الالتفاف على ممارسات معترف بها منذ زمن طويل.
وأكّد الليبراليّون بدورهم أنّه من الآن فصاعدا، لن يتمّ تعيين أيّ قاض في المحكمة العليا ما لم يتقن لغتي البلاد الرسميّتين، الانكليزيّة والفرنسيّة.
كما أنهوا ممارسة تعود لقرن من الزمن، كانت تضمن تمثيل المقاطعات الأطلسيّة في المحكمة العليا.

وبذلوا قصارى جهدهم بحثا عن مرشّح من السكّان الأصليّين، ليضعوا بذلك الاعتبارات الاثنيّة قبل الاعتراف بالتمثيل الاقليمي للمناطق الكنديّة.
وتعرّض المحافظون للانتقاد بسبب البطء في الافراج عن المعلومات بموجب القانون المتعلّق بالحصول على المعلومات، رغم الحملات التي تعهّدوا من خلالها بجعل الحكومة أكثر خضوعا للمساءلة.
بالمقابل، قرّر الليبراليّون تأجيل مراجعة قوانين الحصول على المعلومات لمدّة سنتين رغم تعهّدات قطعوها خلال الحملة الانتخابيّة بجعل المعلومات متوفّرة بصورة مباشرة.
ويخلص كيلي ماكبارلند في تعليقه في صحيفة ذي ناشونال بوست إلى القول: تبقى شعبيّة الليبراليّين كبيرة مع اقتراب نهاية العام الأوّل من وصولهم إلى السلطة رغم أنّهم تصرّفوا في حالات كثيرة كالمحافظين.
والفرق الشاسع هو في اللهجة على ما يبدو: فجوستان ترودو يتبسّم أكثر وهو جذّاب فوتوغرافيّا أكثر من سلفه ستيفن هاربر.
وهذا ليس بالأمر البسيط. ويتعيّن على حزب المحافظين والحزب الديمقراطيّ الجديد اللذين يبحث كلّ منهما عن زعيم جديد له أن ينسيا الجدل السياسي ويبحثا عن زعيم شاب جميل المظهر، وديّ مع وسائل الاعلام، و قادر أن يجعل الناس يشعرون بالرضا عن أنفسهم.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.