تتابع وسائل الاعلام الكنديّة باهتمام أخبار الزيارة الرسميّة التي يقوم بها رئيس وزراء الصين لي كيكيانغ لكندا.
صحيفة لودوفوار نشرت تعليقا بقلم مانون كورنولييه تدعو فيه اوتاوا إلى الحذر حيال مشروع التوقيع على معاهدة تسليم المطلوبين مع الصين.
والصين قوّة كبيرة والسوق الصينيّة هائلة وجذّابة ولكنّها بلد شمولي يفتقر إلى سيادة القانون واستقلال القضاء وحقوق الانسان تقول لودوفوار.
وتشير الصحيفة إلى ممارسات التعذيب وعقوبات الاعدام التي تمارس في هذا البلد وتتساءل إن كانت كندا على الخطّ الصحيح في رغبتها في التوقيع على معاهدة تسليم المطلوبين معه.
وتؤكّد على الرغبة المشتركة لدى اوتاوا وبكين في إعادة إحياء العلاقات والتوقيع على العديد من الاتّفاقات ومن بينها معاهدة تسليم المطلوبين التي وقّعت عليها كلّ من اسبانيا وايطاليا وفرنسا والبرتغال .
وثمّة ضمانات في نصّ المعاهدة تقول لودوفوار ، والنصوص الكنديّة تتحدّث عن رفض طلبات تسليم بسبب مخالفات سياسيّة ولدى وجود شكوك بأنّ طلب التسليم يهدف للملاحقة على أساس العرق او الدين او الأفكار السياسيّة.
ورغم ذلك، فإنّ منظّمات مثل العفو الدوليّة وهيومن رايتس ووتش تعارض اتّفاقا من هذا القبيل مع الصين لأنّه لا يمكن الوثوق بنظامها القضائي وبعدالتها الاعتباطيّة.
وإذ يمكن تفهّم هذه الاعتراضات، يرى بعض الخبراء ايجابيّات في التوقيع على معاهدة تسليم المطلوبين مع الصين لأنّها قد تشجّع النظام القضائي الصيني على أن يصبح أكثر احترافيّة.
اضف إلى ذلك أنّ كندا لا ترغب في أن تكون ملاذا لفارّين متّهمين بارتكاب جرائم.
وتتساءل الصحيفة عن التحقيقات التي تؤدّي إلى إدانة المتّهمين بهذه الجرائم وعن احتمال إلصاق التّهم بالمعارضين السياسيّين.

وتنقل عن رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو أنّه لن يتمّ إبعاد أيّ شخص يواجه خطر الاعدام.
وتشير لودوفوار إلى وجود انتهاكات أخرى لحقوق الانسان في الصين.
وتخلص مؤكّدة أنّ الأمور ما زالت في طور المحادثات وثمّة حاجة لنقاش صريح ومنفتح في كندا حول الموضوع.
ولا يمكن أن يبرّر التقارب مع الصين التصرّف بحريّة مع القيم وفي طليعتها العدالة.
وحول العلاقات بين الصين وكندا كتبت صحيفة ذي غلوب اند ميل تشير إلى أنّ رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ دافع عن عقوبة الاعدام في بلاده ونفى أن تكون بكين ترسل عملاء سرّيّين لتخويف الصينيّين الفارّين ودفعهم للعودة إلى البلاد.
وأكّد أنّه يضع في صدارة جدول أعماله المطالبة بإعادة تسليم المطلوبين الهاربين المتّهمين بارتكاب جرائم اقتصاديّة.
وتشير الصحيفة إلى أنّ ما يزيد على 40 دولة، من بينها فرنسا واستراليا، وقّعت على معاهدة تسليم المطلوبين مع الصين.
ونقلت عن لي كيكيانغ قوله في مؤتمر صحافي في اوتاوا إنّه لا يجوز تعذيب المتّهمين والأشخاص المدانين وينبغي تطبيق معاملة إنسانيّة بحقّهم.

والسلطات القضائيّة والقوانين الصينيّة تضمن ذلك كما قال، ولكنّه لا يمكن أن يضمن مئة بالمئة أن يسيء شرطيّ معاملة متّهم ما.
ولا يمكن إلغاء عقوبة الاعدام في بلاده لأنّ الكثير من الأبرياء سيفقدون حياتهم جرّاء ذلك كما قال.
وتنقل الصحيفة عن رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو قوله إنّ كندا لن تقوم بتسليم أيّ شخص يواجه خطر الاعدام، وإنّه واثق من إمكانيّة التوصّل إلى معاهدة لتسليم المطلوبين.
وتنقل ذي غلوب اند ميل عن أليكس نيف، أمين عام منظّمة العفو الدوليّة فرع كندا أنّ ثمّة مخاوف كثيرة بشأن حقوق الانسان في الصين.
ويتحدّث نيف عن انتشار ممارسات التعذيب في البلاد، مدعومة بالإفلات التام من العقوبات.
وتشير ذي غلوب اند ميل إلى أنّ الاهتمام بملفّ حقوق الانسان في الصين ازداد منذ أن كشفت في صفحاتها أنّ اوتاوا باشرت بإجراء محادثات غير رسميّة مع الصين بشأن معاهدة تسليم المطلوبين.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.