الإسلاموفوبيا، أي الخوف أو الرُهاب من الإسلام والمسلمين، مصطلح أضحى من مفردات الإعلام والسياسة مع تنامي أعداد المسلمين في المجتمعات الغربية.
والجمهور في مونتريال على موعد مساء الخميس مع حفل إطلاق كتاب بالفرنسية بعنوان "الإسلاموفوبيا". والكتاب ثمرة جهد مشترك لعدة مؤلفين، من بينهم الدكتور حسّان جمالي من خلال مقالة له بعنوان "الإسلاموفوبيا: سلاح لمواجهة كل إصلاح للإسلام".
والدكتور جمالي كاتب ومدرّس متقاعد وصاحب مؤلفات وكتب في مجال الدين والمجتمع وتحديات اندماج المهاجرين العرب والمسلمين في المجتمع الكندي، وتحديداً مجتمع مقاطعة كيبيك، نذكر من بينها "مسلم في الغرب" و"القرآن والانحراف السياسي" و"النجاح في كيبيك – دليل الدراسات والمهن للمهاجرين".
ويستعرض حسّان جمالي في مقالته في الكتاب الجديد "محاولات إصلاح الإسلام" منذ نشأته وليومنا هذا، من مدرسة المعتزلة إلى مفكرين كمحمد أركون ومحمود محمد طه وفيريدون هويدا ونصر حامد أبو زيد ومالك شبل وعبد النور بيدار، على سبيل المثال لا الحصر، الذين ثمن كتاباتهم وعطاءاتهم الفكرية فيما رأى أن المفكر طارق رمضان هو "إصلاحي" مخادع.
ويشير الكاتب في مقالته إلى اتساع النقاش والجدل حول الإسلاموفوبيا في فرنسا وبلجيكا وكيبيك، أكثر مما هو عليه في سائر المجتمعات الغربية. ويعزو ذلك إلى عامل اللغة بسبب تواجد عدد كبير من المواطنين والمهاجرين من أصول مغاربية، الناطقين بالفرنسية، في فرنسا وجارتها الشمالية بلجيكا، حيث الفرنسية لغة رسمية واللغة الأم لأكثر من 40% من السكان، وفي كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
ويبدي حسّان جمالي أسفه لكون المؤسسات العامة في مقاطعة كيبيك قد وقعت في ما وصفه بـ"فَخ" الإسلاموفوبيا عندما قامت وزارة الهجرة والتعددية باستخدام هذا المصطلح في شرحها لنسبة البطالة المرتفعة في أوساط الكيبيكيين من أصول مغاربية.
ويقول الكاتب إن الإصلاح العميق للإسلام غير ممكن في الدول الإسلامية بسبب تبعية المؤسسات الإسلامية وبسبب مصادرة رجال الدين للسلطة السياسية، ويرى بالتالي أن المعركة الفعلية لإصلاح الإسلام ستدور في الغرب، ويشير إلى أن هدف الإسلاميين، سنةً كانوا أو شيعة، هو عزل المسلمين في المجتمعات الغربية عن القيم الديمقراطية والعَلمانية واستخدامُهم لمواجهة أي نقد للإسلام، ويضيف أن الإسلاموفوبيا هي الشعار الأنسب لترهيب الغربيين والمسلمين وثنيهم عن انتقاد أمور تتعلق بالإسلام، ويختم بأن الإجابة على ما وصفه بـ"ابتزاز" الإسلاموفوبيا غير سهلة في مجتمعات "الاستقامة السياسية" التي تعتمد تسويات ذات طابع ديني.
حاورتُ الدكتور جمالي حول مقالته "الإسلاموفوبيا: سلاح لمواجهة كل إصلاح للإسلام".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.