إحدى شاحنات الهلال الأحمر السوري المدمرة

إحدى شاحنات الهلال الأحمر السوري المدمرة
Photo Credit: رويترز / عمار عبد اللهs

” مجزرة روسية في سوريا”

تحت عنوان: " مجزرة روسية في سوريا" نشرت صحيفة لو دوفوار مقالا للمحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية فرنسوا بروسو يقول فيه: لطالما اعتقدنا أننا شهدنا الأسوأ في سوريا، ولكن لا، قبل القصف غير المسبوق على قافلة إنسانية تابعة للهلال الأحمر السوري، وكان قصف الصواريخ الجوية مركزا وممنهجا واستمر ساعتين على قافلة تشمل إحدى وثلاثين شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية، ولا شك أبدا في هوية المعتدين. وقمة الفظاعة تظهر في القصف الجوي الممنهج على حلب  في أعقاب الاعتداء على القافلة الإنسانية، ما دفع بأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي اعتبر أن الأيام القليلة الماضية أرتنا قمما غير مسبوقة من الفظاعة والوحشية، بعد أن كنا ظنينا أننا شهدنا الأسوأ. وأضاف إن هذه الحرب هي بمثابة كارثة للأمم المتحدة، لهيبتها ولقدرتها على التحرك.

ويعتبر فرانسوا بروسو أن النتيجة المباشرة الطبيعية لأعمال العنف  الرهيبة تشكل هزيمة دبلوماسية بكل معنى الكلمة وقد تم تكريس هذا الفشل في الأمم المتحدة نهاية الأسبوع، بعد أن كان الإميركيون والروس يدفعوننا للاعتقاد بحصول مفاوضات سلام حقيقية. فيوم الأحد اتهمت الدول الغربية مجموعة، القوات الروسية بالتواطؤ والمسؤولية المباشرة بارتكاب " أعمال بربرية" بينما اكتفت روسيا بالقول إن "المذنبين الحقيقيين" هم المجموعات المعارضة "الإرهابية" التي تدعمها الولايات المتحدة نوعا ما وخلص السفير الروسي في الأمم المتحدة إلى القول: " إن السلام في سوريا اليوم هو أمر مستحيل". "

ويعلق فرانسوا بروسو: في هذه الجملة وحدها قال السفير الحقيقة. ولنذكّر لماذا روسية مسؤولة عن قصف القافلة الإنسانية. فالإثباتات والأدلة تؤكد أن القصف كان جويا وبالتالي ليس قصفا مدفعيا، وحتى روسيا تخلت عن هذه الحجة بأن آلية تابعة للمعارضة قصفت القافلة بالهواوين. فإذا كان القصف جويا، فليس في حوزة المعارضة طائرات أو مروحيات فمن إذا: الأميركيون؟ لقد تحدث الروس عن "طائرة درون" أميركية كانت تحلق في المنطقة لكن سرعان ما تخلوا عن هذه الحجة.

الأتراك؟ لقد دخلت الطائرات الروسية أحيانا المجال الجوي السوري ولكن لتضرب الأكراد ولم تتوغل أبدا باتجاه حلب.

الحقيقة هي أن الروس، منذ تدخلهم العسكري المباشر في النزاع في سوريا، هيمنوا على أجواء سوريا في شمال البلاد وغربها، وحتى الشبهة مستبعدة عن القوات النظامية التي لم تعد طائراتها مؤهلة للقيام بغارات جوية ليلية، والاعتداء وقع في الليل، ما يقودنا إلى استنتاج مقلق جدا وهو أن الروس هم من قاموا بغارات متعمدة، متكررة ومنهجية ضد القافلة الإنسانية.

لماذا؟ يستشهد بروسو بفرضية البروفسور والوزير الفرنسي السابق المتخصص بالشؤون العربية جان بيار فيليو  الذي يعتبر أن الروس يلعبون في سوريا لعبة مستقلة عن "محميهم" في دمشق وأنهم، بصرف النظر عن تحالفهم مع بشار الأسد، يسعون إلى التأكيد ، بوحشية إذا اقتضى الأمر، على أنهم قوة إقليمية في الشرق الأوسط، ويعمل فلاديمير بوتين على استغلال الانسحاب الأميركي المزعوم الذي أقره باراك أوباما والذي تمثل بالقرار الأميركي التاريخي عام 2013 بعدم مهاجمة نظام بشار الأسد.

ولملء الفراغ والمكوث في المنطقة، بدأ بوتين ينفذ قراره بصورة منهجية. ومن هنا تلك العملية عديمة الرحمة . إنها فرضية شنيعة لكنها واردة ومعقولة، يخلص فرانسوا بروسو مقاله المنشور في صحيفة لو دوفوار.

راديو كندا الدولي – لو دوفواراستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.