المرشّحان للرئاسة الأميركيّة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب

المرشّحان للرئاسة الأميركيّة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب
Photo Credit: Mike Segar / Reuters

الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة: ما مصير اتّفاقات التبادل الحرّ؟

تابع نحو من 84 مليون اميركي المناظرة التلفزيونيّة الأولى التي جرت مساء الاثنين بين المرشّحين الرئاسيّين الأميركيّين، الديمقراطيّة هيلاري كلنتون والجمهوري دونالد ترامب.

وتناول المرشّحان مروحة واسعة من القضايا السياسيّة والاقتصاديّة، المحليّة منها والعالميّة.

فمن  توفير فرص العمل والضرائب والاجراءات الحمائيّة  مرورا بالاتّفاقيّات التجاريّة الموقّعة بين الولايات المتّحدة والعديد من الدول،  إلى الأوضاع في الشرق الأوسط ومواجهة تنظيم الدولة الاسلاميّة وملف ايران النووي وسواها، اختلفت مواقف المرشّحين من التعاطي مع هذه الملفّات بصورة جذريّة أحيانا كثيرة.

وكرّر دونالد ترامب معارضته لاتّفاقات التبادل التجاري،  ومن بينها اتّفاق التبادل التجاري الحرّ بين دول اميركا الشماليّة الثلاث، الولايات المتّحدة وكندا والمكسيك الموقّع عام 1994 والمعروف بنافتا.

الصحافي  ومحرّر الأخبار الاقتصاديّة في تلفزيون راديو كندا جيرالد فيليون تناول موضوع اتّفاقات التبادل التجاري في مقابلة أجراها مع البروفسور ريشار واليت الاختصاصي في التبادل الحرّ  والتجارة الدوليّة.

وقد أكّد دونالد ترامب مرارا وتكرارا معارضته لاتّفاق النافتا، وعاد وكرّر ذلك خلال المناظرة.

فهل يعني ذلك أنّ بإمكانه، في حال وصوله إلى الرئاسة، وضع حدّ للاتّفاق؟

يقول ريشار واليت إنّ المادّة الثانية من الاتّفاق تتيح لأحد الأطراف الانسحاب منه، ما يعني أنّ بإمكان الولايات المتّحدة من حيث المبدأ أن تنسحب ويضيف:

ينبغي طرح الموضوع على النقاش لأنّ الكونغرس صوّت بالموافقة على الانضمام إلى الاتّفاق.

وينبغي أن يطرح الرئيس على الجدل مع الكونغرس عضويّة الولايات المتّحدة في النافتا.

رئيس الحكومة الكنديّة الأسبق برايان مالروني والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب والرئيس المكسيكي الأسبق فيليبي كالديروني قبيل التوقيع بالأحرف الأولى على اتّفاق النافتا في 07-10-2012
رئيس الحكومة الكنديّة الأسبق برايان مالروني (إلى اليمين) والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب والرئيس المكسيكي الأسبق فيليبي كالديروني قبيل التوقيع بالأحرف الأولى على اتّفاق النافتا في 07-10-2012 ©  AP Photo/Marcy Nighswande

وفي حال فوز ترامب بالرئاسة، يكون عليه أن يبرّر امكانيّة الانسحاب الذي يشكّل سابقة إن تمّ كما يقول واليت  ويتابع بالقول:

كان هنالك كما يذكر الجميع في الأعوام 2008 و2004 و2012، مرشّحون رئاسيّون من بينهم اوباما، وهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيديّة، اعربوا عن رغبتهم في إعادة التفاوض بشأن اتّفاق التبادل الحرّ لدول أميركا الشماليّة النافتا، ولكنّ ذلك لم يحصل إطلاقا.

ولا يتضمّن الاتّفاق أيّ بند يرغم على إعادة التفاوض وثمّة بنود تنصّ على أنّه بإمكان الأطراف أن تتفاهم في ما بينها بشأن إدخال تعديلات على الاتّفاق ليس إلاّ، يقول البروفسور ريشار واليت الخبير في التبادل  الحرّ والتجارة الدوليّة.

ويشير إلى أنّ الكونغرس يدعم بقوّة اتّفاق النافتا ومن غير المؤكّد أبدا أنّه قد يدعم الانسحاب منه.

والولايات المتّحدة وقّعت وصادقت مؤخّرا على العديد من اتّفاقات التبادل الحرّ مع دول في اميركا اللاتينيّة وآسيا بصورة خاصّة.

وحول اتّفاق الشراكة  الاقتصاديّة عبر المحيط الهادي، لتحرير التبادل بين آسيا ودول المحيط الهادي، والذي وقّعته اثنتا عشرة دولة، فإنّ المرشّح الرئاسي دونالد ترامب يعارضه أيضا، وتعارضه المرشّحة هيلاري كلتون بعد أن سبق لها أن أيّدته.

فهل يمكن التراجع عنه وعدم مصادقته بعد التوقيع عليه؟

يجيب ريشار واليت خبير التبادل الحرّ والتجارة الدوليّة في حديثه لتلفزيون راديو كندا بأنّ هامش المناورة في هذه الحال كبير أمام الرئيس الأميركي ويضيف:

بإمكان الرئيس أن يقرّر عدم الطلب من الكونغرس أن ينظر في الاتّفاق، وهذا يندرج في صلاحيّاته.

وبإمكانه ألاّ يطلب من السلطة التشريعيّة المصادقة على الاتّفاق، وهامش المناورة لديه أكبر بكثير في هذه الحال.

وبإمكانه عدم الانضمام إلى الاتّفاق إن قرّر ذلك. وهذا يعني أنّ احتمال عدم انضمام الولايات المتّحدة وارد نظرا لأنّ المرشّحين يعارضان الاتّفاق إلاّ في حال غيّرت هيلاري كلينتون رأيها مرّة أخرى.

وسبق أن فعلت ذلك بشأن النافتا، ما يبقى الأمل بالنسبة لكندا يقول البروفسور ريشار واليت خبير التبادل الحرّ والتجارة الدوليّة في حديثه لتلفزيون راديو كندا.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.