وصلت صباح اليوم الخميس استاذة الانثروبولوجيا الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار إلى مونتريال عن طريق مطار العاصمة العُمانيّة مسقط، بعد أن أفرجت السلطات الايرانيّة عنها قبل أيّام.
وكانت هودفار معتقلة منذ السادس من حزيران يونيو الفائت في سجن ايفين بعد أن اتّهمتها طهران بالقيام بنشاطات نسويّة وجرائم معادية لأمن الدولة.
وقالت أسرتها إنّها كانت معزولة في حبس انفرادي وقد تدهورت حالتها الصحيّة في السجن.
وافادت وكالة الأنباء الايرانيّة بأنّه تمّ الافراج عنها لأسباب إنسانيّة.
وكان في استقبالها لدى وصولها إلى مطار مونتريال عدد من الأهل والأصدقاء والزملاء من جامعة كونكورديا حيث كانت هودفار تدرّس الانثروبولوجيا قبل أن تتقاعد عن العمل.
وقد شارك الكثيرون منهم في حملة دوليّة للمطالبة بالإفراج عنها.
ورافقتها في رحلة العودة نسيبتها أماندا غاهريماني ونستمع إلى ما قالته للصحافيّين فور وصولهما إلى مطار مونتريال:
لديها بعض التعليقات التي ستدلي بها، وكانت الرحلة طويلة وهي لم تنم منذ 20 ساعة وسوف تجيب على بعض الأسئلة وأوّد ألاّ نخوض في الكثير من التفاصيل لأنّها متعبة، قالت أماندا غاريهماني.

وتحدّثت هوما هودفار فشكرت كلّ الذين جاؤوا لاستقبالها وأضافت تقول:
إنّه لأمر رائع أن أعود إلى المنزل، وأجتمع مجدّدا بالأهل والأصدقاء بعد بضعة أشهر امضيتها في السجن سبّبت لي الضعف والتعب قالت هودفار وأضافت:
أودّ أن أشكر الحكومة الكنديّة ووزارة الخارجيّة التي عملت بجدّ ليصار إلى الافراج عنّي، كما أودّ أن أعرب عن تقديري لجلالة السلطان قابوس وحكومة عُمان لدورهم في الافراج عنّي وفي استضافتي لبضعة أيّام لأستعيد بعض العافية قبل الرحلة الطويلة إلى مونتريال قالت أستاذة الانثروبولوجيا الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار.
وتابعت معربة عن شكرها للمسؤولين الايرانيّين الذين سهّلوا اطلاق سراحها ، مشيرة إلى أنّ الوضع كان اكثر تعقيدا ممّا يمكن تصوّره.
ووجّهت الشكر إلى طلاّبها وزملائها الأساتذة والهيئة الأكاديميّة للدعم الذي قدّموه لها في محنتها.
وشكرت كافّة منظّمات المجتمع المدني والدفاع عن حقوق الانسان للحملات التي قامت بها من أجل الافراج عنها.
وتابعت تقول ردّا على سؤال إنّه لم يكن باستطاعتها التواصل مع أيّ كان خلال فترة احتجازها، وحتّى مع محاميها وأضافت قائلة:
كان هذا أصعب ما في الأمر لأنّي لم أكن أعلم ما يجري وأعلم أنّ عائلتي قلقة عليّ وغير قادرة على التكلّم معي.
وأشارت إلى أنّها لم تشعر فعلا بالحريّة إلاّ بعد أن صعدت إلى الطائرة لأنّ الأمور في ايران لا تكتمل إلاّ عندما تكتمل كما قالت.
وكما يقولون هنالك، كلّ شيء ممكن وما من شيء مستحيل.
ولم تكن متأكّدة ممّا سيحصل عندما طلبوا منها أن تكون جاهزة في الثامنة صباحا. وعندما صعدت إلى الطائرة أدركت أنّها حرّة، قالت الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار.

وأشارت إلى إنّه يصعب عليها أن تصف حالتها وأضافت بالقول:
أنا متعبة جدّا ومنهكة ولم أكن بحال جيّدة خلال الأشهر الماضية ولكنّه رائع أن أكون في مكان أشعر فيه بالأمان وألتقي بالأصدقاء.
وتدخّلت نسيبتها أماندا غاهريماني لتؤكّد أنّه ليس بمقدور هوما هودفار أن تتحدّث في الوقت الراهن عن ظروف احتجازها في ايران وأنّها ستترك ذلك لوقت لاحق.
وردّت هودفار عن سؤال حول إمكانيّة العودة إلى وطنها الأم ونستمع إلى ما قالته بهذا الصدد:
لا اعتقد أنّني سأعود إلى إيران، وسبق أن كنت أعود في السنوات الماضية. وأعتقد أنّني سأبقى في مونتريال لفترة قالت استاذة الانثروبولوجيا الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار.
وقالت إنّها متشوّقة للعودة إلى منزلها وإلى حيّها وإنها افتقدت الصيف في مونتريال وافتقدت المدينة التي تحبّها كثيرا.
وأكّدت أنّ محنتها فتحت امامها آفاقا جديدة لم تكن تفكّر بها سابقا وأضافت بالقول:
في السرّاء والضرّاء كنت طوال حياتي خجولة من وسائل الاعلام وأفضّل البقاء بعيدة عنها، والآن أنتم ترون ما فعلته بي الحكومة الايرانيّة قالت هوما هودفار في ختام حديثها للصحافيّين لدى وصولها إلى مطار مونتريال.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.