نشرت صحيفة ذي ناشيونال بوست مقالا للسياسي الإسرائيلي السابق يوسي بيلين بعنوان: " فلنتذكر شيمون بيريز، الإسرائيلي الوطني " يقول فيه:
شيمون بيريز كان رجلا متفائلا، ليس بمعنى أن كل شيء يسير على ما يرم إنما كان رجلا يؤمن بأن بوسعك تغيير الوضع إلى الأفضل في حال أحسنت فعل الأشياء. لم يكن حالما يعيش في الخيال، إنما كان سياسيا حاذقا يعرف ما يريد وكيف السبيل لتحقيقه.
ويتابع يوسي بيلين: عندما تعرفت إليه بدا لي بوضوح بأنه سياسي يملك خطة وبرنامجا. ولم أفهم سريعا أن الأمر هذا استثناء. واليوم يمكنني أن أشهد أن معظم السياسيين يصلون إلى السلطة لمجرد الرغبة أن يكونوا فيها، وعند\ما تسألهم لماذا، يجيبون بكلام ملتبس وغير واضح من مثل أنهم اختاروا العمل السياسي لتحسين أوضاع بلدهم. لكن بيريز اختار دخول المعترك السياسي لسبب معين: ضمان أمن وسلامة إسرائيل وسلامتِها عبر توفير كل سبل الردع والترويج لخلق علاقات سلمية مع جيراننا.
ويتابع يوسي بيلين: كان بيريز يعتبر تكنوقراطيا في شبابه، وكان من الجيل المولود في العشرينيات الذين كانوا بدأوا يتململون من إيديولوجية ديفيد بن غوريون الاشتراكية. وعندما كبر كان يصوّر على أنه خيالي حالم وأحيانا على أنه ساذج.
وفي الستينيات لم يكن بعد مستعدا لإدراج "الديموقراطية الاجتماعية" في برنامج حزب العمال، لكنه أصبح نائب رئيس الاشتراكية الدولية عام 1978 . كما كان من الداعمين بشدة لسياسة الاستيطان في الأراضي المحتلة، ومن ثم تحول إلى معارض متشدد للاستيطان فاتهمه البعض بالضعف والبعض الآخر بالخيانة. وقد اعترف يغال أمير، قاتل رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحق رابين، أن هدفه الثاني كان بيريز.
ويؤكد بيلين أنه عندما أطلعه على جهوده السرية للتفاوض بشأن اتفاق مؤقت مع منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو، سارع بيريز إلى احتضان الفكرة وذهب إلى رابين للحصول على الضوء الأخضر، لأنه اعتبر أن المشروع يصب في مصلحة إسرائيل الوطنية.
ويستعرض بيلين نقاط الخلاف والتوافق بينهما مؤكدا أن بيريز كان أكثر ذكاء من معظم ممن يعرفهم ، وكان يمتلك حسا ظريفا طبيعيا رائعا يمارسه حتى على نفسه. كان يمتلك ثقة بالنفس كبيرة ما ساعده على اتخاذ قرارات جريئة من مثل خطته الاقتصادية عام 1985 التي أنقذت إسرائيل من الوقوع في تضخم غير مضبوط، أو قراره بالانسحاب من لبنان طالما لا يوجد شريك لبناني للاتفاق معه على السلام.
ويتابع بيلين: لقد حقق بيريز في حياته الكثير من الإنجازات، بالرغم من كل الصعوبات التي واجهته وأصبح أشهر إسرائيلي في العالم. ويسرد بيلين هذه الحادثة: قبيل انتخابه رئيسا لإسرائيل ، قام بزيارة نيويورك وفي إحدى الليالي، وبينما كان يدخل أحد مسارح برودواي لحضور أحد العروض الفنية مع بعض الأصدقاء، وقف الحضور مصفقين ولم يفهم بداية ماذا يجري واعتقد أنه تصفيق للفرقة التي لم تكن بعد على خشبة المسرح ، وفهم لاحقا أن الحاضرين صفقوا وقوفا له.
ويخلص يوسي بيلين مقاله المنشور في ذي ناشيونال بوست: إن شيمون بيريز، الإسرائيلي الوطني الذي آمن بالسلام، يستحق هذا التصفيق.
راديو كندا الدولي – ذي ناشيونال بوستاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.