قد يكون الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، الذي توفي الأسبوع الفائت عن ثلاثة وتسعين عاما، والذي تقلب في أرفع المناصب، من وزير عدة مرات إلى رئيس حكومة مرتين، إلى رئيس للدولة العبرية، أكثر الزعماء الإسرائيليين إثارة للجدل داخل المجتمع الإسرائيلي: وقع اتفاقية أوسلو عام 1993، فنال جائزة نوبل للسلام ، لكن ذلك لم يمنعه من شن عملية عناقيد الغضب بعد ثلاث سنوات ، أيد سياسة الاستيطان بشراسة، ومن ثم عارضها بشدة.
ميشال بارزوها صديق بيريز المقرب وكاتب سيرة حياته "شيمون بيريز وتاريخ إسرائيل االسري" يشرح هذا التبدل في حديث مع ليو كاليندا من هيئة الإذاعة الكندية:
لقد أخذ شيمون بيريز على عاتقه تزويد إسرائيل قوة عسكرية لا مثيل لها، ولكن عندما شعر بأن إسرائيل أصبحت دولة قوية ولم تعد مهددة بالزوال، غير موقفه وقال الآن وقد أصبحنا أقوياء بات بوسعنا أن نكون أكثر سخاء مع جيراننا وأن نبحث عن سلام وتسوية معهم .
ويرى الصحافي ليو كاليندا أن بيريس ارتكب خطأين كبيرين:
"في نيسان أبريل عام 1996، وكان وزيرا للدفاع ورئيسا للحكومة، خطط للعملية العسكرية "عناقيد الغضب" ضد حزب الله ما أدى إلى مقتل مئة وستة مدنيين في قانا كانوا تحت حماية قوات الأمم المتحدة، ما وضع حدا لعملية عناقيد الغضب.
والخطأ الثاني قيامه بزيارة سرية عام 75 إلى جنوب إفريقيا ودعمه للنظام العنصري المتطرف إلى درجة أنه عرض عليه تزويده القنبلة النووية.
من جهته يرى المؤرخ إيلي برنافي، سفير إسرائيل السابق في فرنسا والذي واكب مفاوضات أوسلو:
"الخطأ الحقيقي الذي ارتكبه هو انتقاله إلى الجناح اليميني في حزب العمال وتأييده أولى عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسرعان ما تراجع عنها لكن هذا الخطأ لاحقه طيلة حياته السياسية
وتشكك سفيرة فلسطين السابقة في باريس ليلى شهيد بصدق نواياه بشأن السلام وبقوله إنه يخشى انهيار اتفاق أوسلو:
لا أفهم أن يقول ذلك ويتصرف عكسه فقد تحالف مع أرييل شارون الذي أكد دائما أنه ضد إنشاء دولة فلسطينية وضد مفاوضات السلام ومعارض لاتفاقية أوسلو. وأنا أعتقد أن إسحق رابين كان أكثر شجاعة من بيريز فخلافا له ، وبالرغم من أنه كسر عظام الفلسطينيين خلال عدة سنوات، لكنه عندما اقتنع بالسلام عمل لتحقيقه ودفع حياته ثمنا لذلك.
ما هو الإرث الذي يتركه شيمون بيريز؟ يقول الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية ليو كاليندا:
"سيحفظ التاريخ أن بيريز كان صهيونيا حقيقيا مؤيدا لدولة قوية وطنيا براغماتيا عمل لمصلحة شعبه وبلده وكان أفضل سفير حمل إسرائيل مدافعا عنها في كل العالم ".
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.