الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار بعد الإفراج عنها من قبل السلطات الايرانيّة

الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار بعد الإفراج عنها من قبل السلطات الايرانيّة
Photo Credit: Radio-Canada/Christian Côté

هوما هودفار تروي قصّتها: اخرجوني من إيران ولكنّهم لم يأخذوها منّي

"عندما خرجت من السجن، ارغموني على صبغ شعري. لم يريدوا أن يراني العالم بأسره في حالة مزرية".

هذا بعض ممّا قالته أستاذة الانثروبولوجيا الكنديّة الايرانيّة هوما هودفار في حديث اجرته معها أزيب ولد جرجيس الصحافيّة في القسم الفرنسي في تلفزيون راديو كندا.

وكانت هودفار قد عادت إلى مونتريال عن طريق سلطنة عمان في التاسع والعشرين من ايلول سبتمبر الماضي.

وقد افرجت عنها السلطات الايرانيّة بعد اعتقالها في السادس من حزيران يونيو الفائت.

وكانت هودفار معتقلة في سجن ايفين في منطقة ايفين بعد ان وجّهت طهران  لها اتّهامات بالقيم بنشاطات نسائيّة وجرائم معادية لأمن الدولة.

وتدهورت حالتها الصحيّة في السجن، وقامت عائلتها وعدد من زملائها في جامعة كونكورديا في مونتريال بحملة لحثّ السلطات الايرانيّة على إطلاق سراحها.

تقول الصحافيّة أزيب ولد جرجيس إنّ هوما هودفار تستمتع بحريّتها التي استعادتها بعد عدّة أشهر امضتها في السجن وخشيت خلالها ألاّ تخرج منه يوما.

هوما هودفار لدى وصولها إلى مطار مونتريال بعد أن أفرجت عنها السلطات الايرانيّة
هوما هودفار لدى وصولها إلى مطار مونتريال بعد أن أفرجت عنها السلطات الايرانيّة © PC/Ryan Remiorz

هوما هودفار تحدّثت بالانكليزيّة ونستمع إلى ما تقوله بصوتها وبالترجمة الفرنسيّة في آن:

كانت زنزانتي صغيرة جدّا ، بطول مترين وعرض متر وسبعين سنتيمترا تقريبا، وقد اخذت القياس بيدي. وأخذوا منّي نظّارتيّ ولم يكن لديّ كتب ولا صحف قالت هوما هودفار وتابعت تقول:

لقد أعطوني بطّانيّتين، واحدة استخدمها كغطاء وأخرى كوسادة. ولم تكن مريحة وكانت الاضاءة سيّئة للغاية وطبيعة الهواء سيّئة هي الأخرى.

وتشير الصحافيّة في تلفزيون راديو كندا أزيب ولد جرجيس إلى أنّ السلطات الايرانيّة وجّهت لهوما هودفار تهمة التعاون مع أنظمة معادية للجمهوريّة الاسلاميّة وأنّ حرّاس الثورة لم تعجبهم كتاباتها حول المرأة.

ورغم تردّي حالتها الصحيّة، كانت هودفار البالغة خمسة وستّين عاما من العمر والتي تعاني من مرض مناعي تخضع للاستجواب بصورة يوميّة بهدف كسر معنويّاتها، ونستمع إلى ما قالته هوما هودفار بهذا الصدد:

كانوا يريدونني أن أبكي وقداختفى صوتي وكانوا يريدون أن أتكلّم بصوت أعلى ولم اكن أقوى على ذلك لأنّ لديّ مشكلة في الحبال الصوتيّة. وقاموا بتشغيل موسيقى وجدوها على اللوحة الالكترونيّة التي تخصّني، كنت قد شغّلتها في مأتم زوجي قالت هوما هودفار.

وتشير الصحافيّة في تلفزيون راديو كندا أزيب ولد جرجيس إلى أنّ إطلاق سراح هوما هودفار جاء في وقت فقد المتشدّدون الأغلبيّة في البرلمان في الانتخابات الأخيرة التي جرت في شباط فبراير الماضي.

وتنقل عن هودفار قولها إنّها دفعت ثمن لعبة ليّ الاذرع بين الإصلاحيّين والمحافظين في ايران.

هوما هودفار لدى وصولها إلى مطار مسقط بعد أن أفرجت عنها السلطات الايرانيّة
هوما هودفار لدى وصولها إلى مطار مسقط بعد أن أفرجت عنها السلطات الايرانيّة © Oman News

وتذكّر بأنّ هوما هودفار كانت معتقلة في السجن نفسه الذي اعتُقلت فيه المصوّرة الصحافيّة الكنديّة الايرانيّة زهرا كاظمي عام 2003.

و سجن ايفين مخصّص لسجناء الرأي وقد لقيت كاظمي حتفها من جرّاء تعرّضها للتعذيب.

تقول بهذا الصدد أستاذة الانثروبولوجيا هوما هودفار إنّ السلطات الايرانيّة لا ترغب في أن يتكرّر ما حصل مع زهرا كاظمي وتضيف:

لقد تغيّرت الأمور هنالك وهم حاليّا يسجّلون جلسات الاستجواب. وقالوا لسجناء آخرين إنّهم كانوا سيتعرّضون للضرب لو لم تكن الجلسات مصوّرة. وأعرف أنّهم أصبحوا أكثر حذرا بعد التغطية الاعلاميّة التي حظيت بها قضيّة زهرا كاظمي.

وتقول هوما هودفار إنّها عمدت إلى تحويل احتجازها إلى مشروع انثروبولوجي. وتضيف:

لم يكن لديّ قلم ولا قلم رصاص وكنت أكتب على الجدران بفرشاة الأسنان ما أثار الضحك لدى زميلتي في السجن. ولكنّي في الواقع كنت أتظاهر بالكتابة ولم أكتب شيئا ولكنّ ذلك كان يساعدني في التفكير قالت هوما هودفار.

وأكّدت أنّها لن تلاحق الحكومة الايرانيّة أمام القضاء ولكنّها ستكتب عن الموضوع.

ووجّهت رسالة إلى سجّانيها تقول فيها إنّهم أخرجوها من إيران ولكنّ إيران ما زالت بداخلها وسوف تستمرّ في الكتابة عنها.

وتختم مؤكّدة أنّها تستمع بكلّ لحظة من حريّتها وتستمتع بالأشياء البسيطة كالسير في الهواء الطلق ورؤية العصافير تغرّد في الأجواء.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.