تحت عنوان: " الانتخابات الأميركية: الفضيحة الحقيقية "، كتب المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال، ريشار مارتينو يقول:
لا تنفك وسائل الإعلام الأميركية عن القول إن مستوى النقاش السياسي بات في أسوأ مراتب الانحطاط ولم نشهد يوما مرشحين رئاسيين يتبادلان الإهانات والشتائم وأن مناظرة مساء الأحد الماضي بلغت قمة الانحطاط.
فليكن، ولكن هل يمكن أن نعتبر أن الإعلام يشكل جزءا من المشكلة لا الحل؟ يتساءل
ريشار مارتينو ويتابع: في الأيام القليلة الماضية، وبينما كانت وسائل الإعلام الأميركية الكبيرة تقضي وقتها في "تحليل" أقوال دونالد ترامب الجنسية، وقع حدث بالغ الأهمية لم يحظ باهتمام الإعلام، حدث أهم بكثير، من الناحية السياسية، من حديث في غرفة مقفلة تم منذ إحدى عشرة سنة.
فقد نشرت ويكيليكس مضمون الخطابات التي ألقتها هيلاري كلنتون أمام كبار مصرفيي وول ستريت عامي 2013 و 2014، وما قالته ليس جميلا أبدا، وأخطر من الكلام السفيه الذي قاله ترامب في حديث خاص.
فهيلاري كلنتون، عندما تتكلم أمام الناخبين، لا تنفك تردد أنه من الضرورة ضبط قوانين الوسط المصرفي المالي والكف عن توقيع اتفاقات تبادل تجاري حر مع الدول، لكنها، عندما تخاطب كبار المصرفيين، تقول عكس ذلك. فهي تردد أنها تحلم ببناء سوق مشتركة قائمة على التبادل التجاري الحر وأنها تعتقد بأن القطاع المصرفي المالي ليس بحاجة إلى قوانين جديدة وأنه قادر على إدارة نفسه بنفسه. باختصار، تماما عكس ما تقوله في العلن.
ويرى ريشار مارتينو أنه بالتالي، ليس مفاجئا أن ترفض كلينتون نشر الخطابات التي تلقيها أمام وول ستريت لأن تلك الخطابات تكشف أن كلنتون، التي تقدم نفسها على أنها المدافعة عن الطبقة الوسطى، هي في الواقع صديقة المصارف الكبرى.
وهل تعرفون كم تتقاضى بدل كل خطاب تلقيه أمامهم؟ ربع مليون دولار!
ويتابع مارتينو: آسف أن أقول إن هذه الازدواجية في الخطاب هي مبتذلة وبذيئة أكثر من نكات ترامب الجنسية. ووسائل الإعلام الأميركية لا تتحدث عن هذا الأمر لانشغالها بالغرق في الوحل مع المرشح الجمهوري.
"أحلم بإنشاء سوق مشتركة على مساحة القارة الأميركية بحدود مفتوحة" قالت هيلاري كلنتون أمام دوتش بانك عام 2014.
"تنظيم القطاع المصرفي يجب أن يتم غبر القطاع المالي لا من الخارج" : هذه هي هيلاري كلنتون الحقيقية ولكن لا أحد يتكلم عنها، يخلص ريشار مارتينو مقاله في لو جورنال دو مونتريال
راديو كندا الدولي - لو جورنال دو مونتريالاستمعوا






لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.