بلغت اليوم أزمة العلاقات العراقية التركية مستوى غير معهود في أصول التخاطب الدبلوماسي. فخلال خطاب ألقاه في قمة المجلس الإسلامي في أوراسيا المنعقدة في اسطنبول ونقلته محطات تلفزة قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجهاً كلامه إلى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي "إنه يهينني شخصياً، أنت لست نظيري ولست من مستواي".
وكان أردوغان يرد في جزء من خطابه على انتقادات العبادي حول تواجد القوات التركية على الأراضي العراقية.
وأضاف أردوغان متوجهاً للعبادي "لا يهمنا كثيراً أن تصرخ من العراق، سنواصل القيام بما نعتقد أن علينا القيام به"، وقال له مؤكداً رفضه طلب بغداد انسحاب القوات التركية من العراق "ليس لجيش الجمهورية التركية من دروس يأخذها منكم"، مكرراً استعداد أنقرة للمشاركة إلى جانب التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تقوده واشنطن في الهجوم على الموصل، ومتابعاً بتهكم "من هو رئيس الحكومة العراقية؟".
ورد مكتب رئيس الحكومة العراقية على تصريحات الرئيس التركي واصفاً إياها بـ"الانفعالية" ومشيراً إلى أن الحكومة العراقية تتجه لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بهدف إصدار قرار يقضي بانسحاب القوات التركية من العراق ووقف التدخل في شؤونه.
ولتركيا نحو من ألفيْ جندي في العراق، 500 منهم في معسكر بعشيقة شمال شرق مدينة الموصل حيث، حسب وسائل إعلام تركية، يقومون بتدريب متطوعين من العرب السنّة تحضيراً لاستعادة الموصل من قبضة التنظيم الإسلاموي الجهادي الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية" والذي يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو) 2014.
وتصاعدت حدة الخلاف بين أنقرة وبغداد مطلع الشهر الجاري عندما وصف البرلمان العراقي القوات التركية في بعشيقة بأنها "قوة احتلال" ودعا لخروجها من العراق، وذلك رداً على مصادقة البرلمان التركي على تمديد فترة تفويضه القوات التركية لتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود في سوريا والعراق.
والموصل هي كبرى مدن شمال العراق وثانية كبريات المدن العراقية، وكانت مع مناطق محيطة بها جزءاً من السلطنة العثمانية زهاء أربعة قرون إلى أن دخلتها القوات البريطانية عام 1918 في نهاية الحرب العالمية الأولى. وطالبت تركيا فيما بعد باستعادتها، لكن عصبة الأمم قررت عام 1925 أن تبقى في العراق.
حاورتُ الناشط الكندي العراقي الدكتور عمّار حسين صبيح حول تفاقم الأزمة بين أنقرة وبغداد.
(أ ف ب / الميادين / راديو كندا الدولي)
استمعوا





لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.