الخلاف الكندي الأميركي بشأن خشب البناء عاد من جديد إلى الواجهة مع اقتراب انتهاء مهلة تجميد الاتّفاق الموقّع بين البلدين منتصف ليل الاربعاء الخميس.
وأكّد كلّ من وزيرة التجارة الدوليّة الكنديّة كريستيا فريلاند والممثّل التجاري الأميركي مايكل فرومان أنّ حكومتي بلديهما ستواصلان المفاوضات لإيجاد حلّ للخلاف القائم بينهما والتوصّل إلى اتّفاق "مستدام وعادل".
وكان الاتّفاق الموقّع عام 2006 بين البلدين قد انتهى ، وتمّ تجميد انتهائه لمدّة سنة ريثما يتوصّل البلدان إلى حلّ.
ومع انتهاء المهلة، لا يستبعد الخبراء أن تعمد الحكومة الأميركيّة إلى فرض رسوم على صادرات خشب البناء الكنديّة نحو الولايات المتّحدة.
ويخشى اللاعبون الكنديّون الكبار في قطاع صناعة خشب البناء أن تنعكس حملة الانتخابات الرئاسيّة في الولايات المتّحدة سلبا على هذا الملف.
وقد شكّك المرشّحان الرئاسيّان هيلاري كلينتون ودونالد ترامب أكثر من مرّة خلال حملتهما باتّفاق التبادل الحرّ الموقّع بين دول أميركا الشماليّة وهي الولايات المتّحدة وكندا والمكسيك، والمعروف بالنافتا.
ووصف ترامب الاتّفاق بأنّه كارثي وأنّه تسبّب بخسارة الوظائف في الولايات المتّحدة، وأبدت هيلاري كلينتون تحفّظات جدّيّة بشأنه.
ويرخي موقف المرشّحين بظلاله على المفاوضات الكنديّة الأميركيّة بشأن هذا الملفّ.
وكان كبير المفاوضين الكنديّين مارتن مووين قد أكّد أمام لجنة برلمانيّة الصيف الماضي أنّ الهوّة ما زالت عميقة بين البلدين وأنّه من الصعب أن يتوصّلا إلى اتّفاق مع انتهاء مهلة تجميد الاتّفاق الحالي.
ولم يستبعد مووين إحالة القضيّة أمام محكمة تجاريّة.

ويتعذّر على السلطات الأميركيّة فرض رسوم على صادرات خشب البناء الكندي قبل انتهاء فترة سماح مدّتها 12 شهرا ، تنتهي منتصف الليلة.
وكان رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو قد بحث في ملفّ خشب البناء خلال لقائه الرئيس اوباما في واشنطن بعيد تسلّم ترودو السلطة في تشرين الأوّل اكتوبر الماضي.
وأعرب الزعيمان في حينه عن اعتقادهما بإمكانيّة التوصّل إلى اتّفاق بهذا الخصوص في غضون بضعة أشهر.
كما رحّب وزير الخارجيّة الكندي ستيفان ديون بالرغبة التي أبداها الرئيس اوباما للتوصّل إلى اتّفاق ورأى فيها تتويجا للعلاقات الشخصيّة الطيّبة بين اوباما وترودو.
ويرى اندريه ترامبلي الرئيس التنفيذي لمجلس الصناعة الحرجيّة في كيبيك أنّ القضيّة ملحّة.
وكان المجلس قد طلب دعما ماليّا يصل إلى 5 مليارات دولار لمساعدة منتجي خشب البناء على حماية مصانع الأخشاب والوظائف في حال استمرّ الخلاف بين البلدين.
ويرى بعض منتجي خشب البناء في مقاطعتي اونتاريو وكيبيك أنّ من الأفضل أن تحتكم الحكومة الكنديّة إلى منظّمة التجارة العالميّة بدل توقيع اتّفاق مع الأميركيّين.
ويتخوّف اندريه ترامبلي من احتمال أن تفرض الولايات المتّحدة حواجز جمركيّة وكوتا على خشب البناء الكندي.
وقد أعربت حكومة كيبيك عن استعدادها لدعم صناعة الأخشاب في حال استمرّ الخلاف الأميركي الكندي لفترة طويلة، ولكنّه لم يصدر شيء بعد عن الحكومة الكنديّة.
وقد دعت أحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي الحكومة الليبراليّة للتجاوب مع مطالب منتجي الأخشاب وزيادة ضغوطها على الطرف الأميركي.
وتفيد وزارة الموارد الطبيعيّة أنّ قطاع الصناعات الحرجيّة في كندا شكّل نحوا من 20 مليار دولار أي ما يعادل 1،25بالمئة من الناتج المحلّي الاجمالي عام 2013.
ولدى كندا أكبر ميزان تجاري في العالم في ما يخصّ المنتجات الحرجيّة ، وتحلّ في المرتبة الأولى منذ أن بدأ جمع إحصاءات موثوقة في هذا المجال.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا/ وكالة الصحافة الكنديّة)
استمعوا





لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.