يقوم رئيس الحكومة الفرنسيّة مانويل فالس بزيارة رسميّة لكندا يبحث خلالها في عدد من المسائل، وفي طليعتها اتّفاق التبادل الحرّ المزمع توقيعه بين الاتّحاد الاوروبي وكندا في السابع والعشرين من تشرين الأوّل اكتوبر الجاري.
ويتوجّه رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو إلى بروكسيل بعد نحو اسبوعين للتوقيع على الاتّفاق الذي يقابل بتحفّظات من قبل عدد من دول الاتّحاد ولا سيّما منها ألمانيا وبلجيكا والنمسا.
وقد استقبل رئيس الحكومة الكنديّة جوستان صباح اليوم في اوتاوا رئيس الحكومة الفرنسيّة مانويل فالس، وعقد المسؤولان بعد ذلك مؤتمرا صحافيّا تناولا فيه العديد من القضايا.
رئيس الحكومة الكنديّة أكّد أنّ المحادثات مع ضيفه الفرنسي تناولت أمورا عديدة تهمّ البلدين والأهداف المشتركة بينهما.
ومن بين الأهداف المشتركة، تعزيز النموّ الاقتصادي بما يساعد على تحسين أوضاع الطبقة الوسطى، وتعزيز العلاقات الثقافيّة الوثيقة أصلا بين البلدين، فضلا عن سبل تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة حول العالم كما قال جوستان ترودو.
وأكّد على أهميّة التعاون لمكافحة التغيير المناخي وأضاف:
لقد لعبت فرنسا دورا رائدا في المساعدة على التوصّل إلى تسوية بشأن التغيير المناخي.

وتجلّى هذا الدور الريادي عندما استضافت فرنسا قمّة المناخ في كانون الأوّل ديسمبر الماضي قال رئيس الحكومة الكنديّة.
وأكّد أنّ كندا تفخر بالانضمام إلى الجهود العالميّة إن لجهة التصديق على اتّفاق باريس او لفرض ضريبة على الكربون.
وأكّد أنّ كندا تعمل على تعزيز دورها في الأمم المتّحدة وحلف شمال الأطلسي ومجموعة الدول السبع.
وأكّد ترودو على أهميّة علاقات الصداقة والشراكة الفرنسيّة الكنديّة الفريدة من نوعها حسب قوله.
وردّ رئيس الحكومة الفرنسيّة مانويل فالس شاكرا ترودو لاستقباله الحارّ مشيرا إلى أنّ لقاء العمل بينهما تمحور حول العديد من القضايا وأضاف:
تناولنا في جولة شاملة مسألة الارهاب، وقد ضرب فرنسا بشدّة. ولا أنسى أنّه بعد ساعات وأيّام على هجوم الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر، كنّا معا نحن وجوستان ترودو وأيضا مع فيليب كويار( رئيس حكومة كيبيك) أمام مسرح الباتاكلان.
وأضاف فالس أنّ ما من دولة في مأمن من الارهاب.
وتابع مؤكّدا أنّ التعاون قائم ووثيق بين كافّة أجهزة البلدين لمواجهة الارهاب و التشدّد.
وظاهرة التشدّد موجودة في فرنسا كما قال مانويل فالس وهي تشمل آلاف الشباب .

وتناول البحث أيضا كما قال العديد من الأزمات الدوليّة، من بينها الأزمة السوريّة والمأساة الرهيبة التي تعيشها حلب في مواجهة وحشيّة النظام السوري المدعوم من روسيّا كما قال مانويل فالس.
وأثنى على قرار ترودو بإعادة كندا إلى الساحة الدوليّة وأكّد على أهميّة هذا الدور في كلّ مكان تهدّد فيه الأزمات الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أنّه تناول في مباحثاته مع رئيس الحكومة الكنديّة التحفظّات التي يلقاها اتّفاق التبادل الحرّ الاوروبي الكندي من قبل بعض دول الاتّحاد.
وأكّد أنّ موقف فرنسا واضح ولا لبس فيه من الاتّفاق وأنّ من مصلحة فرنسا أن يتمّ التوقيع عليه ويدخل حيّز التطبيق في أسرع وقت.
و ردّا على سؤال بشأن التعدّديّة والنقاب والبوركيني وإن كان موقفه منها مختلف عن موقف جوستان ترودو، نستمع إلى ما قاله رئيس الحكومة الفرنسيّة:
قلت بالأمس لجوستان ترودو إنّ مجتمعاتنا في اوروبا وفرنسا وكندا تواجه تحدّيا لتُظهر أنّ الاسلام يتوافق في العمق مع الديمقراطيّة ومع المساواة بين الرجل والمرأة، ويتوافق في ما خصّ فرنسا مع العلمانيّة.
وأضاف فالس بأنّ الاسلام موجود في اوروبا منذ قرون عديدة وأنّه جزء من الهويّة الفرنسيّة من خلال تاريخه بالدرجة الأولى ولأنّه ثاني ديانة من حيث العدد في فرنسا.
والتأكيد على التوافق بين الاسلام والديمقراطيّة يوجّه رسالة مهمّة إلى العالم بأسره وإلى المسلمين الذين يناضلون من أجل الديمقراطيّة والمساواة في بلدانهم.
وأكّد مانويل فالس أنّ المسلمين بأغلبيّتهم في فرنسا ملتزمون بقيم الجمهوريّة وأضاف يقول:
هنالك أيضا أوضاع مختلفة بين كندا وفرنسا: فهنا نجد نموذجا تعدّديا ونجد في فرنسا نموذجا علمانيّا.
ولكنّ العلمانيّة تعني الحريّة في أن تؤمن او لا تؤمن. وهي ليست ضدّ الأديان والعبادات.
وأكّد أنّه من أنصار حريّة المرأة ويقاوم بشدّة كلّ ما يبعدها عن المجتمع ويلغي شخصيّتها وهويّتها وأضاف:
أحترم مواقف جوستان ترودو والمجتمع الكندي وأنظر إليها باهتمام لأنّنا نتعلّم كثيرا من بعضنا البعض.
وأعرف أنّ الكلّ يحترم ما تمثّله فرنسا. ولنتقدّم معا ونتحاور ولنبني الحلول من خلال نماذج مختلفة.
ولكنّنا متّفقون مع رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو حول القيم والأهداف الكبرى، قال رئيس الحكومة الفرنسيّة مانويل فالس خلال مؤتمر الصحافي في اوتاو.
استمعوا





لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.