توصف العلاقات الكندية الفرنسية عادة بالأخوية سيما وأن غالبية الناطقين بالفرنسية في كيبيك وسائر المقاطعات الكندية هم أحفاد المستعمرين الفرنسيين، بالرغم من "تعاطف" معظم العهود الفرنسية مع مسألة استقلال كيبيك عن الفيديرالية الكندية الذي بلغ ذروته بالجملة الشهيرة التي أعلنها الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول من على شرفة بلدية مونتريال عام سبعة وستين: " تحيا كيبيك الحرة".
لكن صفحة الاستقلال طويت أقله للسنوات الخمس المقبلة والاختلاف الكندي الفرنسي اليوم يتمحور حول النظرة إلى التعددية الثقافية والتطرف الإسلامي والهوية والقيم.
هيئة الإذاعة الكندية استضافت رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية إلى كندا وسألته الصحافية سيلين غاليبو عن نقاط الخلاف بين كندا وفرنسا حول التعددية الثقافية فأجاب:
"بداية لدينا تاريخ مختلف ويجب احترام هذا الواقع فالتعددية الثقافية في كندا وكيبيك هي ثمرة تراث وتقاليد تماما كما العلمنة على الطريقة الفرنسية التي هي ثمرة تاريخ أيضا يجب احترامه" وأضاف:
" أنا لدي قناعة عميقة بأن ما يجمعنا أهم بكثير مما يفرقنا فأنا مقتنع مثلا بأن علينا أن نثبت أن الإسلام لا يتعارض أبدا مع الديموقراطية والمساواة بين الرجل والمرأة".
وعن موقف فرنسا من الإسلام والمسلمين، قال رئيس الحكومة الفرنسية:
"الإسلام موجود في أوروبا منذ زمن بعيد وهو حاضر في فرنسا منذ زمن طويل عبر تاريخنا الاستعماري والهجرة ولا بد من التذكير بأن الإسلام هو ثاني ديانة في فرنسا حيث يوجد ما بين أربعة وستة ملايين مسلم وهي فرصة رائعة لإثبات أن الإسلام يتلاءم مع ديموقراطيتنا وقيمنا ومكانة المرأة في مجتمعنا وهي رسالة إلى العالم الإسلامي والعالم بأسره، بأن مجتمعات من مثل المجتمع الكيبيكي والكندي والفرنسي والأوروبي يمكنها إثبات ذلك"، ولكن:
" بالمقابل هناك تيارات متطرفة في كل الأديان تسعى لإثبات العكس وتحاول أن تفرض على دولنا ومجتمعاتنا نظرتها وأنا أعتقد أن ثمة أمرا يهم الكنديين والكيبيكيين يتعلق بمكانة المرأة في المجتمع ومساواتها بالرجل:
"أنا كفرنسي اعتبرت دائما أن تغطية المرأة تعني إقصاءها أو فصلها عن المجتمع ولدينا في فرنسا تقليد وقوانين تمنع ارتداء الشارات الدينية في المدارس أكان الصليب أو الكيبا أو الحجاب وكذلك يُمنع موظفو القطاع العام من ارتداء البرقع في المجال العام.
وعن قوله بأن الإرهاب لم ينته وأن على الفرنسيين أن يتعلموا التعايش معه ما يعني نوعا من الانهزامية، أجاب رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس في ختام حديثه إلى الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية سيلين غاليبو:
"أبدا بالعكس هو دليل وضوح في الرؤية ذلك أن مسؤوليتي كرئيس حكومة فرنسا أن أقول للفرنسيين يجب التعايش مع الإرهاب بمعنى أنه يجب اعتماد الحذر واتخاذ إجراءات أمنية وفي الوقت نفسه متابعة العيش.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.