رتل دبابات عراقية على طريق الموصل

رتل دبابات عراقية على طريق الموصل
Photo Credit: أحمد الرباعي

سقوط الموصل : انتهاء الخلافة الإسلامية في العراق

حرب تحرير الموصل انطلقت مطلع الأسبوع الجاري لاستعادة ثاني أكبر مدينة في العراق من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر عليها، بسهولة مدهشة، منذ سنتين.

والأخبار الأولية الواردة من الجبهة حتى الآن تفيد عن تقدم القوات العراقية النظامية، بدعم من الطيران الأميركي وميليشيا البشمركة الكردية، على مختلف المحاور المؤدية إلى المدينة، وسقوط عدة مدن وبلدات، وباتت القوات المشتركة على بعد حوالي ثلاثين كلمترا فقط من المدينة.

لكن الأمور ستختلف كلما اقترب المهاجمون من المدينة المحصنة والتي تعد للمواجهة منذ سقوطها بيد التنظيم بشهادة معظم القيادات الغربية بمن فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اعتبر أن معركة الموصل ستكون "صعبة".

الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية آني ديروشي، استضافت الكولونيل الكندي المتقاعد وأستاذ السياسة التطبيقية في جامعة شيربروك، ريمي لاندري، وسألته بداية عن أهمية الموصل وسبب إصرار السلطات العراقية على استردادها، فأجاب:

"أولا لكونها ثاني أكبر مدينة في العراق (بعد بغداد)، إضافة إلى أن استعادتها ستعني انتهاء الخلافة الإسلامية في العراق. طبعا ستبقى بعض البلدات والقرى الصغيرة في الشمال بأيدي التنظيم، لكن سقوطها يعني انتهاء الخلافة الإسلامية في العراق".

وعن القوات المهاجمة والمدافعة يقول ريمي لاندري:

"عدد قوات التحالف يتعدى الثلاثين ألفا، لكن المشاركين ميدانيا يبلغ عددهم ثلاثين ألفا غالبيتهم العظمى من الجيش العراقي وقوات الأمن، يضاف إليهم ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف مقاتل كردي. أما بالنسبة لعدد المدافعين عن المدينة، فبحسب معظم المصادر، يتراوح عددهم ربما بين خمسة آلاف وستة آلاف مقاتل من تنظيم "الدولة الإسلامية".

وإزاء هذه الأعداد، لا شك أن المعركة ستكون صعبة، يقول ريمي لاندري ويضيف:

"المعركة ستكون معقدة جدا، ويجب التذكير بأن نهر دجلة يجري في وسط المدينة وتعبره خمسة جسور ما يزيد الصعوبة للمهاجمين الساعين لاستعادة الموصل. والتحدي الذي يواجه القوات العراقية هو إيقاع أقل قدر ممكن من الأضرار والتمكن من التقدم بسرعة والعمل على اعتقال المقاتلين أو إرغامهن على الاستسلام، لكن ما شهدناه حتى اليوم مختلف إذ يبدو أن مقاتلي التنظيم مستعدون للقتال حتى النهاية وتفجير أنفسهم لإلحاق أكبر ضرر ممكن في صفوف المهاجمين، والوضع هذا يصب عادة في مصلحة المدافعين. وكعسكريين نعرف أن هذا الوضع يتطلب نسبة عشرين مهاجم في مواجهة مدافع واحد وعلى الجندي أن يقاتل على ثلاثة أبعاد: الجندي الذي يواجهه، والجندي الموجود  ربما في أعالي المباني أو تحت الأرض في المجارير وهذا متعب جدا جسديا ويتطلب قدرا كبيرا من التنسيق.

وعن الخطة المحتملة لتحقيق النصر وحماية المدنيين، يقول ريمي لاندري:

"بداية سيسعى المهاجمون ليس لتنظيف المدينة كلها من المقاتلين، إنما لوضع محور محدد للتقدم. ولا شك أنه تم تحديد عدة أهداف، وثمة مواقع تمت مراقبتها جويا حيث توجد تجمعات كبيرة لمقاتلي التنظيم، تماما كما حصل عند احتلال بغداد حيث توجهت القوات المهاجمة إلى أماكن كانت محددة لكسر المقاومة وقطع خطوط الإمدادات ومن ثم، وبعد السيطرة على قلب المدينة والجسور، توسيع العملية تدريجيا لتنظيف المدينة نهائيا من المقاتلين".

يبقى أن ثمة قلقا في كندا من تورط الجيش الكندي في المعارك سيما وأن هناك حوالي مئتي جندي كندي يضطلعون بمهمات تدريب الأكراد في الشمال، وبعضهم يرافقهم إلى الجبهة، ولكننا نعرف أن الميليشيات الكردية ستبقى في موقع دفاعي في شمال البلاد إما لاستقبال اللاجئين أو لقطع طرق الإمدادات وأن القوات الكندية ستساعد الأكراد في معالجة الجرحى المدنيين والعسكريين، يختم الكولونيل الكندي المتقاعد ريمي لاندري حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية.

راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.