شارات دينية

شارات دينية
Photo Credit: راديو كندا

” شرطيات محجبات ومعلمات محجبات”

تحت عنوان: " شرطيات محجبات ومعلمات محجبات"، كتب المحرر في لو جورنال دو مونتريال ماتيو بوك كوتي يقول:

لقد حصل ما كنا نتوقعه: فالحكومة الليبيرالية في كيبيك ستسمح لموظفي القطاع العام ، بمن فيهم من هم في موقع سلطة، بارتداء الشارات الدينية، وهذا خلاصة مشروع القانون اثنين وستين (المطروح حاليا أمام الجمعية الوطنية في كيبيك).

ومشروع القانون أقل حتى مما أوصت به لجنة بوشار تايلور التي أوصت بألا يسمح لعناصر الشرطة والقضاة وحراس السجون بارتداء شارات تكشف معتقداتهم الدينية.

ويتابع بوك كوتي: والنتيجة؟ ستتمكن المربيات العاملات في صفوف الحضانة من ارتداء الحجاب، وهذا مثير للقلق الشديد. ذلك أن المربيات يجسدن سلطة رمزية كبيرة، لأنهن، في نظر الأطفال، يعكسن واقع المجتمع. ومهما قيل، فهن يجسدن عالم الراشدين ومعاييره . فهل نحن نريد فعلا أن يتعلم أولادنا أنه من الطبيعي أن على المرأة ارتداء الحجاب في المجتمع؟ وهل علينا تطبيع هذه الشارة الدينية المثيرة للجدل ، أي الحجاب الإسلامي، منذ سن الطفولة؟

ولنطرح السؤال من زاوية أخرى، يقول ماتيو بوك كوتي: هذا يعني أنه يحق لأي كان أن يرتدي شارة دينية واضحة وظاهرة، ولكن، وبما أن الدولة ليست عالمة لاهوت، كيف يمكن أن تميز بين رمز ديني حقيقي عن سواه؟ وأبعد من ذلك: إن معيار تبرير أو عدم تبرير تسوية معقولة  هو المعتقد الصادق والعميق. ولكن ماذا عن الذين يعيشون معتقداتهم السياسية بصورة صادقة وعميقة كما المتدينين؟ هل يمكنهم إظهار تلك المعتقدات في المدرسة؟ وبما أن الفرد هو من يقرر ما هي المعتقدات التي يريد إظهارها عبر رمز ما، فلماذا تعطى المعتقدات الدينية أحقية وترفض المعتقدات السياسية؟ ألا يعتبر هذا تفرقة؟

ويتابع ماتيو بوك كوتي: بما أنه يمكن للمعلمة أن تتحجب ، فهل يسمح لمعلم استقلالي المعاقد وناشط في الحزب الكيبيكي أن يرتدي مثلا قميصا يحمل شعارا يمجد حزبه؟ وهل يسمح لشرطي أن يرتدي قبعة عليها شارة أحد الأحزاب؟ قد يقال إن ذلك يعتبر ترويجا وتبشيرا، صحيح، لكن الحجاب هو أيضا كذلك. ذلك أن كل الجدل الدائر يتمحور حول مسألة أساسية: إظهار الهوية والانتماء الديني الذي هو في صلب استراتيجية الإسلام المتطرف، هذا الإسلام المتشدد الذي يهدف إلى فرض نفسه على الغرب بشروطه هو دون أن يضطر إلى تقديم أية تنازلات وهو يستعمل جسد المرأة لإظهار قوته. وبالتالي، على مجتمعاتنا ألا تتردد في التصدي له وجعل العلمنة سدا منيعا في وجهه، لكن حكومة فيليب كويار تفعل العكس، يختم ماتيو بوك كوتي مقاله في صحيفة لو جورنال دو مونتريال

راديو كندا الدولي -  صحيفة لو جورنال دو مونتريالاستمعوا

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.