لليوم العاشر على التوالي، تستمر معركة استعادة الموصل من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي احلها صيف العام 2014. وتفيد الأخبار الميدانية عن تحقيق تقدم واضح وسقوط عدة بلدات وقرى محيطة بأيدي القوات العراقية النظامية مدعومة بالميليشيات الكردية ودول التحالف.
وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة العسكرية، تتسبب المعارك بنزوح ولجوء مئات آلاف العراقيين في مخيمات اللاجئين التي تم إنشاؤها لاستقبالهم.
مراسلة هيئة الإذاعة الكندية ، ماري إبف بيدار، زارت بعض تلك المخيمات وهي تصف مشاهداتها:
"مشاهد مؤثرة جدا لأشخاص لم يلتقوا منذ ما يقارب الثلاث سنوات وكانت بعض العائلات تمكنت من الهرب عند تقدم مقاتلي "الدولة الإسلامية" واحتلالهم الموصل عام 2014 وتجمعوا حاليا بالقرب من المخيم حيث بدأ استقبال طلائع اللاجئين الذين تم إجلاؤهم عن البلدات التي سقطت بأيدي القوات المشتركة ، أشقاء وأزواج وأقارب يبحثون عن أهلهم وبعضهم حصلوا على أخبار اقربائهم عبر محاطات التلفزة التي عرضت مشاهد الإجلاء".
وتخشى السلطات من تسلل بعض مقاتلي التنظيم عبر هؤلاء اللاجئين لذلك وضعت إجراءات أمنية مشددة كما تقول بيدار:
"تم اعتماد نظام أمني للحؤول دون ذلك. فبداية وقبل الإجلاء يطلب من الرجال عند انتهاء المعارك وقبل الصعود إلى الشاحنات التي ستقلهم إلى مخيمات اللاجئين، أن ينزعوا قمصانهم للتأكد من عدم ارتدائهم أحزمة ناسفة وهو تكتيك يستعمله مقاتلو "الدولة الإسلامية" عادة . وعند وصولهم إلى المخيمات، يهتم بهم المقاتلون الأكراد ويخضعونهم إلى تحقيقات تتعلق بالأمن وعليهم أن يثبتوا هويتهم ومن لا يحمل أوراقا ثبوتية يخضع لاستجواب مفصل ليثبت أنه لا ينتمي إلى مقاتلي "الدولة الإسلامية" ويتم فصل النساء عن الرجال خلال هذه المرحلة قبل السماح لهم بالإقامة في الخيم التي أعدت لاستقبالهم".
ويتوقع المراقبون أن يزداد عدد اللاجئين كثيرا مع توسع المعارك واقترابها من الموصل. تقول ماري إيف بيدار:
"الكثير الكثير فعندما يبدأ الهجوم النهائي لاستعادة الموصل من المتوقع أن يضطر ما يقارب المليون شخص من النزوح عن مناطق المعارك والمخيم الذي زرناه اليوم يمكنه أن يستوعب ستة آلاف عائلة ، ويتم حاليا تشييد مخيم آخر يستغرق بناؤه أكثر من شهر على مساحة عدة كلمترات مربعة، وثمة مخيمات أخرى في كردستان العراق لكن ذلك لن يكون كافيا خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وموسم الأمطار والثلوج".
وكالعادة، يدفع المدنيون الأبرياء ثمن الحروب، هربا وترحيلا وخوفا ولجوءا... والحبل ، للأسف، على الجرار
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.