Photo Credit: راديو كندا الدولي/RCI

أقوال الصحف ليوم السبت 29-10-2016

تعليقات مختارة من الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم كلّ من مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.

الإنفاق الكثيف على البنى التحتية استراتيجية الليبراليين لتنشيط الاقتصاد

بعد ميزانية أولى أعدها بسرعة عقب وصول الحزب الليبرالي إلى سدة السلطة في أوتاوا، ينكب وزير المالية الفدرالي بيل مورنو على السياسات الاقتصادية الفعلية التي ستواكب حكومة جوستان ترودو حتى الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة في عام 2019. وفي هذا الإطار يقدم مورنو تحديثاً اقتصادياً ومالياً الأسبوع المقبل، كتب دنيس فيرلان في صفحة الرأي في صحيفة "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال.

لكن المشكلة التي تواجه مورنو هي أن الظروف الاقتصادية تراجعت منذ أن قدّم ميزانيته في آذار (مارس) الفائت، لا بل منذ إعداد الحزب الليبرالي برنامجه أوائل عام 2015 عندما كان المحافظون لا يزالون في السلطة، أضاف فيرلان الذي عمل مراسلاً في البرلمان الكندي طيلة 16 عاماً لصالح القناة الإخبارية في تلفزيون راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) قبل أن يتقاعد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.

ويذكّر فيرلان بأن الليبراليين وعدوا في حملتهم الانتخابية بعجز لا يتخطى الـ10 مليارات دولار للسنة المالية 2016 – 2017، في ظل إنفاق كثيف على البنى التحتية على امتداد عشر سنوات لتنشيط الاقتصاد، وأن هذا العجز ارتفع إلى 29 مليار دولار في ميزانية مورنو في آذار (مارس).

ويضيف الكاتب أن "بنك تورونتو دومينيون (تي دي بنك)" (TD Bank)، أحد أكبر المصارف الكندية، بات يتوقع بعد سنة على فوز الليبراليين في الانتخابات العامة الأخيرة أن يكون العجز أكبر بـ5 مليارات دولار من الـ29 ملياراً، وأن بنك كندا (المصرف المركزي) خفض توقعاته لنمو الاقتصاد الوطني في السنتيْن المقبلتيْن، وأن قيمة الصادرات الكندية هي دون التوقعات، وأن تجارة التجزئة في حالة تباطؤ.

ويرى فيرلان أن إدارة الاقتصاد في ظل هذه المعطيات هي أكثر تعقيداً بكثير من الوعد الانتخابي الذي أطلقه الليبراليون بإنفاق 60 مليار دولار إضافية على البنى التحتية في السنوات العشر التي تلي وصولهم إلى السلطة.

ويلفت الكاتب إلى أن حكومة ترودو ليست وحيدة في اعتماد الإنفاق الكثيف حلاً لتنشيط الاقتصاد، فمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد تشيدان باستراتيجية الحكومة الكندية في مجال الاستثمارات العامة على حساب خيار التقشف.

وزير المالية الكندي بيل مورنو متحدثاً في مجلس العموم في أوتاوا (أرشيف)
وزير المالية الكندي بيل مورنو متحدثاً في مجلس العموم في أوتاوا (أرشيف) © CP/Adrian Wyld

ولا شك أن الوزير مورنو سُرّ بسماع حاكم بنك كندا ستيفن بولوتز يقول إن البنى التحتية غير الملائمة تشكل أحد العوائق الرئيسية أمام نمو الاقتصاد الوطني وإن كندا لا تزال بعيدة جداً من الخط الذي يجب عدم تجاوزه في مجال الاستدانة الهادفة لتمويل الاستثمارات العامة. كما أن التقرير الأخير للمدير البرلماني للميزانية الفدرالية يدعم استراتيجية حكومة ترودو في هذا المجال، يضيف فيرلان.

ولم ينتظر وزير المالية صدور الدعم عن هاتيْن الجهتيْن المستقلتيْن، فهو أنشأ في آذار (مارس) الفائت المجلس الاستشاري في مجال النمو الاقتصادي الذي أصدر توصياته قبل أقل من أسبوعيْن من موعد التحديث الاقتصادي والمالي الذي سيقدمه الوزير.

وتوصيات المجلس هي من النوع الذي يرغب وزير المالية بسماعه، يقول فيرلان، ومن بينها إنشاء مصرف لتطوير البنى التحتية ووكالة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. لكن إذا كانت الثقة بالاستثمار في كندا غير متوفرة لدى الشركات الكندية التي "تنام" على 700 مليار دولار حسب وكالة الإحصاء الكندية، فكيف ستتكمن هذه الوكالة الجديدة من إقناع المتعهدين الأجانب بالاستثمار في بلادنا؟ وفي أي قطاعات؟ يتساءل فيرلان.

وفي مجال الهجرة، وكعلاج ليد عاملة تتقدم في السن، أوصى المجلس بزيادة عدد المهاجرين إلى كندا إلى 450 ألفاً سنوياً في غضون خمس سنوات، أي زيادة عددهم بنسبة نحوٍ من 50%.

ويرى فيرلان أن الوضع الاقتصادي سيكون في صلب حكم الكنديين على أداء حكومة ترودو، وأن التحدي الذي يواجه وزير المالية مورنو يكمن في تحقيق عوائد ملموسة من الاستثمارات في البنى التحتية بحلول موعد الانتخابات المقبلة في عام 2019. لكن المراسل البرلماني السابق يشكك بكفاءة المجلس الاستشاري الذي انشأه وزير المالية ويأخذ على هذا الأخير عدم إحاطة نفسه بممثلين عن الأوساط المالية والشركات واليد العاملة التي يريد مساعدتها، على حد تعبيره.

صحيفة ذي غلوب اند ميل: اتّفاق التبادل الحرّ على ضوء موقف مقاطعة والونيا منه:

في صحيفة ذي غلوب اند ميل الواسعة الانتشار والصادرة في تورونتو كتب الصحافي كونراد ياكابوسكي يقول إنّ والونيا لا تريد إغضاب كندا بل لديها خطّة أكبر من ذلك لإنقاذ أوروبا من نفسها.

وأدّى موقف الوزير رئيس مقاطعة والونيا بول مانييت إلى انفعال النُخَب العالميّة بعد أن حجب مانييت توقيع مقاطعته البلجيكيّة الصغيرة على الاتّفاق.

الوزير رئيس حكومة والونيا بول مانييت
الوزير رئيس حكومة والونيا بول مانييت © Reuters/Yves Herman

ومانييت انتقد بشدّة الاصلاحات المؤيّدة لقطاع الأعمال التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس، (وهما من أشدّ  المدافعين عن اتّفاق التبادل الحرّ الكندي الاوروبي)، رغم الاحتجاجات الواسعة التي قوبلت بها هذه الاصلاحات يقول كونراد ياكابوسكي في تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

وتبنّى مانييت "طريقا ثالثا لليسار الاوروبي بين استسلام هولاند إلى السوق من جهة واليسار المتمرّد والمحتجّ الذي يسعى لنسف النظام القائم تقول ذي غلوب اند ميل.

وتتحدّث الصحيفة عن براغماتيّة بول مانييت رغم إدراكه أنّ رفض مقاطعته للاتّفاق لبضع ساعات كان سيغرق الاتّحاد الاوروبي في أزمة وجوديّة.

وهدفه إنقاذ اوروبا من خلال إعادة شرعيّتها لدى الناخبين في مختلف أنحاء القارّة الذين يرون "اليوروقراطيّين" في بروكسيل كدمى في يد النخب المدفوعة بجدول أعمال الشركات تقول ذي غلوب اند ميل.

و يهدف بول مانييت إلى دفع تيّار اليسار السائد في اوروبا لإدراك المحاذير التي قد تنجم عن عدم وضع اجندة تعطي اولئك الذين تركتهم العولمة جانبا حجّة للقبول بها.

واتّفاق التبادل الحرّ الكندي هو مجرّد شعور بأضرار جانبيّة ينتاب الغرب الاوروبي  تقول ذي غلوب اند ميل.

والأفضل أن يأتي زواله على يد سياسي يريد إنقاذ اوروبا من أن يأتي على يد أشخاص من أمثال لوبين Le  Penيريدون تدميرها تقول الصحيفة.

وتختم الصحيفة مشيرة إلى أنّ بول مانييت أسدى خدمة كبيرة للغرب بغضّ النظر عمّا إذا كان الاتّفاق سيعيش ام سيموت.

صحيفة لودوفوار: بلجيكا واتّفاق التبادل الحرّ الكندي الاوروبي:

في صحيفة لودوفوار تعليق بقلم الصحافي جيرار بيروبيه يقول فيه إنّ مقاطعة والونيا متّهمة منذ أسبوع بأنّها تشلّ اوروبا بعدم توقيعها على اتّفاق التبادل الحرّ مع كندا.

وعلى ضوء البركسيت ومن بعده احجام والونيا عن توقيع اتّفاق التبادل مع كندا، ثمّة من يرى أنّ الاتّحاد الاوروبي ضعيف وهشّ.

وزيرة التجارة الدوليّة الكنديّة كريستيا فريلاند
وزيرة التجارة الدوليّة الكنديّة كريستيا فريلاند © PC/Adrian Wyld

فقد أصبح 500 مليون اوروبي دون صوت وأصبح توقيع الاتّفاق مرهونا بثلاثة ملايين ونصف مليون شخص في والونيا، يمثّلون 0،5 بالمئة من التبادل التجاري عبر الأطلسي بين كندا واوروبا تقول لودوفوار.

وفي موازاة ذلك، خطت اللجنة الاوروبيّة خطوة جديدة بالأمس على طريق مكافحة التهرّب الضريبي وتحقيق الاستفادة المثلى من الضرائب.

والاتّفاق لمكافحة التهرّب الضريبي هو الوحيد الذي يبدو فيه صوت الاتّحاد الاوروبي مسموعا تقول لودوفوار نقلا عن صحيفة لوموند الفرنسيّة.

وتمّ توقيع الاتّفاق تحت تأثير الضغط الشعبي بعد أن ملّ الناس أخبار الفضائح المتتالية.

وتتحدّث لودوفوار عن تناغم اجتماعي  واجماع في الرأي وترى أنّ الاجماع الاجتماعي مطلوب في اتّفاق التبادل الاوروبي الكندي خصوصا أنّ الرأي العام شعر بالغبن لأنّ المفاوضات بشأنه تجري بين خبراء وتحت رعاية مؤسّسات المجتمع المحلّي التي ترغم الحكومات على ربط سيادتها بآليّة تحكيم وحلّ الخلافات، ذات شفافيّة وحياديّة غير كاملة نوعا ما.

ففي منطقة اليورو، أظهرت مأساة اليونان فشل إجراءات التقشّف في غياب النموّ.

وأدّى ذلك إلى انتخابات العام 2015 عندما عجزت اثينا عن تحمّل العبء الاقتصادي والاجتماعي الذي فرضه عليها الدائنون قبل ستّ سنوات.

وأدّى ذلك إلى نظام  رقابة فدرالي يخضع لسيادة دول منطقة اليورو التسع عشرة.

وعلى الصعيد الاوروبي، فإنّ أزمة المهاجرين والبركسيت تضاف إلى الحذر إزاء الاتّفاقات التجاريّة الضخمة لإعادة الاتّحاد الاوروبي إلى النطاق الديمقراطي تقول لودوفوار.

وتنقل الصحيفة ما قاله أحد الخبراء لصحيفة لوموند من أنّه لا يمكن فرض التضامن.

وقد أظهر تحقيق اوروبي جرى في ربيع العام 2016  ونشرت نتائجه صحيفة لوموند أنّ ثلث الأوروبيّين فقط يثقون بالاتّحاد مقابل 57 بالمئة كانوا يثقون به عام 2007 تقول لودوفوار في ختام تعليقها.

مقاتلات روسية في سوريا
مقاتلات روسية في سوريا © PC/Pavel Golovkin

روسيا في الحملة الرئاسية الأميركية

تحت عنوان: "روسيا في الحملة الرئاسية الأميركية"، كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار جوليان توراي يقول:

إن فشل المفاوضات بين موسكو وواشنطن بشأن الوضع في سوريا، ومحاولات روسيا التأثير على الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، وإعادة النظر الروسية في اتفاقين نووين بين روسيا والولايات المتحدة، ترتدي طابع العودة إلى الحرب الباردة. فهل تمكن المخادع فلاديمير بوتين من الالتفاف على قوة الولايات المتحدة كما يؤكد المرشح الجمهوري دونالد ترامب؟

فخلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة، كرر ترامب موقفه القائل بأن الأعمال التي قام بها فلاديمير بوتين منذ سنتين أي ضم القرم وزعزعة الاستقرار في أوكرانيا والتدخل العسكري في سوريا، كشفت ضعف الولايات المتحدة وترددها في اتخاذ القرارات. لكن هذا التحليل حول تأثير روسيا على الساحة الدولية ليس جديا .

ويتابع جوليان توراي في لو دوفوار: لقد تمكنت روسيا منذ مطلع الشهر، من نشر نظام دفاعي جوي فعال في سوريا وستتمكن حاملة الطائرات الروسية  الوحيدة  من العمل بعد بضعة أيام في البحر المتوسط، وهذه التطورات تشكل عقبات جدية في وجه أية ضربات أميركية محتملة ضد نظام بشار الأسد كما تقلل من حظوظ فرض حظر جوي لحماية المدنيين التي يطالب بها المرشحان الأميركيان.

وفي هذا السياق، فإن خيار رد أميركي قوي على القصف الروسي السوري على حلب يبدو أنه استبعد خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض في الرابع عشر من الجاري وأن مصير حلب الكارثي يبدو أكيدا فإدارة أوباما تفضل التركيز على الحرب ضد "الدولة الإسلامية" والمعركة الدائرة حاليا لاستعادة الموصل والاستعداد لهجوم على معقل التنظيم في الرقة.

وزيرا الخارجية الروسية والسورية
وزيرا الخارجية الروسية والسورية © Sergei Karpukhin / Reuters

ويرى جوليان توراي أنه كما في سوريا وأوكرانيا، فاجأ استعراض القوة الروسي عددا كبيرا من المعلقين وغذى الهازئين من السياسة الخارجية الأميركية الشديدة الحذر، التي يعتمدها الرئيس أوباما وأن تصميم الرئيس الروسي وحسه بالمبادرة تعطيه أفضلية أكيدة على الولايات المتحدة الشديدة التردد وغير المجدية .

لكن روسيا كانت في وضع أفضل بكثير منذ ست سنوات. كان لها حليف مطيع في كييف بشخص الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وكانت على طريق التقارب مع حلف شمال الأطلسي ولعبت دورا  أساسيا في فرض عقوبات جديدة على إيران، والاقتصاد الروسي استعاد زخمه بعد أزمة العام 2008 وعلاقاتها التجارية تكثفت مع الولايات المتحدة وأوروبا. وكل هذا التقدم  ألغته عودة بوتين إلى الكرملين . واعتباره أن كل حركات المعارضة إن في الشرق الأوسط وإن في أوكرانيا هي من عمل المخابرات الأميركية دفعه إلى اعتماد سياسة القمع في الداخل كما في الخارج.

ويرى جوليان توراي أن تصرفات بوتين صبت في غير مصلحته: فكييف لن تعود إلى كنف روسيا بالرغم من العناصر الموالية لها في أوكرانيا، والحلف الأطلسي الذي مر في أزمة هوية بعد المغامرة الأفغانية استعاد سبب وجوده إزاء الاستفزازات الروسية لأوروبا، وتمديد حياة نظام الأسد بفضل التدخل الروسي  لن يمكنه من استعادة سيطرته على كافة الأراضي السورية الممزقة دون أن ننسى الانعكاس الكارثي على سمعة روسيا جراء مشاركتها في ارتكاب مجازر حرب خاصة في حلب.

ويعتبر جوليان توراي أن جهل دونالد ترامب  جعله يرى في فلاديمير بوتين زعيما قويا، بينما خبرة هيلاري كلنتون وواقعيتها يجب أن تجنبها الانخداع  بهذه القوة الوهمية وهي ستواصل، على خطى باراك أوباما، توجيه سياسة الولايات المتحدة الخارجية باتجاه منطقة آسيا الهادئ، والتركيز على التجارة الدولية والتغيرات المناخية  وهي ملفات أساسية لمستقبل العلاقات الدولية والتي تبدو فيها روسيا معزولة تماما وبدون تأثير يذكر، يخلص جوليان توراي مقاله في صحيفة لو دوفوار.

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.