الصاحي في صحيفة لابريس باتريك لاغاسي

الصاحي في صحيفة لابريس باتريك لاغاسي
Photo Credit: Radio-Canada

كيبيك:حريّة الصحافة مبدأ اساسي في المقاطعة

ما زالت ردود الفعل تتوالى في كندا  وبصورة خاصّة في كيبيك منذ أن وردت أنباء حول تعرّض الصحافي  باتريك لاغاسي من صحيفة لابريس للمراقبة الالكترونيّة من قبل شرطة مونتريال وبإذن من قاض محلّي في المقاطعة.

وجاء التنصّت على هاتف لاغاسي في إطار تحقيق بشأن الشرطي فيصل جيليدي الذي تشتبه الشرطة بأنّه يدلي بمعلومات لوسائل الاعلام.

وصباح اليوم، وقّع مدراء مكاتب التحرير في كبريات وسائل الاعلام في كيبيك بما فيها راديو كندا، رسالة مفتوحة اعربوا فيها "عن سخطهم وقلقهم حيال المراقبة الالكترونيّة التي تعرّض لها الصحافي في صحيفة لابريس باتريك لاغاسي.

يقول باتريك لاغاسي في مقابلة أجراها معه الصحافي في راديو كندا آلان غرافيل إنّه نعرّض للمراقبة لفترة ستّة أشهر من منتصف كانون الثاني يناير حتّى السابع من تموز يوليو الفائت ويضيف:

تمّ استهداف البيانات الوصفيّة وليس محتوى محادثاتي بل الأشخاص الذين اتّصلوا بي واتّصلت بهم والذين تبادلت معهم رسائل نصيّة.

وتمّ وضع لائحة بالأرقام وتمّ الاتّصال بشركات الهاتف لمعرفة أسماء اصحاب هذه الأرقام يقول الصحافي باتريك لاغاسي.

رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار
رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار © RADIO-CANADA/MATHIEU DION

ويؤكّد لاغاسي ردّا على سؤال أنّ ما من شيء يبرّر المراقبة الالكترونيّة للصحافي ويتابع قائلا:

في حال الاشتباه بأنّ الصحافي يقوم بنشاط إجرامي لا يتعلّق بمهنته من المؤكّد أنّه يتمّ التنصّت عليه ومراقبته لأنّ ما من أحد فوق القانون.

ولكنّ القوانين تعترف بعمل الصحافيّين وتعترف بأنّ حريّة الصحافة مهمّة.

ويتابع لاغاسي مشيرا إلى أنّه لم يسبق أن شهدت صحيفة لابريس تجسّسا على البيانات الوصفيّة شبيها بالذي جرى معه ولم يسبق أن أعطت قاضية الضوء الأخضر للشرطة لتقوم بذلك.

ويشير إلى أنّ الشرطة كانت تجري تحقيقا بشأن أحد عناصرها الذي كانت للصحافي علاقات معه.

واستندت الشرطة على ذلك فاستنتجت أنّ لاغاسي كان وراء التسريبات بعد أن أضاع أحد قادة الشرطة حقيبته، في وقت لم يكتب هو شخصيّا أبدا حول الموضوع كما يقول ويضيف:

كصحافي، شعرت بالإهانة وأجد الأمر مقلقا. وأنا لست من صحافيّي التحقيق وأجري أحيانا تحقيقات بسيطة وأكتب مقالات تغيظ منظّمات بما فيها جهاز شرطة مونتريال.

ويتابع باتريك لاغاسي مشيرا إلى أنّ ما جرى له يشكّل سابقة مقلقة و قد يروق للشرطة القيام بالمزيد من المراقبات الالكترونيّة كما يقول ويضيف:

هنالك اضطهاد للمصادر الصحافيّة في شرطة مونتريال. ويأتي جزء من جنون الارتياب هذا من بلديّة مونتريال.

فلو حدث في كلّ مرّة يصدر فيها خبر غير مأخوذ من بيان صحافي، أكان عن راديو كندا او شبكة تي في آ او صحيفة لابريس او سواها، ولا يروق لبلديّة مونتريال، أن يتّصل عمدة مونتريال بقائد الشرطة فيليب بيشيه للتعبير عن امتعاضه، فهذا يترك بالتأكيد مضاعفات على هيكليّة جهاز شرطة مونتريال وهذا ما قصدته عندما تحدّثت عن الارتياب يقول الصحافي في لابريس باتريك لاغاسي.

ويؤكّد أنّ المشكلة سياسيّة في جزء كبير منها ويعتبر أنّ  ردّ فعل العمدة دوني كودير يجب أن يكون هادئا لدى حصول تسريبات في وسائل الاعلام.

وزيرة العدل الكيبيكيّة ستيفاني فاليه
وزيرة العدل الكيبيكيّة ستيفاني فاليه © Radio-Canada

ويتابع موضحا بأنّه لم يقصد إطلاقا من كلامه أنّ العمدة طلب من قائد شرطة مونتريال أن يتجسّس على الصحافي بل أنّ بلديّة مونتريال تساهم في خلق هذه الأجواء التي تدفع بالبعض إلى اتّخاذ قرارات متهوّرة لم يسبق لها مثيل على غرار التجسّس على صحافي من صحيفة لابريس.

و تحدّث رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار بعد ظهر اليوم في مؤتمر صحافي عن الموضوع وطمأن الاعلاميّين والرأي العام إلى أنّه يدعمهم بقوّة ولا سيّما في مسألة حماية المصادر الصحافيّة، واشار ك إلى ثلاثة مبادئ رئيسيّة وأضاف بالقول:

هنالك بالطبع حريّة الصحافة، وقد مات الناس من أجلها وهذه حريّة أساسيّة ونحن حزب الحريّات وكانت لنا معارك سياسيّة حول الحريّات، والحريّة تلك أساسيّة بالنسبة للديمقراطيّة وتشمل حماية مصادر الصحافيّين قال رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار.

والمبدأ الثاني كما قال هو استقلاليّة القضاء ومبدأ فصل السلطات والمبدأ الثالث هو الحفاظ على استقلاليّة التحقيقات التي تجريها الشرطة تحت إشراف السلطات القضائيّة.

وأكّد على أهميّة تجنّب التعامل من منطلق حزبيّ مع هذا الملفّ ودعا الجميع إلى الحذر لا سيّما وأنّ هنالك اجراءات قضائيّة مستمرّة في هذه القضيّة.

وأوضح أنّ الحكومة اتّخذت مجموعة من الاجراءات من بينها إنشاء مجموعة عمل تضمّ خبراء برئاسة قاض، كما تضمّ ممثّلا أو اكثر عن جهاز الشرطة وعن وسائل الاعلام، يعملون جميعا تحت إشراف وزيرة العدل ستيفاني فاليه التي سوف تحدّد المهمّة الموكلة إليهم.

فضلا عن توجيهات ستصدر قريبا عن وزير السلامة العامّة الكيبيكي مارتان كواتو، ليكون الاعلاميّون في المستوى نفسه من حيث مذكّرات المراقبة مع المحامين والقضاة والنوّاب.

وأكّد  فيليب كويار رئيس حكومة كيبيك أخيرا على أهميّة إطلاق تدقيق حول عمليّات اجهزة الشرطة الثلاثة  الكبرى في كيبيك وهي جهاز شرطة مونتريال وجهاز شرطة مدينة كيبيك وجهاز شرطة كيبيك، في ما يتعلّق بمراقبة الصحافيّين ورفع تقرير بشأنه إلى مجموعة الخبراء لمساعدتها في عملها وفي رفع توصياتها بعد الانتهاء من اعمالها.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.