مقاتل يرفع علم تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في حلب

مقاتل يرفع علم تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في حلب
Photo Credit: Reuters / Khalil Ashawi

البلجيكيّة لارا باسيني: “في قلب داعش مع ابني”

"في قلب داعش مع ابني" عنوان كتاب بتوقيع البلجيكيّة لورا باسوني تروي فيه تجربتها عندما قرّرت الذهاب مع زوجها وابنها إلى سوريّا للانضمام إلى صفوف تنظيم "الدولة الاسلاميّة" لتسارع بعد ذلك للاتّصال بأهلها لطلب النجدة ومساعدتها على العودة إلى بلجيكا.

الصحافيّة في راديو كندا كاترين بيران تحدّثت إلى لارا باسوني التي وقّعت كتابها الذي يصدر في كيبيك منتصف الشهر الجاري بالاشتراك مع الصحافيّة في شبكة أر تي بي أف البلجيكيّة كاترين لورسينيول.

تقول باسوني إنّها اعتادت على إعطاء المقابلات وترى أنّه من المهمّ إعطاؤها وتضيف شارحة:

اعتقد أنّ الأمر مهمّ لأنّي لا أريد أن يرتكب الآخرون الأخطاء نفسها، ومن المهمّ التحدّث إليهم كي لا يلتحقوا بتنظيم "الدولة الاسلاميّة" في سوريا ولا ينفّذوا هجمات.

وتتابع باسوني فتقول إنّها أصيبت بالاكتئاب بعد انفصالها عن زوجها الذي رفض الاهتمام بولدهما.

والتقت بعد ذلك في بروكسيل بشخص ينشط في تجنيد أتباع لتنظيم "الدولة الاسلاميّة"  كما تقول وتضيف:

لقد عرّفني إلى تنظيم "الدولة الاسلاميّة" من خلال شرائط فيديو دعائيّة تصوّر النساء في السوق وأقنعني أنّ بإمكاني أن أعمل كممرّضة وأساعد الشعب السوري وكان ذلك في حزيران 2014 قبل الخلافة تقول لارا باسوني.و كان من الممكن  لأتباع التنظيم بيع الأحلام  ولم تكن أعمال ذبح الرهائن الأجنبيّة والأعمال الوحشيّة بعد في دائرة الضوء الاعلامي.

وتقول لارا باسوني إنّها اعتنقت الاسلام  عندما تعرّفت إلى والد طفلها الأوّل.

وبعد أن تركته، تعرّفت عبر الانترنت إلى شخص يدعى أسامة هو غير الشخص الذي جنّدها كما تقول وتضيف:

عندما تعرّفت إلى أسامة كان يعاني من خيبات هو الآخر وقاموا بتجنيدنا والتلاعب بنا وقرّرنا أن نبدأ من الصفر وأن نذهب إلى سوريّا ونبدأ حياتنا من جديد.

وتروي لارا باسوني تفاصيل الرحلة التي حملتها بالقطار والباخرة إلى تركيّا حيث نقلهم أنصار تنظيم "الدولة الاسلاميّة" من هنالك إلى سوريا.

وتفاجأت كثيرا بالواقع الذي عايشته والمختلف كليّا عمّا صوّره لها الشخص الذي جنّدها.

الصحف الاوروبيّة في يوم بعد الهجمات الارهابيّة التي استهدفت مطار بروكسيل
الصحف الاوروبيّة في يوم بعد الهجمات الارهابيّة التي استهدفت مطار بروكسيل © Getty Images/Philippe Huguen

وأدركت بعد نحو شهر أنّه كان كاذبا وأدركت حجم الورطة التي وقعت فيها كما تقول وتضيف:

لا يحقّ للنساء الخروج من المنزل ومهمّتهنّ تقضي فقط بإنجاب الأولاد للدولة الاسلاميّة .وعندما يموت الزوج، تُنقل الزوجة إلى دار النساء ويتمّ تزويجها قسرا لرجل آخر، وهكذا تعيش النساء هنالك.

وتضيف أنّ زوجها كان يتابع دورة تدريب طوال شهرين ولم تتمكّن من رؤيته، وتمّ التلاعب بأفكاره إلى أن بدأ شيئا فشيئا يرى الواقع الصعب، خصوصا عندما علم أنّهما سوف يرزقان بطفلهما حيث هما وفي غياب الخدمات الصحيّة الضروريّة.

وتضيف أنّها كانت تخشى على ولدها البكر ابن الأربع سنوات لأنّها لا تريد أن يتحوّل إلى إرهابيّ عندما يبلغ الثانية عشرة من العمر وهو سنّ تجنيد الأطفال لدى التنظيم.

وأضافت أنّها كانت تخشى القصف المدفعي وتفتقد بشدّة عائلتها، وبدأت تصارح زوجها بمخاوفها.

وتجاوب الزوج من جهته معها لأنّه بدأ يفتح عينيه على الحقيقة المرّة كما تقول.

وفشلت محاولتها الأولى للهرب لأنّها كانت بمفردها، وهربت في المرّة الثانية مع زوجها.

ودخول سوريّا أسهل من الخروج منها كما تقول وتضيف:

كان أهلي في تركيّا وكان هنالك أشخاص ساعدونا بواسطة شخص في تركيّا يعرف ضابطا في الجيش على اجتياز الحدود.

وتتابع قائلة إنّ سلطات الأمن البلجيكيّة اوقفتها لدى وصولها إلى بروكسيل طوال 24 ساعة واستجوبتها وأطلقت سراحها بشروط.

ووضعت طفلها وحصلت مؤخّرا على حقّ السلطة الأبويّة على ولديها بعد أن كانا تحت وصاية جدّيهما وتضيف:

هنالك مؤسّسة تراقب كيف أربّي اطفالي  وإن كنت متشدّدة وكيف أرى المستقبل.

وما زال لديّ اليوم و بعد ستّة أشهر حقّ حضانة أطفالي وسوف أبقى تحت المراقبة وتحت الشروط القضائيّة لمدّة خمس سنوات تقول الكاتبة البلجيكيّة

لارا باسوني.

وتؤكّد أنّ ماضيها ما زال يثير الحذر وتتفهّم مراقبة الشرطة لها وأنّ التجربة التي عاشتها كانت صعبة للغاية.

وفي ختام حديثها لراديو كندا، تقول لارا باسوني إنّها تقوم بحملات توعية في المدارس  ولدى الشباب في محاولة للتكفير عمّا قامت به، بعد أن فتحت صفحة جديدة من حياتها.

استمعوا
فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.