واصلت الصحف الكنديّة اهتمامها بأخبار فوز المرشّح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأميركيّة.
في صحيفة لابريس كتب باتريك لاغاسي يقول إنّه يوم شاهد المناظرة التلفزيونيّة الأولى بين ترامب ومنافسته هيلاري كلنتون، اعرب عن أمله في ألاّ يفوز ترامب في الانتخابات واعرب عن اعتقاده بأنّه سيربح.
وسخر الكثيرون منه وظنّوا أنّه لا يفهم بالسياسة الأميركيّة ، وربّما أنّ سواه لا يفهم الأميركيّين كما يقول.
ويضيف أنّه لم يكن ممكنا أن نتفاجأ بفوزه، وأنّ الفوز كان متوقّعا منذ أن اصبح ترامب مرشّح الحزب الجمهوري.
وكلّ العارفين بالسياسة الأميركيّة وجدوا أنفسهم في عالم مواز مع مرشّح أشبه بشخص قادم من الفضاء لم يكن سياسيّا في يوم من الأيّام.
وأخطأوا عندما حاولوا تحليل مواقفه بمنظار السياسة التقليديّة يقول باتريك لاغاسي في تعليقه في صحيفة لابريس.
ومن السذاجة القول بأنّ ترامب فاز لأنّه تحدّث عن رفضه للتبادل الحرّ وعن المجموعات المنسيّة التي فقدت وظائفها وتخشى على مستقبلها.
ووجد الكثيرون من الذين ينتقدون السود والمسلمين والنساء والمعاقين في ترامب شخصا مثلهم يكره ويسحق كلّ ما يكره.

ويعتبر لاغاسي أنّ هيلاري كلينتون هي سبب آخر لفوز ترامب، لأنّها لا تعرف كيف تفوز في الحملات الانتخابيّة.
وسبق أن خسرت في وجه منافسها باراك اوباما الذي لم يكن معروفا كثيرا في حينه، ترشيح الحزب الديمقراطي لها عام 2008.
ودوما مع صحيفة لابريس وتعليق كتبه فانسان ماريسال يتحدّث فيه عن العلاقات الكنديّة الأميركيّة ويعطي تصوّرا لأوّل لقاء بين جوستان ترودو ودونالد ترامب.
يقول ماريسال إنّ رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو شاب ليبرالي و"نسوي" Féministe وتقدّمي عازم على مكافحة التغيير المناخي ، ويضع اتّفاقات التبادل الحرّ في اولويّاته.
بالمقابل، دونالد ترامب ملياردير محافظ في السبعين من العمر يدلي بتصريحات مهينة بحقّ المرأة والمكسيكيّين والمسلمين ويعارض الأسواق وغير مبال بمكافحة التغيير المناخي.
ويشير فانسان ماريسال إلى أنّ الأميركيّين والكنديّين لا يتّفقون دوما في مواقفهم السياسيّة رغم أنّهم أفضل جيران وأفضل أصدقاء وأفضل حلفاء اقتصاديّين يتبادلون أطول حدود بين بلدين في العالم.
وكان متوقّعا ألاّ تستمرّ العلاقات بين البلدين على ما هي عليه حاليّا بين جوستان ترودو والرئيس اوباما، أيّا كان الفائز بالرئاسة الأميركيّة.

وفوز هيلاري كلينتون لو حصل كان ربّما أهونَ الشرّين بنظر الكنديّين يقول فانسان ماريسال في ختام تعليقه في صحيفة لابريس.
صحيفة ذي غلوب أند ميل رأت أنّ فوز ترامب يحمل أخبارا جيّدة وأخرى سيّئة بالنسبة لكندا.
والخبر الجيّد يتعلّق بأنبوب كيستون أكس أل لنقل النفط الخام من الغرب الكندي نحو مصافي النفط في جنوب الولايات المتّحدة.
فالديمقراطيّون عارضوا إنشاء الأنبوب مخافة أن يخسروا من رصيدهم السياسي بسبب معارضة دعاة البيئة له.
ودونالد ترامب قال إنّه سيبدأ بإنشاء الأنبوب في اليوم الأوّل لتسلّمه السلطة.
وإنشاء الأنبوب يحلحل الجمود الاقتصادي والسياسي بالنسبة لحكومة جوستان ترودو ولصناعة النفط الكنديّة تقول ذي غلوب اند ميل.
وتتابع مشيرة إلى أنّ موقف ترامب من حماية البيئة يطرح مشكلة لكندا.
فترامب يعارض تقليص الانبعاثات الملوّثة من خلال فرض ضريبة الكاربون والتخلّي تدريجيّا عن توليد الكهرباء من الفحم الحجري.
وحكومة جوستان ترودو تدفع المقاطعات لكي تسير في الاتّجاه المعاكس تقول ذي غلوب اند ميل.
صحيفة ذي ناشونال بوست تتحدّث عن المفاجأة التي أحدثها فوز ترامب والتي يرى المراقبون أنّها قد تدخل الولايات المتّحدة في ثورة ثانية.
والثورة هي ما تعهّد به ترامب في حملته الانتخابيّة وهو بلا شكّ ما صوّت له الأميركيّون.
ولم يقدّم صاحب الأعمال النيو يوركي سوى القليل ما عدا الإطاحة بطريقة العمل كالمعتاد Business- as- usual لتبرير تفضيله على منافسته هيلاري كلينتون.
وكان الاشمئزاز من واشنطن الرسميّة شديدا لدرجة دفعت الأميركيّين للتصويت لصالح ترامب دون أن يعرفوا ماذا سيكون البديل تقول ذي ناشونال بوست.
و الثورات خطيرة لأنّ ما من أحد يعرف ما الذي سيليها.
ونظرا لقدرات ترامب المحدودة وعدم رغبته في إصلاحها، يتعيّن عليه إن أراد أن يطمئن الغرب أن يختار فريقا مرموقا من الرجال والنساء هم في وضع أفضل منه ليحكموا البلد تقول ذي ناشونال بوست.
استمعواشريط فيديو لمظاهرة معادية لدونالد ترامب في الولايات المتّحدة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.