تواصل الصحف الكنديّة اهتمامها بنتائج الانتخابات الأميركيّة وفوز دونالد ترامب بالرئاسة.
وتكثر التعليقات والتحليلات حول المرحلة المقبلة على أكثر من صعيد بما في ذلك العلاقات الكنديّة الأميركيّة.
صحيفة ذي ناشونال بوست نشرت تعليقا بقلم ستيفن غوردن أستاذ الاقتصاد في جامعة لافال يقول فيه إنّ على اوتاوا أن تستعدّ للمضاعفات التي قد يؤدّي إليها فوز ترامب على الاقتصاد.
ومعارضة ترامب للتجارة الحرّة ستترك على المدى البعيد مضاعفات على المداخيل حول العالم، وسوف تتأثّر كندا بها بشدّة.
وتستبعد الصحيفة أن يكون التأثير فوريّا وترى أنّ خطّة ترامب لوضع العصي في دواليب التجارة الدوليّة، وبخاصّة التبادل التجاري مع كندا، سوف يكون لها التأثير نفسه كالتراجع التقني.
والتبادل التجاري أقلّ اهميّة بالنسبة للولايات المتّحدة منه لكندا وحجم الأرقام المتداولة هو أقلّ من الأرقام في كندا: اقتطاعات في الضرائب تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات وزيادة في الانفاق تفوق التريليون دولار.
ولم يكن الكونغرس الأميركي ليسمح للرئيس اوباما أن يعطي حوافز بهذا الحجم.
وخطّة ترامب تعتمد على تخفيض الضرائب وزيادة الانفاق على التسلّح والانفاق أقلّ على البنى التحتيّة تقول ذي ناشونال بوست.
و قد يمتدّ تأثير بعض الحوافز التي يعتمدها ترامب إلى كندا ولكنّ حجم التأثير يبقى مرهونا بعدد من العوامل، من بينها مدى نجاح كندا في الحصول على اعفاءات ومعاملة خاصّة في وقت تقيم فيه واشنطن الحواجز التجاريّة مع باقي العالم.
ودوما مع صحيفة ذي ناشونال بوست وتعليق بقلم مورين داود تتحدّث فيه عن يأس الرئيس اوباما وهو يتأمّل كلّ انجازاته تذهب هباء على يد رجل يشعر اوباما نحوه بالازدراء.
و قد سعى الرئيس اوباما لإقناع ترامب وانعكس الاطراء ايجابا على ترامب الذي قال للصحافيّين إنّه كان مرتاحا للقائه بالرئيس اوباما.
وأضاف ترامب أنّ اللقاء استمرّ ساعة ونصف بدل خمس عشرة دقيقة كما كان محدّدا.
وتشير الصحيفة إلى أنّ الاطراء نجح و ترامب ليّن موقفه في أوّل مقابلة صحافيّة أعطاها بعد فوزه.
وقال إنّه لن يلغي برنامج الرعاية الصحّية اوباماكير برمّته كما كان قد تعهّد به خلال حملته الانتخابيّة.
وهنالك عنصران في القانون يحظيان بالشعبيّة لا يحلم الجمهوريّون بإلغائهما تقول ذي ناشونال بوست.
وتتحدّث عن سحر الرئيس اوباما ولياقته والانطباع القوّي الذي تركه على الرئيس المنتخب.
وترى أنّه يستحيل بالرغم من ذلك أن نتوقّع متى يمكن أن تصدر تغريدة سيّئة عن ترامب.
وننتقل إلى صحيفة لودوفوار وإلى تعليق بقلم المحلّل السسياسي والصحافي فرانسوا بروسو يقول فيه إنّ وقت الأسئلة قد حان بعد المفاجأة التي أحدثها فوز ترامب.
ويرى أنّ الحدث ضخم لدرجة يصعب فهمه ومعرفة مضاعفاته المحتملة قبل وقت طويل.
كيف سيكون ترامب الحقيقي في السلطة؟ هل سيكون نفسه كما كان خلال الحملة الانتخابيّة؟
هل سيكون هنالك مفعول الدومينو على المستوى الوطني؟ هل سنشهد بعد البركسيت وترامب "الثورة الشعبيّة الكبرى ضدّ النّخب" في فرنسا والنمسا وسواهما؟
وهل سنشهد "امميّة المستبدّين" وأخويّة ترامب- بووتين- اردوغان والسيسي يتساءل فرانسوا بروسو في تعليقه في صحيفة لودوفوار.
وتتحدّث الصحيفة عن احتجاج شعبي ضدّ المنحى الذي اتّخذه الاقتصاد العالمي.
والعداء للعولمة يظهر اليوم في أوساط اليمين أكثر منه في اليسار.
وتتحدّث لودوفوار عن حدث لا يجري الحديث كثيرا عنه وهو أنّ دونالد ترامب هو خامس رئيس اميركي والثاني منذ القرن التاسع عشر الذي فاز بعدد من الأصوات أقلّ من منافسته.
ولا يمكن الحديث عن انهيار ديمقراطيّ بالنسبة لهيلاري كلينتون حسب قول فرانسوا بروسو الذي يشير إلى جنون نظام انتخابي مجزّأ في الولايات المتّحدة.
ولنتصوّر موقف ترامب الذي تحدّث طوال حملته عن نظام انتخابي مزوّر، لو خسر الانتخابات.
ويختم فرانسوا بروسو تعليقه في لودوفوار بتغريدة كتبها ترامب على موقع تويتير تقول: "المجمع الانتخابي كارثة للديمقراطيّة".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.