كيبيك: ردود الفعل تتوالى بشأن المشروع السكني للمسلمين

تناقلت وسائل الاعلام في كيبيك يوم أمس أخبارا عن مشروع سكني مخصّص للجاليات المسلمة في منطقة مونتيريجي الواقعة في جنوب غرب مقاطعة كيبيك.

وقد أفادت معلومات حصل عليها راديو كندا أنّ المتعهّد نبيل وردة يرغب في شراء قطعة أرض لتطوير مجمّع سكني للجاليات المسلمة وأنّ المصليّن في مسجد بروسار تلقّوا رسالة الكترونيّة بهذا المعنى تدعوهم لإبداء رأيهم في المشروع.

واثار الخبر العديد من ردود الفعل في كيبيك، وأكّد رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار معارضته لمشروع حيّ مسلم لأنّ ذلك يتعارض مع الاختلاط ومبادئ الاندماج التي تنادي بها حكومته.

كما أعرب حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك والحزب الكيبيكي وهما حزبا المعارضة في الجمعيّة الوطنيّة الكيبيكيّة عن معارضتهما للمشروع السكني.

الصحافي في تلفزيون راديو كندا باتريس روا أجرى مقابلة مع المتعهّد نبيل وردة الذي يقول إنّه يرغب في تطوير مشروع يتيح أمام الناس العيش معا وكان من الطبيعي أن يتوجّه إلى الزبائن الأقرب إليه وإلى الأشخاص الذين يعرفونه منذ نحو 20 عاما ويضيف:

هنالك حاليّا الكثير من العائلات المسلمة التي تعجز عن شراء منزل ليس لنقص في الماديّات بل لأنّها تعتبر من خلال تفسيرها للقواعد الدينيّة أنّ الفوائد المصرفيّة هي بمثابة الرّبى.

وينفي نبيل وردة ردّا على سؤال أن يكون مشروعه مخصّصا للجاليات المسلمة دون سواها ويضيف:

المشروع ليس حكرا على المسلمين بل هو مفتوح لكلّ من يرغب في العيش بسلام مع احترام طريقة عيش المحيطين به كما هو قائم في المجتمع.

وينفي أن يؤدّي المشروع إلى الانعزال وإلى خلق غيتو ويؤكّد أنّه يرفض الانطواء على الذات وأنّه مندمج في المجتمع على غرار كلّ المقيمين إلى جانبه.

ويطرح الصحافي في صحيفة لابريس بول جورنيه في حديث لتلفزيون راديو كندا سؤالين حول المشروع السكني ونستمع إلى ما يقوله:

لماذا يريد أبناء الجالية إنشاء محيط عيش صغير يربط في ما بينهم والسؤال الثاني هو بشأن غير المسلمين وإن كان مرحّبا بهم وإلى أيّ مدى.

ويشير الصحافي بول جورنيه إلى مجموعات عرقيّة ودينيّة أخرى تعيش في محيطها الخاص ومن بينها اليهود الحاسيديم والجالية الصينيّة التي طوّرت أحياءها.

ولكنّ هذه الأحياء تطوّرت مع الوقت وليس من خلال مشروع خاص قام به أحد المتعهّدين يقول الصحافي بول جورنيه ويتابع قائلا:

أودّ أن أعرف موقع أبناء الجاليات الأخرى وإن كان مرحّبا بها وما المقصود بالقول إنّه يتعيّن أن يعيش أبناء الجاليات الأخرى وفق قيم.

وأؤكّد على أنّ المشروع السكني للجاليات المسلمة ليس فريدا يقول الصحافي في صحيفة لابريس بول جورنيه.

ويقول الصحافي في صحيفة لابريس فانسان ماريسال إنّ الأحياء الصينيّة موجودة في معظم المدن حول العالم ولكنّها تطوّرت بصورة طبيعيّة وليس على أساس ديني أو على يد متعهّد خاص.

وهدفت إلى تعزيز التعاون بين ابناء الجالية الواحدة ولكنّها قادت أحيانا كثيرة إلى نشوء الغيتو.

والمشروع السكني الذي نحن بصدده يهدف لنقل أبناء الجاليات المسلمة من غيتو يقيمون فيه حاليّا كمستأجرين إلى غيتو آخر يصبحون فيه مالكين يقول فانسان ماريسال ويضيف:

كلمة غيتو موجودة ونبقى فعلا في الغيتو. وسمعت السيّد وردة يقول في مقابلة إنّه لا مشكلة في وجود 20 بالمئة من غير المسلمين شرط أن يحترموا قيم الجالية.

ولو حصل العكس وطرح متعهّد ما مشروعا مخصّصا للكاثوليك الناطقين بالفرنسيّة ، ولا مشكلة في وجود 20 بالمئة من المسلمين فيه شرط أن يحترموا قيمنا، لكان الأمر أثار ردود فعل مختلفة عمّا نراه حاليّا.

ويشير الصحافي في تلفزيون راديو كندا سبستيان بوفيه إلى أنّ الحديث عن الاسلام حسّاس للغاية  وصورة الاسلام ليست دوما مشرقة وهذا عن غير حقّ يقول بوفيه ويضيف:

الأغلبيّة الساحقة من المسلمين ليسوا إسلاميّين متشدّدين وهم أناس عاديّون يعيشون ديانتهم ولكنّهم مندمجون في المجتمعات التي يقيمون فيها.

والأمر حسّاس لدرجة أنّ مواقف الحكومة اختلفت بشأنه يقول الصحافي في تلفزيون راديو كندا سيبستيان بوفيه.

ويشير إلى أنّ وزير الصحّة غايتان باريت لم ير مشكلة في المشروع.

ولكنّ الوزير عدّل موقفه اليوم بعد أن أعلن رئيس الحكومة الكيبيكيّة أنّه لا يقبل به.

ورأى وزير الشؤون البلديّة مارتان كواتو من جهته أنّ مشروعا يستثني بعض الأشخاص لأيّ اعتبار، دينيّا كان او غير دينيّ هو مشروع غير مقبول.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا

ي الصحافي في تلفزيون راديو كندا باتريس روا يتحدّث عن المشروع السكني  المخصّص للمسلمين مع المتعهّد نبيل وردة والصحافيّين بول جورنيه وفانسن ماريسال وسيبستيان بوفيه