هي ثالث زيارة يقوم بها رئيس حكومة كندية إلى جزيرة كوبا. فبعد الزيارة التاريخية التي قام بها والده، رئيس الحكومة الأسبق بيار إليوت ترودو عام 1976، وزيارة رئيس الحكومة الأسبق جان كريتيان عام 1998، قام اليوم جوستان ترودو بزيارة رسمية إلى الجزيرة حيث استقبل استقبال الأصدقاء والحلفاء على الصعيدين الرسمي والشعبي كما استقبل والده عام 1976 ، وكان أول رئيس دولة من حلف شمال الأطلسي يزور كوبا الشيوعية:"تحيا كوبا"

هذه التحية التي وجهها بيار ترودو من هافانا، والزيارة التي قام بها، أغضبت يومها الإدارة الأميركية كما يقول الوزير السابق في حكومة ترودو، مارك لالوند الذي يشرح سبب الزيارة وأهدافها:
"لم توافق كندا أبدا على سياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا التي كانت تخشى الشيوعيين اينما كانوا، ولا ننسى أن فيديل كاسترو في بدايات عهده، لم يكن شيوعيا إنما كان اشتراكيا اجتماعيا، وكان الكثيرون هنا، وبخاصة المثقفون الكيبيكيون يميلون إلى هذا التوجه الاجتماعي الذي لم يكن يقلقنا إضافة إلى أن مؤسساتنا الكندية لم تتعرض للمصادرة والتأميم كما تعرضت له الشركات الأميركية. وجاءت الزيارة في زمن كانت فيه غالبية دول أميركا اللاتينية والكاريبية تحت حكم أنظمة ديكتاتورية يمينية وكنا نرى في انتصار الثورة الكوبية تطورا إيجابيا والتخلص من نظام ديكتاتوري فاسد مرتبط بالمصالح الأميركية، وهدفت الزيارة إلى تأكيد استقلاليتنا عن الأميركيين.".

وكما الأمس، كذلك اليوم، وكما الوالد كما الإبن، الأهداف نفسها كما يقول مراسل هيئة الإذاعة الكندية البرلماني لوي بلوان:
" يسعى ترودو إلى التأكيد على أن العلاقات ما زالت متينة وإلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين كندا وكوبا التي شهدت ركودا في السنوات القليلة الماضية بالرغم من مئات آلاف السياح الكنديين والاستثمارات الكندية في قطاع المناجم، لكن الحكومة تسعى إلى توسيعها كما أن الزيارة تهدف إلى مواصلة التركيز على استقلالية كندا عن سياسة الولايات المتحدة الخارجية. وهذا الموقف يلقى ارتياحا في أوساط الكوبيين الذين يعولون على حليفهم الكندي لمواجهة احتمال وقوع خلافات بين بلادهم والإدارة الأميركية المقبلة".
ويؤكد وزير الخارجية ستيفان ديون هذا الهدف، وبخاصة مع وصول إدارة جديدة إلى البيت الأبيض قائلا:
"نحن سنواصل عملنا كما نريده وسنرى ما ستفعله الإدارة الأميركية مع كوبا".
هذا ويؤكد معظم المراقبين أن الزيارة ستكون ناجحة ومثمرة، ليس فقط لأنها تضمن مصلحة الطرفين، إنما جراء العلاقة التاريخية التي تربط كوبا بعائلة ترودو وامتنان فيديل كاسترو من موقفه الإيجابي من كوبا في خضم خلافها مع الولايات المتحدة:

"لم ننس ولا يمكننا أن ننسى أبدا أنه خلال سنوات الحصار الصعبة دولتان فقط من النصف الغربي للكرة الأرضية حافظتا على علاقاتهما معنا، هما كندا والمكسيك"، قال فيديل كاسترو خلال زيارة بيار ترودو التاريخية إلى كوبا. وهذا الاعتراف بالجميل حمله على المجيء إلى مونتريال عام 2000 للمشاركة، على غير عادة، بمأتم بيار إليوت ترودو، وعلى غير عادة أيضا باللباس المدني لا العسكري.
راديو كندا الدولي – هيئة الإذاعة الكنديةاستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.