Photo Credit: راديو كندا الدولي/RCI

أقوال الصحف ليوم السبت 19-11-2016

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.

صحيفة لودوفوار: معركة الموصل ومعاناة المدنيّين

تنوعّت اهتمامات الصحف الكنديّة بين شؤون محليّة ودوليّة وافردت حصّة كبيرة لفوز دوونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركيّة دون أن تغيب عنها شؤون الشرق الأوسط.

صحيفة لودوفوار  نشرتتعليقا بقلم جان بتيست لاكومب مسؤول البرامج الانسانيّة في مؤسّسة اوكسفام كيبيك يتناول فيه الوضع الانساني في الموصل.

تقول الصحيفة إنّ انظار العالم متّجهة مرّة أخرى نحو شمال العراق والبلد على منعطف آخر في تاريخه المضطرب.

وقد بدأت القوّات العراقيّة مدعومة بقوّات التحالف بما فيها كندا، معركة استعادة  مدينة الموصل التي سقطت بأيدي تنظيم "الدولة الاسلاميّة" منذ العام 2014.

وكثيرة هي التحليلات الجيوسياسيّة لموازين القوى في هذه المرحلة البالغة الأهميّة.

وتنسينا هذه التحليلات أنّ أوّل المتضرّرين هم النازحون العراقيّون الذين بلغ عددهم 34 ألف نازح منذ انطلاق المعركة منتصف تشرين الأوّل اكتوبر الماضي تقول لودوفوار.

ومن غير المستبعد أن يصل العدد إلى 200 ألف نازح يضافون إلى 3، 3 ملايين شخص هجّرتهم الحرب في العراق.

نيران تتصاعد في قرية بضواحي الموصل جرّاء القصف في 24-10-2016
نيران تتصاعد في قرية بضواحي الموصل جرّاء القصف في 24-10-2016 © Reuters / Ahmed Jadallah

ويصعب على العراقيّين أن يختاروا بين النزوح والبقاء.

والبقاء يعني أنّهم يتعرّضون للقصف ويعلقون بين نيران الأطراف المتقاتلة ويعانون نقص المياه والمواد الغذائيّة، ويواجهون خطر استخدامهم كدروع بشريّة، دون أن ننسى الصراعات السياسيّة للحكم في الموصل تقول الصحيفة.

وتشير إلى أنّ وجود  القليل من الممرّات الآمنة لتنقّل المواطنين يعرّضهم لنيران القنّاصة وللقنابل التي لم تنفجر والألغام المضادّة للأفراد.

وتتحدّث الصحيفة عن  إجراءات التفتيش مع النازحين عن الموصل، وعن حالات اعتداء على نساء وأطفال، وعن فصل الرجال والشباب للتحقيق معهم ، قبل أن ينتقل الجميع إلى أحد المخيّمات.

وامتلأت المخيّمات الثلاثة عشر التي تمّ إنشاؤها لمواجهة الأزمة وتعاني معظمها من نقص في الأموال اللازمة لتقديم الخدمات الأساسيّة للنازحين الجدد.

وتشير لودوفوار إلى أنّ مؤسّسة اوكسفام موجودة في العراق منذ بداية الاحتلال وتتنقّل حسب وتيرة المعارك لتقديم المساعدات الطارئة للضحايا.

وساهمت في إصلاح البنى التحتيّة لإمدادات مياه الشرب في العديد من القرى التي تستعر فيها المعارك.

كما وفّرت المساعدات الأوليّة للعائلات الهاربة من القتال والعائلات العائدة إلى ديارها بعد أن فقدت كلّ شيء.

وتشكّل موجة النازحين الجديدة تحدّيا كبيرا للمؤسّسات التي تعمل على الأرض بوسائل محدودة.

وتقدّر اوكسفام كيبيك بتسعة ملايين دولار قيمة المبلغ المطلوب لضمان أمن السكّان و لتأمين حاجاتهم من مياه الشرب والمواد الغذائيّة وسواها.

ويرى مسؤول اوكسفام جان باتيست لاكومب في تعليقه في صحيفة لودوفوار أنّه يتعيّن أن تستخدم الحكومة الكنديّة ثقلها الدبلوماسي لتشجيع إقامة ممرّات هروب آمنة فضلا عن المساهمة في قدرات الاستقبال في المخيّمات نظرا لتدفّق اللاجئين الكثيف حاليّا.

ويختم لاكومب مشيرا إلى أنّ استعادة الموصل لا تعني انتهاء معاناة اللاجئين.

ويتوقّع أن يستمرّ النزوح وأن تتعاظم الاحتياجات مع اقتراب فصل الشتاء.

الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 08-11-2016
الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 08-11-2016 © Getty/Getty Images News/Joe Raedle

ذي ناشونال بوست: الولايات المتّحدة تريد البقاء لوحدها

في صحيفة ذي ناشونال بوست كتب تيري غليفين يقول إنّ الكنديّين ما زالوا كما العالم تحت وطأة نتائج الانتخابات الرئاسيّة في الولايات المتّحدة التي شكّلت مفاجأة للجميع.

وفوز ترامب يعني حسبما قال رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو أنّ الطبقة الوسطى تريد أن تستمرّ في السير قدما.

وتنقل الصحيفة عن ترودو قوله إنّنا "سنواصل العمل مع الناس في جميع أنحاء العالم وسنعمل مع جيراننا، وسوف أعمل مع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ونحن نمضي قدما في طريق إيجابيّة ليس للكنديّين والأميركيّين فحسب وإنّما للعالم بأسره".

وترى ذي ناشونال بوست أنّه لن يكون هنالك "عمل كالمعتاد" Business as usal بين الولايات المتّحدة وكندا والحقيقة المؤلمة أنّ لا أحد لديه فكرة عمّا سيعنيه انتخاب ترامب بالنسبة لكندا.

فهو يريد إعادة التفاوض بشأن اتّفاق التبادل الحر بين دول اميركا الشماليّة المعروف بالنافتا الذي مضى على توقيعه اثنان وعشرون عاما.

وترى ذي ناشونال بوست أنّ النظام العالمي الذي نشأنا عليه لم ينته الأسبوع الماضي مع فوز ترامب.

وتضيف أنّ  الكليبتوقراطيّة أي نظام اللصوص في الصين سيطر على المنظّمة الدوليّة للطيران المدني ومنظّمة الصحّة العالميّة والانتربول.

وقد يكون ترامب دمية بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولكنّ وزير الخارجيّة جون كيري وليس أحدا من حملة ترامب، هو الذي تسوّل لدى بوتين لترتيب التعاون في القتل الجماعي للشعب السوري تقول الصحيفة.

وتنحو باللائمة على سياسة الرئيس اوباما في تراجع دور مجلس الأمن الدولي في النظام العالمي القائم.

وترى أنّ على الكنديّين أن ينظروا بطريقة أخرى إلى الاضطرابات في الولايات المتّحدة، وأن يبقوا بعيدين عنها.

وعلى الكنديّين أن يتعاملوا بعد اليوم مع ترامب الذي أثار فوزه تصريحات مرتاحة من قبل روسيا وحرّاس الثورة في ايران  وتنظيم القاعدة والبعثيّين في سوريا ومنظّمة كو كلوكس كلان تقول ذي ناشونال بوست.

مسجد بروسار
مسجد بروسار © CENTRE COMMUNAUTAIRE ISLAMIQUE DE BROSSARD

"ها قد عدنا إلى زمن الغيتويات"

تحت عنوان " ها قد عدنا إلى زمن الغيتويات"، علق المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال ريشار مارتينو، بسخرية، على مشروع بناء مساكن للمسلمين في ضاحية مونتريال الجنوبية، قال:

"إذاَ، يعتزم أحد متعهدي البناء تشييد مشروع سكني للمسلمين في مدينة بروسار.

غيتو؟ لا، لا ، فلا تخافوا فالرجل منفتح ومستعد للقبول بعشرين بالمئة من غير المسلمين، شرط أن يتقاسموا مع المقيمين "القيم الجيدة". هو لطيف، أليس كذلك؟

ويتابع ريشار مارتينو: علمت هيئة الإذاعة الكندية التي كشفت الخبر، أن ثمة مشروعا سكنيا آخر ولكن هذه المرة "للصينيين"، في المدينة نفسها. وكأننا في زمن معرض مونتريال الدولي، إكسبو 67 ، جناح لألمانيا وعن يساره جناح لتايلندا، فاختموا جوازات سفركم و لا تنسوا أن تمسحوا أرجلكم قبل الدخول. ويضيف: لقد ولّى زمن التشجيع على الاختلاط والتعايش والملتينغ بوت (الانصهار) وها نحن عدنا إلى زمن الغيتويات ، كل في زاويته .

وهذا يذكرني بلافتة موضوعة على أحد مجمعات المسنين المثليين في حي المثليين في مونتريال تقول: على الأكثرية الانفتاح على الأقليات، لكن بوسع الأقليات أن تنغلق على ذاتها دون أن تضايقها لجنة حقوق الإنسان.

ولطالما مارسنا مبادئ الانفتاح ، الاستقبال، التنوع، الترحيب بالاختلافات العرقية والدينية والثقافية والجنسية ولكن، في غضون ذلك، يمكن لمقاول تشييد أبنية للمسلمين فقط بكل راحة. وهل تعتقدون أنه سيسمح ببناء مراحيض للمتحولين جنسيا؟ أو بناء كنيس لليهود، أو وسيسمح لتظاهرة المثليين بالمرور في المجمع؟

نعم، أتحدث بسخرية، يقول مارتينو، وما كان ينقصنا سوى الاحتماء من معادي الإسلام، وكأننا في مولينبيك ( البلجيكية) مصغرة في ضاحية مونتريال الجنوبية. ويضيف:

طبعا مؤيدو جوستان (كومبايا) ترودو ( رئيس الحكومة الكندية ) سيدافعون عن المشروع وسيقولون إن هناك حيا صينيا وآخر إيطاليا في مونتريال فلماذا معارضة وجود قرية مسلمة؟ لكنهم ينسون أنه بإمكان من يشاء أن يسكن في الحي الإيطالي وليس ثمة كوتا لغير الإيطاليين. وأنا متشوق لسماع موقف مدعي اليسار الذين سيجدون الأمر طبيعيا وسيقولون لنا: "من حق المسلمين أن يحموا أنفسهم إزاء التصاعد المقلق لمعاداة الإسلام"  والمساجد التي يتم حرقها وزمر الكيبيكيين الذين ينزعون حجاب المسلمات... يقول مارتينو ساخرا ويتابع: يقول صاحب المشروع : نحن نأتي إلى كندا لأننا نعرف أن حقوق الإنسان فيها مهمة جدا" وهنا تكمن المشكلة يعلق مارتينو، فرئيس حكومة كيبيك فيليب كويار لا يريد وضع أية معايير أو حدود لتأطير طلبات التسويات المعقولة في المدارس والمستشفيات. هكذا يكون الانفتاح ! ويختم ريشار مارتينو مقاله في لو جورنال دو مونتريال متوجها للمهاجرين: ماذا تريدون؟ فنحن منفتحون إلى درجة أننا نشعر بالسعادة عندما تقفلون الأبواب في وجهنا.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو مخاطباً طلاب جامعة هافانا يوم الأربعاء في إطار زيارته الرسمية إلى كوبا
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو مخاطباً طلاب جامعة هافانا يوم الأربعاء في إطار زيارته الرسمية إلى كوبا © Pool photo via AP/Enrique De La Osa

العلاقات الكندية الكوبية من ترودو الأب إلى ترودو الابن

تناولت كاتبة العمود في "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال مانون كورنولييه زيارة رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو الرسمية إلى كوبا هذا الأسبوع.

بعد الصين جاء دور كوبا لتستقبل ابن بيار إليوت ترودو، أول رئيس أو رئيس حكومة لدولة عضو في مجموعة السبع يقوم بزيارة هذيْن البلديْن الشيوعييْن. وزيارة جوستان ترودو إلى كوبا ليست للذكرى بل لتوثيق علاقات مهمَلة ومهدَّدة بسبب عودة الدفء إلى العلاقات بين هافانا وواشنطن، تقول كورنولييه في مقال بعنوان "العلاقات الكندية من ترودو إلى ترودو".

وللكوبيين انجذاب خاص إلى كندا، فهي والمكسيك البلدان الوحيدان في النصف الغربي للكرة الأرضية اللذان حافظا على علاقات دبلوماسية متواصلة مع بلدهم عقب انتصار الثورة فيه.

كما أن كندا هي المصدر الأول للسياح إلى كوبا، وهي أيضاً من أكبر الدول المستوردة للسلع الكوبية.

وهناك أيضاً العلاقة الثنائية الخاصة التي بناها رئيس الحكومة الكندية الراحل الزعيم الليبرالي بيار إليوت ترودو والزعيم الكوبي فيدل كاسترو. وتذكر كورنولييه بأن كاتسرو شارك في جنازة ترودو في مونتريال عام 2000.

لكن العلاقات بين كندا وكوبا لم تكن دوماً جيدة. رئيس الحكومة الليبرالية الأسبق جان كريتيان زار هافانا عام 1998، لكن العلاقات الثنائية كانت متوترة على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان في كوبا. وتذكر هنا كورنولييه بعدم توجيه كندا دعوة لكوبا لحضور قمة الدول الأميركية في مدينة كيبيك عام 2001 عندما كان كريتيان في سدة الحكم في أوتاوا.

رئيس الحكومة الكندية الأسبق جان كريتيان (إلى اليمين) والزعيم الكوبي فيديل كاسترو على مدرج مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا في 28 نيسان (أبريل) 1998 قبيْل مغادرة كريتيان كوبا مختتماً زيارة دامت ثلاثة أيام
رئيس الحكومة الكندية الأسبق جان كريتيان (إلى اليمين) والزعيم الكوبي فيديل كاسترو على مدرج مطار خوسيه مارتي الدولي في هافانا في 28 نيسان (أبريل) 1998 قبيْل مغادرة كريتيان كوبا مختتماً زيارة دامت ثلاثة أيام © PC/Fred Chartrand

وخلال حكم المحافظين بقيادة ستيفن هاربر في أوتاوا زهاء عشر سنوات كانت العلاقات مع كوبا فاترة، لا بل باردة. لكن ذلك لم يمنع أوتاوا من أن تشعر بأن لها أفضلية على واشنطن في العلاقة مع كوبا، مستندة إلى العلاقة التاريخية مع الجزيرة الكاريبية.

لكن هذه الأفضلية، في حال وجودها، قد تتلاشى بسرعة جراء عودة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا. صحيح أن الحظر التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا لا يزال سارياً، لكن جرت إزالة بعض العقبات من أمام الشركات الأميركية كي تستطيع العمل مع كوبا، وعلى سبيل المثال فُتحت خطوط جوية وبحرية بين البلديْن، وفُتح الباب أمام التبادل في المجالات الثقافية والتربوية والعلمية، كما أن تواجد الأميركيين في كوبا بحثاً عن فرص أعمال هو في ازدياد، تقول كورنولييه.

وتضيف الكاتبة أنه صحيح أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية ينذر بحصول تباطؤ في مسيرة التطبيع مع كوبا، إن لم يكن بوقفها. لكن ما من شيء مؤكد بعد.

وتذكّر كورنولييه بدور بعيد عن أضواء الإعلام قام به كل من البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، وحكومة المحافظين في أوتاوا من أجل تمهيد الطريق أمام مسيرة التقارب بين الرئيسيْن الأميركي باراك أوباما والكوبي راوول كاسترو التي انطلقت قبل نحوٍ من سنتيْن. لكن كندا لم تستفد من عوائد هذا التعاون، وهي لم تفعل تقريباً أي شيء من أجل تعزيز حضورها في كوبا وحماية مصالحها هناك، تقول كورنولييه.

وتنقل الكاتبة عن سفير كندا السابق في كوبا مارك انتويسل انتقاده في الربيع الفائت الحضور الضعيف للكنديين في كوبا وقوله إن الكوبيين أنفسهم كانوا مستغربين الأمر.

وترى كورنولييه أن على أوتاوا أن تستفيد من الغموض المخيم على العلاقات الأميركية الكوبية من أجل إعادة تدعيم الروابط السياسية والاقتصادية مع هافانا، دون إخفاء المواضيع الخلافية، وأبرزها ما يتصل بوضع حقوق الإنسان في كوبا.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.