اعلام الدول المشاركة في قمّة المناخ في مراكش

اعلام الدول المشاركة في قمّة المناخ في مراكش
Photo Credit: AP/Mosa’ab Elshamy

من الصحافة الكنديّة: قمّة مراكش وتحدّيات التغيير المناخي

اهتمّت الصحف الكنديّة بقمّة المناخ في مراكش وافردت لها مساحات واسعة في تعليقاتها.

في صحيفة لابريس تعليق بقلم بيار اوليفييه بينو من معهد الدراسات التجاريّة العليا في مونتريال.

تقول الصحيفة إنّ قمّة مراكش مهمّة بالنسبة لتنسيق الجهود العالميّة للحدّ من انبعاث غازات الدفيئة.

وقمّة باريس التي سبقتها كانت مهمّة لتحديد الأهداف، لكنّها لم تضع خطّة شاملة او ملزمة لهذه الغاية.

والفراغ يعني أنّ قلّة من الدول سوف تلتزم بتقليص انبعاثاتها تقول لابريس.

أضف إلى ذلك أنّ الرئيس الأميركي المنتخب أكّد في حملته الانتخابيّة عزمه على إعادة تعزيز صناعة الفحم الحجري.

وتتحدّث الصحيفة عن ثلاثة أسباب مهمّة لتقليص انبعاث الغازات الدفيئة:

السبب الأوّل يتعلّق بالأمن الذي هو مرتبط بعالم الطاقة، من خلال واردات النفط والغاز التي تعتمد عليها كلّ الدول باستثناء حفنة صغيرة من الدول المصدّرة، وتدفّق الأموال الناجم عنها.

وكانت كلّ من السعوديّة وروسيّا والعراق ونيجيريا والامارات أكبر الدول المصدّرة عام 2014 وتقاسمت 500 مليار دولار في ما بينها.

والسبب الثاني هو الاقتصاد إذ أنّ النفط يُستخدم في النقل وخصوصا في النقل البرّي.

والمركبات على اختلافها والبنى التحتيّة للطرقات تتطلّب مبالغ طائلة من المال، ما يحتّم وضع سياسات اقتصاديّة لإعادة تنظيم قطاع النقل من شأنها أن تقلّل إلى حدّ بعيد استخدام النفط.

وزيرة البيئة الكنديّة كاثرين ماكينا
وزيرة البيئة الكنديّة كاثرين ماكينا © PC/Adrian Wyld

والسبب الثالث يتعلّق بالصحّة تقول لابريس. فاحتراق الفحم يؤثّر بصورة رئيسيّة في نوعيّة الهواء، وعدم احتراقه يؤدّي إلى تحسّنها.

وتؤكّد لابريس في ختام تعليقها على أهميّة تغيير التعاطي التقليدي مع المشكلة.

وننتقل إلى تعليق في  صحيفة لودوفوار وقّعه كلّ من فرانسوا دولورم ومروة رزقي من جامعة شربروك.

تقول الصحيفة إنّ قمّة باريس شكّلت منعطفا مهمّا على طريق مكافحة التغيير المناخي وحدّدت ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويّتين بحلول العام 2030 .

وكان من المفترض أن تشكّل قمّة مراكش الفرصة لوضع الأطر الملزمة  ولكنّ الأمر تأجّل إلى القمّة المقبلة كوب 23 على ما يبدو تقول لودوفوار.

وكان ينبغي فرض عقوبات على الدول المقصّرة و تقديم تقارير سنويّة في حين لا تلحظ القمّة تقديم تقارير قبل العام 2023.

وترى لودوفوار أنّ وصول رئيس أميركي يشكّك في ظاهرة التغيير المناخي لم يقض على الارادة السياسيّة الدوليّة رغم أنّه أثر فيها سلبا.

وتتحدّث الصحيفة عن حلول معروفة من السياسيّين والخبراء على حدّ سواء، من بينها سوق الكربون وضريبة الكربون.

وهذه الضرائب موجودة حاليّا في كندا وفي عدد من الدول الموقّعة على الاتّفاق، وثمّة دول أخرى تنضمّ إليها تقول الصحيفة.

والتحدّي يكمن في تحديد "ثمن للتلويث" يكون له تأثير محفّز على الأفراد والحكومات والمؤسّسات.

وتعطي الصحيفة مثالا على ذلك وسائل النقل، وتدعو إلى فرض ضريبة على الكربون وعلى وقود السيّارات لحمل الناس على تغيير تصرّفهم.

دخان كثيف يتصاعد من أحد المصانع
دخان كثيف يتصاعد من أحد المصانع © iStock

كما تدعو إلى تشجيع تقاسم ركوب السيّارات Carpool بالإنكليزيّة، Covoiturage بالفرنسيّة.

وتدعو الحكومات إلى تعزيز الاستثمار في النقل العام بالتعاون بين الاستثمار الخاص والمؤسّساتي,

كما تدعو إلى إقفال الباب في وجه مشاريع جديدة لأنابيب النفط لأنّها قد تزيد الانبعاثات الملوّثة بصورة قويّة.

وتختم لودوفوار  فترى أنّ الحلول لمواجهة التغيير المناخي موجودة وقمّة باريس ولدت فأرا.

وتتساءل إن كنّا امام عجز في التناغم داعية الحكومات إلى تشجيع اقتصاد التقاسم.

ونطالع في صحيفة ذي ناشونال بوست تعليقا بقلم الصحافي ريكس مورفي يقول فيه إنّ وزيرة البيئة الكنديّة كاثرين ماكينا أكّدت خلال مشاركتها في قمّة مراكش أنّنا "نسير كما العالم إلى الأمام "، وأنّ الكلّ ملتزم بمكافحة التغيير المناخي.

وتتساءل الصحيفة إن كان كلامها يشمل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وإن كان يشمل الولايات المتّحدة أهمَّ قّوة صناعيّة في عالمنا المضطرب.

وتتساءل الصحيفة  إن كان رفض دونالد ترامب القول بأنّ العالم محكوم بالفشل دون ضريبة على الكربون يقلّل من تفاؤل الوزيرة ماكينا.

ومع خروج الولايات المتّحدة من قضيّة المناخ، ومضاعفة عدد المحطّات العاملة على الفحم في الصين وحريّة بثّ الغازات الملوّثة، ووجود الهند كقوّة صناعيّة ناشئة، تتساءل ذي ناشونال بوست من أين يأتي تفاؤل وزيرة البيئة الكنديّة.

وبغضّ النظر عن موقف دونالد ترامب، ترى ماكينا أنّ فرض ضريبة على التلويث هو بنظر باقي العالم، أفضل طريقة لتقليص انبعاث الغازات الملوّثة.

والوزيرة تلعب على الألفاظ لأنّ ثاني اوكسيد الكربون لا يولّد الضبخان أي الضباب الدخاني ، كما أنّ فرض ضريبة على التلويث لا يؤدّي إلى تقليص الانبعاثات.

وأفضل وسيلة هي من خلال منع أيّ استخدام للوقود الأحفوري أو بصورة أفضل، دعوة كلّ الدول إلى وقف أيّ نشاط صناعي يقوم على استخدام النفط والغاز والفحم.

وسوف يشكّل ذلك نجاحا كبيرا في الصين والهند وافريقيا وكوبا وبالطبع أيضا في كندا تقول ذي ناشونال بوست.

وترى الصحيفة أنّ خطاب التغيير المناخي ينفر من الواقع ويستهوي الحكومات لتتجاهل احتياجات مواطنيها ويطلق مخيّلة السياسيّين الذين يتصوّرون أنفسهم كمنقذي العالم.

وفي كلّ ذلك كمائن وأوهام تقول ذي ناشونال بوست في ختام تعليقها.

استمعوا
فئة:بيئة وحياة حيوانية
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.