ميدان الثورة في هافانا

ميدان الثورة في هافانا
Photo Credit: Radio-Canada

” كوبا، كيبيك وكندا “

تحت عنوان: " كوبا، كيبيك وكندا " كتب المحرر في صحيفة لا بريس ألان دوبوك يقول:

قمت بزيارة إلى كوبا منذ عدة أسابيع، ليس كصحافي إنما كسائح، كنت أريد مشاهدة العاصمة الكوبية قبل أن تجتاحها جحافل الأميركيين. فهافانا مدينة جذابة جراء تراثها التاريخي وثقافتها وطاقاتها وتناقضاتها. وكنت متحمسا لمراقبة تأثير تحديث الاقتصاد الذي اعتمده راول كاسترو منذ توليه السلطة خلفا لشقيقه فيديل منذ خمس سنوات. واكتشفت أن التغييرات مهمة وإلغاء قرار منع بيع العقارات كان له تأثير كبير على ترميم الممتلكات وتجديدها. فالفنادق الصغيرة والمنازل المعروضة للإيجار و المطاعم الخاصة والمقاهي يتضاعف عددها، والخضار والفاكهة متوفرة أكثر في الأسواق منذ السماح بالانتاج الزراعي المستقل.

منتجع فاراديرو السياحي في كوبا
منتجع فاراديرو السياحي في كوبا © AFP/ADALBERTO ROQUE

لكن هذه التغييرات ما زالت بطيئة وخجولة. فباستثناء من يعتاشون من السياحة، ما زالت الأكثرية تعيش في الفقر ولا تشعر بتأثير الانفتاح الذي بدأه الرئيس الأميركي السنة الماضية لوضع حد لنصف قرن من الحرب الإيديولوجية والتجارية. لكن هذا التطبيع ما زال محدودا: فإعادة العلاقات الدبلوماسية والسماح للأميركيين بزيارة كوبا وتسهيل بعض المعاملات التجارية لم تؤدِ إلى تغييرات عملية، لأن سياسة الحظر ما زالت معتمدة . وهذا الحظر، الذي يمنع الأميركيين من التعاطي التجاري مع كوبا يشكل إجراء غبيا وعدوانيا ومبالغا فيه وهو أرث الحرب الباردة المستمر بسبب ضغوط المهاجرين الكوبيين في فلوريدا.

ونافذة الأمل هذه مهددة بالإقفال ربما مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بالرغم من أن لا أحد يعرف ما سيفعله، هل سيكون براغماتيا ومنفتحا على فرص عمل واستثمارات أم أنه سيخضع لليمين الجمهوري؟

ويتابع ألان دوبوك: في هذا السياق الصعب، يمكن للفريق الاقتصادي الذي قاده رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار إلى كوبا، وزيارة رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو، أن تكونا مهمتين بالنسبة إلى كوبا وأن تشكلا بديلا للتذكير بأن كندا لم تقطع أبدا علاقاتها مع كوبا لا بل اقامت علاقات صداقة معها منذ زيارة رئيس الحكومة الأسبق بيار إليوت ترودو عام 1976.

ويتابع ألان دوبوك في لا بريس:

هناك ربما من ينتقد هذه الصداقة مع ديكتاتورية شيوعية لكنها أقل إحراجا  من علاقاتنا بالصين والعربية السعودية. ذلك أن هناك درجات للديكتاتورية فكوبا ديكتاتورية وليس فيها انتخابات كانتخاباتنا ولا حرية إعلام وتعاقب المنشقين  وفيها سجناء سياسيون، لكن نظامها ليس نظام رعب وإرهاب  إنما ديكتاتورية طرية، خانقة، ولكن غير عنيفة.

ولعل أفضل طريقة لمساعدتها على الانتقال إلى الديموقراطية تكمن في تعزيز التواصل والتبادل معها، وهذا ما فهمه باراك أوباما. فكوبا ليست كازاخستان وبسبب قربها الثقافي والجغرافي فإن انتقالها إلى الديموقراطية ليس فقط أمرا معقولا إنما أمر لا مفر منه.

ويرى ألان دوبوك أن العلاقات التجارية التي تسعى كندا إلى تعزيزها مع كوبا يمكنها أن تسهلّ هذا المسار عبر مساعدتها على رفع مستوى حياة الكوبيين  وبخاصة عبر مساعدتها على الخروج من نظامها الاقتصادي الفاشل وليس فقط جراء الحظر والحصار.

ولعل ما يعزز الآمال لكوبا هو أن الثورة الكوبية كانت كارثة على الصعيد الاقتصادي لكنها ناجحة على الصعيد الاجتماعي وبخاصة على صعيد التربية والتعليم ما يسمح لكوبا بالاعتماد على طاقات رائعة لكي تعيد بناء نفسها على أسس جديدة وبنجاح، يختم ألان دوبوك مقاله في صحيفة لا بريس

راديو كندا الدولي – لا بريساستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.