كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بين عاميْ 2008 و2015 أوليفييه بلانشار.

كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بين عاميْ 2008 و2015 أوليفييه بلانشار.
Photo Credit: AFP / FMI / Stephen Jaffe

الاقتصاد العالمي: تشجيع على التحفيز الاقتصادي مع تحذير من الإفراط في العجز الميزاني

تناول محرر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) جيرالد فيليون موضوع العجز في الميزانيات الحكومية في حديث مع كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بين عاميْ 2008 و2015 أوليفييه بلانشار.

يدعم بلانشار سياسات التحفيز الاقتصادي المتبعة في الدول المتقدمة، لكنه يوجه تحذيراً من الإفراط في العجز الميزاني بعد سياسات التقشف السابقة.

"بالتأكيد يجب زيادة الميزانية في دول عديدة، وربما أيضاً في الولايات المتحدة، لكن يجب أيضاً توخي الحذر الشديد"، يقول بلانشار، مضيفاً أنه يخشى من الذهاب "بعيداً جداً" في اتجاه الإنفاق "كرد فعل" على عدم الإنفاق بما يكفي في الماضي.

ويلفت الصحافي جيرالد فيليون إلى أن صندوق النقد الدولي، أسوة بمنظمات أخرى، يدعو الحكومات، ومنذ مدة، لتحفيز اقتصاداتها. فالنمو ضعيف في دول عديدة، ومعدل التضخم منخفض، وأسعار الفائدة في أدنى مستوياتها. وفي ظروف كهذه يشجع صندوق النقد الدولي الحكومات على الاقتراض والاستثمار في الاقتصاد. وهذا ما تفعله حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا.

وخلال زيارتها إلى العاصمة الفدرالية في أيلول (سبتمبر) الفائت أشادت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد باستراتيجية الحكومة الكندية في مجال الإنفاق الكثيف على البنى التحتية، مؤكدة أن كندا تشكل في هذا المجال "مثالاً" يُحتذى به في العالم. وهذا تبدل واضح في سياسة صندوق النقد الدولي الذي طالما دعا لاتباع الصرامة والتقشف، يقول فيليون.

رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في أوتاوا في أيلول (سبتمبر) الفائت
رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في أوتاوا في أيلول (سبتمبر) الفائت © CP/Adrian Wyld

ويذكّر محرر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا بأن بلانشار أقر عام 2013 بأن إجراءات التقشف المفروضة على اليونان من قبل الهيئات الدولية والأوروبية تسببت بتراجع للنمو الاقتصادي في هذا البلد العضو في منطقة اليورو فاق التوقعات بكثير.

فقد كان صندوق النقد الدولي يتوقع لإجراءات التقشف أن تؤدي إلى تراجع إجمالي الناتج الداخلي اليوناني بنسبة 5,5% بين عاميْ 2009 و2012، لكن التراجع بلغ نحواً من 20%، فكان مؤلماً جداً لاقتصاد اليونان. وإزاء هذا الوضع كان لزاماً على صندوق النقد الدولي إعادة تصويب الأمور.

ويعتقد كبير الخبراء الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي أن السنوات الأولى من حكم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ستشهد نمواً اقتصادياً أعلى بقليل من المتوقع. ويتوقف الأمر فيما بعد على مدى انفتاح ترامب على التجارة الدولية، يرى بلانشار الذي يؤكد أن أحد المخاطر الأساسية على الاقتصاد يتمثل بتصاعد الحمائية.

"لنكن واقعيين، هناك عدد من الاتفاقات التي لن تُنفذ. هل سينجم عن ذلك تراجع هام؟ آمل ألّا يحصل ذلك، وأعتقد أنه لن يحصل"، يقول بلانشار.

ويرى بلانشار أنه يجب الإصغاء للناس بصورة أفضل، مضيفاً أنه "يبدو بوضوح أن هناك أناساً يتألمون بسبب فتح الحدود (أمام التجارة العالمية)"، وأن الجميع يطرحون أسئلة محقة. لكن كبير الخبراء الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي لا يعتقد أن مصدر المشكلة هو التجارة العالمية بقدر ما هو التقدم التكنولوجي الذي تستفيد منه برأيه شريحة من الناس لديها مؤهلات معينة.

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.