مقاتل من المعارضة السورية

مقاتل من المعارضة السورية
Photo Credit: Khalil Ashawi / Reuters

معارك حلب: بداية النهاية؟

هل معركة حلب التي استأنفت بعنف وقوة تشكل بداية النهاية للمقاتلين المعارضين؟ سؤال يطرح نفسه إزاء ارتفاع حدة المعارك والمشاركة الجوية الروسية المكثفة.

محلل الشؤون الدولية في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو يستعرض بداية الأوضاع المستجدة. يقول:

"بعد بضعة أيام أو أسابيع على وقف إطلاق النار، بين منتصف تشرين – أول أكتوبر ومنتصف الشهر الجاري، ومحاولات فاشلة لإيصال مساعدات إنسانية خلال فترات الهدوء، جراء تدخل القوات الروسية وقوات النظام في دمشق، يبدو أن الأوضاع تتجه نحو الأسوأ. فالهدنة انتهت واستأنفت الأعمال الحربية بضراوة حيث تقوم القوات الحكومية التابعة لبشار الأسد بعملية واسعة مدعومة بغارات جوية مكثفة يقوم بها الطيران الروسي مع بعض الطائرات السورية التي تقذف البراميل المتفجرة وقنابل غاز الكلور الممنوع دوليا لكنهم لا يأبهون بذلك "

ويتابع:

" هذه القوى تعمد حاليا على سحق الخصم واسترجاع الأحياء التي كانت قوات المعارضة قد احتلتها ويبدو هذه المرة أن عزلة المقاتلين كلية فلم تعد لديهم خطوط تموين بما فيها خط التموين من تركيا أكانت مساعدات غذائية أو المد بالسلاح، ولم يعد الحديث يقتصر على الجرحى الذين لا يعالجون لعدم توفر الأطباء وتهديم المشافي، إنما عن أطفال لم يأكلوا شيئا منذ عدة أيام وهي للأسف استراتيجية حربية تهدف إلى إنهاك العدو ودفعه إلى الاستسلام بدون قيد أو شرط".

وعن موقف الدول العظمى من الصراع، يقول فرانسوا بروسو:

روسيا باتت سيدة الموقف وهي القوة العظمى الأكثر تورطا بصورة مباشرة في الميدان السوري منذ أكثر من سنة، منذ التدخل الحاسم  في تشرين – أول أكتوبر من العام الماضي ويقوم بين الروس ونظام بشار حلف وثيق غير خال من التناقضات وبعض التوتر، أما الأميركيون فلم يكن لهم مرة وجود فاعل في سوريا ولم يدعموا سوى بعض المجموعات المتمردة بطريقة غير مباشرة وغير منظمة وهمهم حاليا ينصب على الحرب الدائرة حاليا في العراق"

وماذا عن المعطى الأميركي الجديد  المتمثل بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة؟ يجيب فرانسوا بروسو:

" تشهد موسكو حاليا وضعا سياسيا لم تكن تحلم به يجري في واشنطن وربما قريبا في باريس مع الصعود الكبير لفرانسوا فييون المحافظ المتشدد وصديق بوتين الذي التقاه أكثر من مرة، ومتابعة الأخبار تبين مدى الفرح الروسي إزاء هذا التبدل وقد تجد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل نفسها وحيدة مع بولونيا ودول البلطيق في مواجهة هذا الحلف المحتمل . ففييون هو صديق بوتين وترامب هو صديقه أيضا ويؤكد الإثنان أن داعش وحدها هي العدو في سوريا ما قد يؤدي ربما إلى حلف استراتيجي محتمل  وقد نكون نسير باتجاه نظام عالمي محافظ يمر عبر واشنطن وباريس وموسكو، ومن يدري قد يشمل أيضا أنقرة وطهران، فكل الفرضيات المجنونة تبدو اليوم واردة، يخلص فرانسوا بروسو تحليله في هيئة الإذاعة الكندية.

راديو كندا الدولي - هيئة الإذاعة الكندية.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.