تحت عنوان: " الدولة التي لا حدود لها " ، كتب المحرر في صحيفة لو جورنال دو مونتريال لويك تاسي يقول:
خلال احتفال لمكافأة الفائزين في مسابقة حول الجغرافيا، سأل فلاديمير بوتين أحد الأطفال : أين تتوقف حدود روسيا؟ فأجابه الطفل: عند مضيق بيرينغ. فرد بوتين قائلا: " روسيا لا حدود لها" وأردف : " هذه مزحة". طبعا هي مزحة، لكن رد بوتين جاء في وقت تعمل فيه روسيا على الدفاع عن مصالح كل الروس عبر العالم، ما يقلق جنيرالات حلف شمال الأطلسي .
ويطرح تاسي مجموعة من الأسئلة:
- لماذا يخشى بعض القادة الأوروبيين من روسيا؟ ويجيب:
القادة الأوروبيون الذين يخشون روسيا هم في غالبيتهم من الدول التي كانت خاضعة للاتحاد السوفياتي. فعقود الاحتلال خلفت فيهم شعورا بالحقد تجاه الروس ويجسد لهم بوتين كل ما عانوه من الاحتلال السوفياتي. ولا شك أن الاغتيال المنظم لمعارضي بوتين والرقابة على الإعلام تذكرهم بالأساليب السوفياتية القديمة.
- ما هو لوم حلف الأطلسي على روسيا؟
إن قادة الأطلسي يلومون روسيا بسبب ضمها القرم. ومن يعرف تاريخ المنطقة وسياستها، يدرك أن ضم القرم لا يشكل مفاجأة ولا فضيحة . ومع ذلك ، فضم القرم يفتح الباب لقضم المناطق الناطقة بالروسية المحيطة بروسيا. والدول التي كانت خاضعة للاتحاد السوفياتي والتي تسكن فيها أقليات روسية مهمة، لها الحق في اعتماد الحذر من نوايا روسيا.
- لماذا يلوم باراك أوباما روسيا؟ يجيب لويك تاسي:
باراك أوباما والمثاليون الذين يحيطون به يعتقدون أن القانون الدولي كاف لضمان حدود أوكرانيا. لكن القانون الدولي خاضع لمشيئة الدول وإذا أرادت الدول المحيطة بروسيا حماية نفسها، فعليها أن تكون قوية . ذلك أن حدود روسيا تنتهي أمام قوة تلك الدول. وهذه القوة يمكن أن تكون عسكرية، اقتصادية وسياسية. لكنها ليست أبدا مكتسبة شرعيا.
- لماذا يريد بعض الزعماء التقارب من روسيا؟
السؤال الأساسي ربما يتمحور حول موقع روسيا العالمي ومن غير المعقول أن الدول الغربية لم تساعد روسيا على النهوض بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وكان على الولايات المتحدة أن تطرح خطة مارشال أخرى لمساعدة الدول التي كانت خاضعة للاتحاد السوفياتي تماما كما ساعدت المانيا واليابان وحولتهما إلى حلفاء أقوياء.
- ما هو مستقبل العلاقات مع روسيا؟ يجيب لويك تاسي:
يقول الروس إن حدود الأطلسي هي التي اقتربت من الحدود الروسية وليس العكس، فالحلف الأطلسي هو المعتدي الحقيقي في مسألة القرم. ومع ذلك، فإن تعاونا قويا مع روسيا ما زال ممكنا وإذا تولاه دونالد ترامب وفرانسوا فيون بطريقة جيدة فمن شأن هذا التعاون أن يكون عاملا مهما لتحقيق السلام، يخلص لويك تاسي مقاله في لو جورنال دو مونتريال.
- راديو كندا الدولي – لو جورنال دو مونتريال
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.