فيليب كويار إلى جانب الأمينة العامة للفرنكوفونية ميكايل جان

فيليب كويار إلى جانب الأمينة العامة للفرنكوفونية ميكايل جان
Photo Credit: PC/Jacques Boissinot

” قطع الجسور”

تحت عنوان: " قطع الجسور " ، علق المحرر في صحيفة لو دوفوار أنطوان روبيتاي على موقف رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار من المملكة العربية السعودية. قال :

خلال انعقاد قمة الدول الفرنكوفونية الأخيرة، بدا رئيس الحكومة الكيبيكية فيليب كويار مترددا في البداية بالنسبة إلى مسألة انضمام السعودية أو لا إلى المجموعة الفرنكوفونية، ومن ثم عارض انضمامها بوضوح. وعليه أن يعتمد تجاه السعودية الموقف نفسه الذي اعتمده رئيس الحكومة الكندية الأسبق براين مالروني من إفريقيا الجنوبية في ثمانينيات القرن الماضي.

ويرى روبيتاي أنه كلما برزت المملكة الوهابية في الأحداث، يتصرف كويار بطريقة غير متقنة، كما حدث نهاية الأسبوع في قمة الفرنكوفونية، حيث تردد في البداية باتخاذ موقف من طلب انضمام المملكة إلى الدول الفرنكوفونية  ومن ثم اتخذ موقفا متشددا وعلنيا ضد انضمامها.

ويمكن أن نفهم، كما أوضح المقربون منه، أن تردده الظاهر ، في البداية، مرده إلى مجرد حذر تجاه مفاوضات دبلوماسية سرية وكان بالتالي يحاذر نسفها. لكن يبقى أن كويار تردد في اتخاذ الموقف بالرغم من أنه تحدث عن مصير رئيف بدوي التعيس المسجون في السعودية كما اعتبر أنه من المستحسن أن تندمج مثل تلك الدول في المجتمع العالمي.

وهي ليست المرة الأولى التي يعرض فيها كويار سياسة " الانفتاح " تجاه السعودية، وهنا يحيد عن الطريق الصحيح. فكيف يمكن لرجل متصلب ، في السياسة الداخلية، بالنسبة إلى حقوق الإنسان ، ويلقي الاتهامات عند أول شك، " بإذكاء نار التعصب" ضد الأقليات، أن يدافع، في الشأن الدولي، عن سياسة الانفتاح تجاه دولة لا تحترم تلك الحقوق؟ اليس في ذلك تناقض فاضح؟

ويتابع أنطوان روبيتاي: عندما يدعو كويار إلى "اندماج" دولة ذات عادات مدانة إلى هذا الحد، يعرض نفسه لانتقاد الذين يعيرون له بعض النوايا  وهو أمر يكرهه كويار وعن حق. لكن ليس في وسعه أن ينكر أنه فعل أكثر من ممارسة الطب خلال خمس سنوات في تلك الدولة الدينية، فهو شغل أيضا منصب مستشار لوزير الصحة السعودي السابق خلال السنوات التي سبقت عودته إلى الساحة السياسية عام 2013 ، ولا أحد يعرف بالضبط المهمة التي أوكل بها كمستشار لدى وزير الصحة. وكان كرر أكثر من مرة أن مهمته كانت الذهاب إلى السعودية لمدة ثلاثة أيام في السنة للمشاركة في لقاءات طبية. لكن كويار كان يتقاضى أجره من السعودية . فهل تدخلت المملكة في نهاية الأسبوع لديه ليدعم انضمامها إلى الفرنكوفونية؟ " لا، أبداً " يجيب المقربون منه.

ويذكّر انطوان روبيتاي بموقف رئيس الحكومة الكندية الأسبق براين مالروني في الثمانينيات الذي لم يعتمد سياسة "الاندماج والانفتاح إنما سياسة فرض العقوبات ضد إفريقيا الجنوبية وحكومة بيتر بوتا، بالرغم من معارضة رئيسة الحكومة البريطانية يومها مارغاريت تاتشر. وعلى كويار، في مواجهة العربية السعودية، أن يستوحي هذا المبدأ غير الملتبس أبدا. والموقف الذي اعتمده أخيرا يوم السبت برفض انضمام السعودية إلى الفرنكوفونية يسير في هذا الاتجاه ما يستحق التأييد، يخلص أنطوان روبيتاي مقاله في صحيفة لو دوفوار.

راديو كندا الدولي – لو دوفواراستمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.