اعلنت الحكومة الكنديّة برئاسة جوستان ترودو قرارها بشأن مشاريع أنابيب النفط في البلاد، وهو قرار ينتظره الكنديّون منذ فترة.
وأعطت اوتاوا الضوء الأخضر لمشروعين، ورفضت مشروعا ثالثا.
فقد وافقت على مشروع لمضاعفة قدرات أنبوب ترانس ماونتن لنقل النفط من ادمنتون في البرتا نحو بورنابي على سواحل بريتش كولومبيا.
كما وافقت على استبدال وتحديث خطّ الانابيب التابع لشركة انبريدج الذي ينقل النفط من البرتا نحو ولاية وسكونسن الأميركيّة.
يقول رئيس الحكومة إنّ المشروعين مهمّان بالنسبة للكنديّين ويضيف:
سوف توفّر هذه المشاريع عائدات بمليارات الدولارات لمختلف المستويات الحكوميّة.
ويمكن توظيف هذه الأموال في المستشفيات والطرقات ومختلف مشاريع الطاقة النظيفة قال رئيس الحكومة.
ويتيح المشروعان نقل مليون برميل نفط إضافي يوميّا كما يقول الصحافي في تلفزيون راديو كندا لويس بلوان .
وقد رفض رئيس الحكومة جوستان ترودو مشروع نورذرن غيتواي بهدف حماية الأنظمة البيئيّة.
وحاول ترودو تحقيق التوازن بين مصالح العمّال في البرتا من جهة وحماية البيئة من الجهة الأخرى.
وسعى رئيس الحكومة إلى طمأنة الجميع لا سيّما بعد أن ارتفعت أصوات معارضة للمشروعين المذكورين في فانكوفر.
وأكّد أنّه لم يكن ليوافق على هذه المشاريع لو كانت تعرّض بريتيش كولومبيا للخطر وأضاف ترودو يقول:
يستند القرار إلى النقاش الصارم والعلم والأدلّة. ولم ولن ننجرف وراء الحجج السياسيّة محليّة كانت أم إقليميّة أم وطنيّة.
واتّخذنا هذا القرار لأنّه آمن بالنسبة لبريتيش كولومبيا ومناسب بالنسبة لكندا.
وتابع رئيس الحكومة الكنديّة يقول إنّ القرار بمثابة انتصار كبير بالنسبة للعمّال الكنديّين والعائلات الكنديّة وللاقتصاد الكنديّ في الوقت الحاليّ وفي المستقبل.
هذا على صعيد الحكومة ولكنّ موقف احزاب المعارضة كان مختلفا.
فقد رأى حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في اوتاوا أنّه كان من الأفضل أن توافق الحكومة على المشاريع الثلاثة .
ورأت رونا امبروز زعيمة حزب المحافظين للمرحلة الانتقاليّة أنّ رئيس الحكومة حصل على ما أراده من وجهة نظر سياسيّة وأضافت تقول:
لقد اغلق ترودو أنابيب النفط على سواحل الغرب الكندي ولن يتمّ بناء المشروع الذي وافق عليه.
ولدينا في غضون ذلك أزمة وظائف في قطاع الطاقة حيث هنالك 110 آلاف عاطل عن العمل في مقاطعة البرتا وتتأثّر بالوضع نفسه مقاطعتا نوفا سكوشا ونيوفاوندلاند ولابرادور ونحن نبيع نفطنا بأسعار منخفضة كما تقول امبروز التي يشكّل حزبها المعارضة الرسميّة في اوتاوا.
وتنقل امبروز عن حاكم مصرف كندا المركزي السابق ديفيد دودج قوله إنّ النفط واحد من أهمّ الموارد الكنديّة ومن المستغرب أن نستمرّ في بيعه بأسعار منخفضة.
وأعرب حزب الخضر في مقاطعة بريتيش كولومبيا عن قلقه إزاء احتمال وقوع حوادث تسرّب نفطيّ وتداعياته المحتملة على البيئة.
ويشاركهم هذا القلق توماس مولكير زعيم الحزب الديمقراطي الجديد المعارض في اوتاوا ويتساءل عن التزام الحكومة بحماية البيئة:
يستحيل أن يلتزم رئيس الحكومة جوستان ترودو بالأهداف التي حدّدها مؤتمر المناخ في باريس إن لم تكن لديه خطّة لذلك قال مولكير.
ويلقى المشروع أيضا معارضة مجموعات من السكّان الأصليّين في المقاطعة.
لكنّ رئيسة حكومة البرتا وزعيمة الحزب الديمقراطي الجديد المحلّي راشيل نوتلي أعربت عن ارتياحها لقرار الحكومة الكنديّة.
وطالما أكّدت المقاطعة الغنيّة برمالها الزفتيّة أنّه من الممكن التوفيق بين تطوير قطاع صناعة النفط و مكافحة التغيير المناخي.
وأكّدت راشيل نوتلي أنّها ستبحث في قرار الحكومة الكنديّة مع نظيرتها رئيسة حكومة بريتيش كولومبيا كريستي كلارك.
وأشارت إلى مواقف مختلفة للديمقراطيّين الجدد من موضوع أنابيب النفط وأكّدت أنّه أمر طبيعي وليس بجديد داخل الأحزاب كلّها وأضافت تقول:
نحن في البرتا وفي الحزب الديمقراطي الجديد يهمّنا كثيرا موضوع الوظائف والأمن الاقتصادي للعاملين.
ورغم أنّنا نهتمّ بحماية البيئة علينا أن نتأكّد من أنّ عمليّة الانتقال إلى اقتصاد قائم على التجدد تتمّ بشكل عادل ومنصف.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.